عبد المومن هارون من ولاية بجاية، متحصل على شهادة الليسانس في الحقوق وعلوم السياسة، يعد من المبدعين الشباب في مجال التأليف الأدبي، حيث شارك في عدة كتب ورقية جامعة.
في هذا الحوار الذي خص به “الموعد اليومي” تحدث فيه عن أبرز محطاته في مجال الكتابة وإصداراته، وعن واقع المقروئية في الجزائر وأمور ذات صلة، تفاصيل أكثر تتابعونها في هذا الحوار.
ماذا تقول عن أبرز محطاتك في مجال الكتابة والتأليف الأدبي؟

لقد شاركت في عدة كتب ورقية وإلكترونية جامعة منها كتاب “فوضى أقلام”، “سنة في بطن الحوت”، “مسار الحياة”، “ديجافو” و”نوتة الحياة”.
مشرف ومشارك بعدة نصوص في الإصدار الثاني والرابع للمجلة التي تصدرها دار حفد للنشر الإلكتروني، مشارك ومشرف بالتعاون مع إحدى الأخوات من الأردن على الكتاب الإلكتروني “هيعة أرواح”، كما أنني بصدد تجميع للنصوص للكتاب الورقي “زمن التيه” الذي سأكون مشرفا عليه إن شاء الله، مدير فرع جمعية رسائل نور لواقع أجمل في ولاية بجاية، عضو في جمعية “حماية الذاكرة خراطة”، مستشار وكاتب عام سابق في جمعية “الأمل” الخيرية بلدية خراطة مشارك في عدة حملات منها (لنفعل خيرا، حملة معا لنرتقي).
ولجت عالم القراءة والمطالعة في أواخر 2019 معظم الأعمال التي شاركت فيها كانت في مرحلة الكورونا وبعدها، أنشر بصفة مستمرة في جريدة المبدع الأسبوعية.
كيف وجدت واقع الكتابة في مختلف مجالات الإبداع في الأجناس الأدبية؟
صراحة واقع الكتابة في العالم العربي ككل لا يبشر بالخير، حيث أصبح الكتّاب (أشباه) حتى لا نظلم الكتاب الحقيقيين الذين لا يزالون ينيرون عتمة هذه الساحة بمقاييس أفكارهم ومعتقداتهم يهتمون بالكمية لا بالنوعية، لذلك فإن الكتابة حالها حاليا كحال ذلك الرجل المريض الذي يتمنى الجميع شفاءه ولكن لا أحد يساعده على تناول حبات الدواء …
بما أنك من بجاية، هل فكرت في الكتابة بالأمازيغية؟
نعم فكرت في ذلك حتى أنني أخطط لبعض الأعمال بالأمازيغية، لكن الكتابة بالتفيناغ صعبة وتحتاج الكثير من الوقت.
لحد الآن الأمازيغية في الجزائر لا تكتب بالتفيناغ؟
نعم للأسف الأمازيغية في الجزائر لا تكتب بالتفيناغ لأن هذه اللهجة أو كما أحب أن أسميها (اللغة) القديمة الجديدة في هذه البلد تم إعادة نشرها والترويج لها إن صح التعبير بالأحرف اللاتينية التي لا أراها تمت بأي صلة للغة الأمازيغية، ولكن مبدئيا فكرة الكتابة بالأحرف اللاتينية هي فكرة لابأس بها، فقد سهلت على القراء والمفكرين وغيرهم من محبي الغوص في هذه الأمور سواء الناطقين بهذه اللغة أو غيرهم، فهم أساسيات هذه اللغة وقواعدها، كما سهلت عليهم أيضا قراءة أبرز المؤلفات والأعمال الأدبية المنشورة بهذه اللغة التي كان يصعب قراءتها وفهم محتوياتها لو نشرت بالتفيناغ في بادئ الأمر …. ولكن ورغم كل هذا أرى أنه قد حان الوقت لتعميم التفيناغ على الأقل في المناطق الناطقة بهذه اللغة.
ما هو الجنس الأدبي الذي تفضل الكتابة فيه؟
تقريبا أنا أجد نفسي مرتاحا في كل الأجناس الأدبية… ولكن بصفة خاصة أفضل كتابة القصة التي تعتبر الجنس الأدبي العام لأنواع متعددة ومتفرعة.. كما أعطي النثر مكانة خاصة.
أي الأوقات تفضل الكتابة فيها؟

صراحة ليس لدي وقت معين أحب الكتابة فيه ولكن هي فترات يزورني فيها الإلهام والرغبة في الكتابة، وأنا بدوري لا أفوت الفرصة على نفسي وأنقض على تلك الأفكار في أي وقت وحين دون تفكير.. ولكن أرى أن الليل وقت مناسب جدا للكتابة لما فيه من سكون وهدوء يساعد الكاتب على استلهام الأفكار وتنسيقها.
كيف ترى واقع المقروئية في الجزائر؟
مثلما لا يخفى على الجميع، فإن واقع المقروئية في العالم العربي بصفة عامة وفي الجزائر بصفة خاصة في تدهور مستمر، لأن معظم طبقات المجتمع قد شغلتها التكنولوجيا الحديثة بمختلف مواقعها ومنابرها عن القراءة والمطالعة هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن غياب التأطير المحكم للمكتبات العمومية في بعض الأماكن وانعدام هذه الأخيرة في الأماكن الأخرى.
الكتاب الورقي راوح مكانه وسط الاهتمام الكبير بمواقع التواصل الاجتماعي، ما قولك؟
نعم الكتاب الورقي ومنذ أن غزتنا التكنولوجيا بدأ بالاندثار تدريجيا حتى أصبحنا لا نكاد نسمع بهذا المصطلح (كتاب) إلا وسط طبقة معينة لاتزال تهتم بالكتب وتحاول إرجاعها إلى مكانتها التي كانت عليها قبل التكنولوجيا، والجدير بالذكر أن العزوف عن الكتاب الورقي لم يكن بسبب الاهتمام بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وإنما لغلاء أسعارها من جهة وندرة الكتب القيمة التي لا تكاد تصلنا منها إلا بعض النسخ.
هل سبق لك أن شاركت في معارض خاصة بالكتاب؟

لا، لم يسبق لي ذلك لأنني لم أدخل عالم الكتابة والقراءة إلا في نهاية 2019 وبعدها مباشرة صادفتنا أزمة كورونا العالمية، وهو الأمر الذي حال بيني وبين المشاركة في هذه المعارض.
ماذا تضيف للكاتب مثل هذه المعارض؟
مثل هذه المعارض بالنسبة لي هي بمثابة همزة وصل بين الكاتب والقارئ، حيث يحتك فيها الكاتب بصفة مباشرة مع معجبيه ومنتقديه أيضا وبالطبقة المثقفة المتمثلة في الكتاب الآخرين وغيرهم ممن يهتمون بالساحة الأدبية وبالكتاب بشكل خاص، فيستفيد الكاتب من تجارب وخبرات زملائه الذين سبقوه في هذا المجال بالإضافة إلى الآراء والانتقادات التي يوجهها له الجمهور القارئ.
حاورته: حاء/ ع