تُعد الفيروسات التنفسية من بين أخطر أنواع العدوى الفيروسية، حيث تهاجم الجهاز التنفسي وتؤدي إلى أعراض تتراوح من احتقان الأنف والسعال إلى الالتهاب الرئوي الحاد، وأكثر الفيروسات التنفسية شيوعاً، الإنفلونزا الموسمية، الفيروسات التاجية مثل فيروس كورونا (COVID – 19)، والفيروس التنفسي المخلوي (RSV).
الفيروس التنفسي المخلوي
قال المختصون إن الفيروس التنفسي المخلوي (Respiratory Syncytial Virus – RSV) يُعد أحد الفيروسات الشائعة التي تُسبب التهابات في الجهاز التنفسي (الرئتين والمجرى الهوائي)، خاصةً عند الأطفال وكبار السن. ويُعتبر هذا الفيروس أحد الأسباب الرئيسية لالتهابات الرئة والتهابات الجهاز التنفسي السفلي لدى الرضع والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
كيف ينتقل الفيروس؟
ينتقل الفيروس التنفسي المخلوي بسهولة عبر عدة طرق، مما يجعله سريع الانتشار خاصةً في الأماكن المغلقة:
– الانتقال المباشر عبر الرذاذ التنفسي، عندما يسعل أو يعطس شخص مصاب بالقرب من الآخرين.
– ملامسة الأسطح الملوثة، مثل مقابض الأبواب، الطاولات، الألعاب، حيث يمكن للفيروس أن يعيش لعدة ساعات.
– ملامسة اليدين للعينين أو الأنف أو الفم بعد مصافحة شخص مصاب أو لمس أسطح ملوثة.
– الانتقال غير المباشر عبر الأدوات الشخصية مثل مشاركة الأكواب والمناشف.
ويمكن للشخص المصاب أن ينقل الفيروس لمدة تصل إلى 7 أيام، لكن في بعض الحالات، مثل كبار السن ومرضى ضعف المناعة، قد تستمر قدرة الشخص على نقل العدوى لفترة أطول.
أعراض الإصابة
تكون أعراض الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي لدى البالغين وكبار السن مشابهة لأعراض الزكام ونزلات البرد العادية، وتشمل:
– احتقان الأنف.
– سعال جاف غير مصحوب ببلغم.
– ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.
– التهاب الحلق.
– العطس والصداع.
غالباً ما تظهر علامات وأعراض عدوى الفيروس التنفسي المخلوي بعد أربعة إلى ستة أيام من الإصابة بالفيروس، وتكون الحالات الخفيفة قابلة للعلاج بتدابير الرعاية الذاتية، مثل الراحة وشرب السوائل. ومع ذلك، يمكن أن يسبب الفيروس التنفسي المخلوي عدوى شديدة تتطور معها الأعراض إلى مضاعفات خطيرة لدى بعض الفئات المعرضة للخطر وخاصة من البالغين الأكبر سناً من هم فوق الـ60 عاماً والأشخاص المصابين بأمراض القلب والرئة وضعف الجهاز المناعي.
ما الفئات الأكثر عرضة لخطر الفيروس؟
رغم أن معظم المصابين بالفيروس يتعافون دون مضاعفات، فإن هناك بعض الفئات التي قد تعاني من أعراض وخطورة أشد، ومنهم :
– كبار السن فوق 60 عاماً
– بسبب التراجع الطبيعي في كفاءة الجهاز المناعي.
-الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب، الربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
– ذوو المناعة الضعيفة
مثل مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي أو مرضى زراعة الأعضاء الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.
– الرضع والأطفال الصغار
خاصةً الذين لم يكتمل نمو رئاتهم أو الذين وُلدوا قبل الأوان.
ما المضاعفات المحتملة للإصابة بالفيروس؟
يحذر المختصون من أن الفيروس قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة عند انتقاله إلى الجهاز التنفسي السفلي، مما يسبب:
– التهاب القصبات الهوائية
وهو التهاب في الشعب الهوائية الصغيرة في الرئة، ما يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء وظهور أعراض أكثر حدة مثل الارتفاع الحاد في درجة حرارة الجسم، السعال الشديد، صعوبة في التنفس.
– الالتهاب الرئوي
وهو من أخطر المضاعفات، حيث تتراكم السوائل في الرئتين ما يؤدي إلى ضيق التنفس ونقص الأكسجين في الدم.
– تفاقم حالات الربو وأمراض القلب
ما يزيد من صعوبة السيطرة على هذه الأمراض.
– الحاجة إلى التنويم في المستشفى
خاصةً لمن يعانون من أمراض مزمنة، حيث يحتاجون إلى أجهزة مساعدة على التنفس أو إعطاء السوائل عبر الوريد.
هل يمكن الإصابة بالفيروس أكثر من مرة؟
قال الأطباء إنه يمكن تكرار الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي خلال نفس الموسم. في معظم الحالات، تكون العدوى المتكررة أقل حدة، إلا عند كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة، قد تكون الإصابة الثانية أكثر خطورة وتؤدي إلى مضاعفات أكبر.
لا يؤدي التعافي من الفيروس إلى مناعة دائمة، مما يجعله فيروساً متكرراً مثل نزلات البرد.
أخطار إصابة كبار السن
يُعتبر كبار السن الفئة الأكثر تعرضاً لعدوى هذا الفيروس، وغالباً ما تصبح إصابتهم خطيرة خصوصاً لدى الذين يعانون من أمراض مزمنة تؤثر على كفاءة أجهزة مناعتهم. كما يمكن أن يستمروا في نقل العدوى لغيرهم لمدة أطول من الفئات العمرية الأصغر سناً، وهم معرضون للمعاناة من حالات حادة من المرض قد تؤدي إلى التهاب القصبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي، مما قد يستدعي التنويم في المستشفى.
ولحماية كبار السن والفئات الأخرى الأكثر عرضة للخطر، تمت التوصية بإعطاء جرعة واحدة من اللقاح المخصص والمعتمد للفيروس التنفسي المخلوي، خاصةً لمن يعاني منهم من أمراض مزمنة.
ق. م