الجزائر تمتلك طاقات شبابية هائلة ومبدعة في مختلف المجالات، وهذا ما نلمسه في الكثير من المناسبات. ومن خلال هذا الحوار نكتشف موهبة شابة مبدعة ولجت الأدب العربي من أوسع أبوابه هي الأستاذة المتألقة خيرة بوخاري.
مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، كيف كانت بداياتك في مجال الأدب وكيف اكتشفت ميولاتك لهذا الجانب؟
كنت أسمع ولا أكتب، أقرأ ولا أكتب حتَّى ولجت أدراج الجامعة بكليَّة اللّغة والأدب العربي بسيدي بلعباس، فقد كان الأساتذة في الملتقيات الوطنيَّة يعلنون عن مسابقات في القصّة القصيرة، فكنتُ أعود إلى كتاباتي البسيطة وأنقِّحها وأشارك بهَا، فما كان من أساتذتي إلاّ تشجيعي، ثمَّ ولجت عالم التّعليم فكانت الأرض خصبة.
من شجعك ودعمك للبروز في المجال الأدبي؟
أوَّل من شجَّعني على الكتابة الدكتور سعيداني عبد القادر بجامعة سيدي بلعباس الذي كان كلَّما رآني مقبلةً يقول: قد أقبلت القاصَّة، فكان هذا أكبر دافع لي لأكتب ومدير متوسطة ابن زيدون مرازي عباس، خاصة في حصته الإذاعية الأسبوعية مع المذيعة ليلى لعمارة ومفتش التربية الوطنية لمادة علوم الطبيعة والحياة “تاغمي فتحي” وزملائي الأساتذة، فلهم منِّي كلّ التقدير.
لديك عدة إصدارات، حدثينا عن بعضها، وكيف كانت تجربتك الأولى؟

كانت تجربتي الأولى مع المجموعة القصصيَّة التي طبعتها في مصر وكذلك كتاب ومضات شعرية التي تختزل المشهد أو الموقف في عبارات خاطفة مليئة بالكثافة والترميز لما تحمله من رسائل مشفرة في المعنى ومقتصدة في الكلام، إلى جانب كتاب ومضات جامعة ترجم بلغتين الإنجليزية والألمانية بدار الحسيني بمصر.
كيف كانت ردود القرَّاء بعد اطِّلاعهم على أوّل عمل أدبي لك؟
لقيَ كتاب “فاكهة السماء” القبول والتّشجيع الكبير من قبل جمهور القرّاء سواء في الجزائر أو في مصر، أين كان عليه إقبال أثناء مشاركتنا في المعرض الدولي للكتاب 2020، ومن الطّريف الذي يذكَر أنَّ أصغر قارئة اسمها “ميموني هبة” ما تزال في الابتدائي، تلميذة شغوفة لقراءة الكتب وكانت ابنة أستاذة زميلة لي في العمل، اتّصلت بي ليلاً وهي تطلب منِّي أن آخذهَا عند أحد شخصيات القصّة المعنونة بـأنفاس القدر وتسمَّى هذه الشخصيّة المثابرة “سندس”، وجدتها قد عاشت القصة بمشاعرها ووجدانها.
تتعدّد مشاركاتك الدوليّة، فما هي أوجه الاستفادة من تلك المشاركات؟
تكمن الاستفادة من تلك المشاركات كونها تسمح للباحث الجامعي بطرح أفكاره على مائدة النقاش والتحليل، والاستفادة من الإطارات الأكثر خبرة في المجال، فقد كانت المشاركة في المؤتمر العالمي الأوّل للّغة العربيّة بماليزيا جامعة الإنسانيّة “بكوالالمبور” ثرية جدا كوننا طرحنا فيها فكرة نتّبعها كمشروع في متوسطة ابن زيدون بولاية سيدي بلعباس وهو: التّحدّث باللغة العربيّة الفصحى داخل حجرات التّدريس وداخل الحرم المدرسي، فلاقت هذه الفكرة استحسان الكثير من الأساتذة، لأنّ اللّغة تحتاج لممارسة يوميّة.
أمّا مشاركتنا في المؤتمر العلمي الأول للغة العربية بجامعة قناة السويس كانت لطرح إشكالية اللُّغةُ العَربيَّةُ بَيْنَ الرَّمْز اللُّغوِي لوحْدَةِ العَالَم الإسْلاَمِي والنَّظْرَة الاسْتِشْرافيَّة للعَالَمِ الغَرْبي، والمشاركة في مؤتمر دبي كانت في اللُّغة العربيَّة والإدَارةُ الإلكترُونيّة، باعتبار الإدارة الالكترونية تسيطر على العالم.
نشرت عدة مقالات في الجرائد، في أي فضاء تصب موضوعاتها؟
أكثر الموضوعات طرحًا في مقالاتي تتعلّق بالأدب العربي بشقّيهِ النثري والشّعري واللّغة العربيّة، وهذا طبعا حسب تخصصي في أطروحة الدكتوراه، ..
من خلال ورقة بحثك حول الأنشطة الأدبيّة في تحفيز الطفل على المطالعة، ماذا تنصحين؟
أنصح بتشجيع الطفل على القراءة وعلى حبّ المطالعة، فمن بين المشاريع التربوية الناجحة التي أشرف عليها: مشروع “اقرأ لترتقي”، هذا المشروع أجسّده في متوسطة ابن زيدون بولاية سيدي بلعباس، بفضل تشجيع المدير “مرازي عباس” ومساندته لهذه الفكرة وذلك بتوفيره مكتبات داخل حجرات التّدريس وتحفيز المتعلمين ماديا ومعنويا، فنحن نشجّع الأطفال على قراءة حوالي خمسين كتابا في السنة الدراسيّة، ثمّ يتابعون من طرف لجنة متخصّصة من أساتذة اللغة العربيّة لتقييم المتعلّمين، وتحديد مستويات المطالعة، ثمّ تشجيعهم وتحفيزهم بهدايا.
فزت بعدة مسابقات أدبية توجت بها أعمالك بالمراتب الأولى، ما هو السر في نجاح تجربتك ككاتبة؟
ما زلتُ في بداية مشواري، أحاول أن أخطو خطوات ثابتة في مجال الكتابة، وكنت دائما أسأل نفسي: هل سينتفعُ القارئ بما نكتب أم أنَّنا نسعى للتّكديس، فالكتابة رسالة تنطلق من العوالم الداخلية للإنسان لتصل إلى العالم الخارجي.
حدثينا عن إصدارك الجديد؟
سيصدر كتابي “فاكهة السماء” قريبا بدار بياض بسطيف والتي سُعدت كثيرا بالتعامل مع فريقها المتميز والنّشيط، كما أوجه تحياتي لصاحبة دار النشر بياض الأستاذة دمّان عفاف، فهنيئًا لدار بياض بهذا الإصدار وهنيئا لي.
كلمة توجهينها للقراء.
القرَّاء بالنسبة لي هم الكنز الوحيد الذي يمكن أن يمتلكهُ الكاتب، أقول لهم، انتظروا إصداري قريبا المجموعة القصصية “فاكهة السماء” ورواية “أمنيّة فوق الجسر” التي أهديكم عبرها نبض الحرف وعطر المحبّة وجميل الامتنان…
حاورتها: مليكة هاشمي