خص المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته العاشرة لهذا العام (2017) الفنانة نادية طالبي بتكريم فني متميز نظير أعمالها الفنية الكثيرة في مختلف مجالات الفن خاصة في الفن السابع، حيث كانت لها عدة
مشاركات.
وعن هذا التكريم قالت نادية طالبي لـ “الموعد اليومي”: “أعتز بالتكريم الذي حظيت به من طرف القائمين على مهرجان وهران للفيلم العربي. وأنا مع تكريم الفنان وهو على قيد الحياة، لأن مثل هذا الاعتراف يجعله يشعر بأن ما يبذله من جهد في تقديم أدواره لم يذهب في مهب الريح، بل جاء بثماره من خلال اعتراف الجيل الذي أتى من بعدنا بما قدمناه من أعمال فنية لصالح الفن في الجزائر”.
وعن مهرجان وهران للفيلم العربي، قالت محدثتنا إن هذه التظاهرة أصبحت مهمة لدى صناع السينما في الجزائر والدول العربية، لأنها تسمح باحتكاك السينمائيين فيما بينهم، خاصة ونحن في الجزائر لا نملك فضاءات متخصصة نلتقي فيها نحن السينمائيين لمناقشة وضع وحال السينما في الجزائر.
وعن هذا الوضع أضافت: “لم تعد هناك إنتاجات سينمائية كثيرة مثلما كانت في الماضي، وقد عرفت السينما الجزائرية في السنوات الأخيرة تذبذبا كبيرا بسبب قلة الإنتاج في ظل نقص الدعم المادي الكافي لإنجاز أعمال سينمائية ذات مستوى راقي، خاصة مع رحيل العمالقة الذين صنعوا مجد السينما الجزائرية في عصرها الذهبي”.
وتأسفت نادية طالبي عن تقليص عدد المهرجانات التي تهتم بمختلف الفنون من مسرح وسينما وأدب، وهذا ما دفع بالقائمين عليه للتعامل مع المبتدئين وإبعاد المحترفين وقالت:” أنا لست ضد ترشيد النفقات ولكن ضد أن يعود بالسلب على المبدعين الحقيقيين. وهذا لا يخدم الثقافة بمختلف أنماطها”.
وعن غيابها عن الأعمال الدرامية التلفزيونية خلال شهر رمضان الماضي، قالت طالبي: “هذا الأمر خارج عن نطاقي. فأنا لا زلت متواجدة على الساحة الفنية ولم أعتزل الميدان الفني، لأنني لا زلت قادرة على تقديم المزيد من الأدوار التي أخدم بها مجتمعي. لكن وكما ذكرت للإعلاميين في العديد من المناسبات أن العديد من المخرجين والمنتجين يفضلون التعامل مع الأسماء الفنية الجديدة لأنهم لا يطلبون الكثير من الناحية المادية عكس القدامى وأصحاب الخبرة الطويلة في مجال الفن”.
وعما إذا كان فعلا الفنان الذي يملك تجربة طويلة يطلب المال الكثير وفي بعض المرات يكون مبلغا تعجيزيا لا يقدر المنتج على دفعه لذا يستعين بالوجوه الجديدة، ردت محدثتنا قائلة: “هذا الأمر غير صحيح، لأننا لا نطلب أموالا كثرة مقابل أداء دور ما في أي عمل، ولا يعقل أيضا أن يستوي أجر فنان له خبرة تفوق الـ30 سنة مع أجر فنان مبتدئ لم يمر على مساره الفني إلا سنوات قليلة. وهذا الاعتقاد الذي يعمل به العديد من المنتجين ساهم في إبعاد المبدعين الحقيقيين في مجال التمثيل عن الميدان. والساحة الفنية اليوم مليئة بالدخلاء وهذا أثّر سلبا على مستوى الأعمال الفنية التي تنجز من حين إلى آخر. وهذا لا يعني – تضيف فنانتنا – أنني ضد الجيل الجديد من الممثلين والممثلات، فنحن بحاجة إلى جيل جديد يحمل المشعل. فقط نحتاجه جيلا مبدعا حقيقة ويشرف فن التمثيل داخل وخارج الوطن، ويساهم في إبراز الأعمال الجزائرية في المحافل الدولية. كما أعتز بعدة أسماء سبق لها أن وقفت إلى جانب العمالقة وهي فعلا أسماء فنية مبدعة ولها مستقبل زاهر في هذا الميدان.
ووعدت نادية طالبي جمهورها بالظهور في مسلسل اجتماعي عن الميراث عن قريب جمعها بالعديد من الفنانين القدامى وهو من إخراج الفنان سيدعلي بن سالم. ورغم أن هذا العمل جاهز وهو بحوزة التلفزيون الجزائري منذ فترة تجاوزت السنتين، لكنه لم يعرض لحد الآن، رغم أن مخرجه تلقى وعدا من المسؤولين على التلفزيون الجزائري ببثه خلال الشهر الفضيل ولكن في آخر لحظة تم تأجيله إلى أجل غير مسمى.
وختمت طالبي قائلة: “ندائي أوجهه للمسؤولين عن قسم البرمجة في التلفزيون العمومي لبث العمل قريبا، ما دامت الفنانة القديرة نورية على قيد الحياة، لأن مشاركتها كانت بمثابة عودتها للفن بعد غياب دام أكثر من 10 سنوات”.