جمال خادم القادم من فجاج بلدية القنطرة بولاية بسكرة، روائي جزائري من مواليد 1968، بدأ الكتابة من خلال القصة القصيرة أواخر ثمانينيات القرن العشرين، شدته الأشواق الثقافية إلى الفلسفة، فكتب سلسلة من المقالات الفكرية في أسبوعيتي “رسالة الأطلس” و”الحقيقة أواسط التسعينيات”، ثم ما لبث أن انتقل إلى فضاء الرواية.
التقيناه ليبوح لنا بما تختلجه نفسه وعن الواقع الثقافي المعيش، فكان لنا معه هذا الحوار…
يتعاطى جمال خادم بأشكال مختلفة مع الحرف، كيف يحلو له أن يقدم نفسه للقارئ؟
في الحقيقة اعتبر الكتابة وسيلة وغاية في نفس الوقت، لأنها تمكنني من البوح والتواصل مع القارئ الذي هو شريك حقيقي في العملية الإبداعية، وبالتالي فأنا أحاول أن أكون روائيا يقدم أعماله ممزوجة بنكهة الفكر والرؤية، ومن هنا تتحقق رؤيتي الثانية للكتابة بكونها هدفا ما دام وراءها غاية ورسالة.
بداية أي مبدع تقف على خلفية الموهبة أولا، ومن ثمة الحوافز ونطاق تأثره بغيره، كيف كانت بداية جمال خادم؟
البداية كانت بالبداهة في المرحلة الابتدائية مع مادة التعبير الكتابي أو الإنشاء، وبفضل معلمي الأول دباش نور الدين الذي كان يشجعني أمام الزملاء ويزودني بالنصوص المناسبة، بل وحمّلني مسؤولية مكتبة المدرسة، كما أن مكتبة البيت كان لها دورها في صقل ميولي الأدبية منذ طفولتي الباكرة حين وجدت قريحتي تترعرع بين مؤلفات المنفلوطي والرافعي والبرامج التلفزية الثقافية التي كانت رائجة في فترة الثمانينيات مثل حصص “الحديقة الساحرة” و”افتح يا سمسم” و”مدينة الإعراب” ثم كانت الانطلاقة مع الصفحات الأدبية في الصحف، وأذكر أن أول قصة قصيرة نشرتها كانت في صحيفة “المساء” ثم “النصر”.
نعاني من ضعف القراءة بشكل كبير، ككاتب كيف ترى السبيل لعودة الكتاب إلى دوره ومكانته؟
أعتقد أن ضعف الإقبال على القراءة يجب أن يفهم في سياقه الزماني بمتغيراته المختلفة وبالطفرة العلمية التي تجتاح العالم التي أخذت القارئ إلى عوالم جديدة. فمن المنطقي أن استعادة القارئ فعل القراءة يتطلب من الكاتب أن يجدد من أدواته ومضامينه ليقدم مادة معرفية تنافسية تلائم قارئ القرن الواحد والعشرين.
حدثنا عن إصداراتك وهل أنت راض عنها؟
أول عمل أصدرته كان فكريا عنوانه “حقيقتنا الخالدة” سنة 2006 ثم أتبعته بكتاب إلكتروني فكري عن دار كتب بريطانية “هكذا نعود إلى التاريخ” سنة 2011 ثم صدرت لي سنة 2019 روايتان: “الهدوء الذي سحق العاصفة” عن دار للعالمين الجزائرية و”بعد الزيف والنزيف” عن دار الراية الأردنية اللتين شاركت بهما في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة 2019. أما عن مسألة الرضى، فأنا لست راضيا عنها بطبيعة الحال لأن الكاتب حين يصل إلى الرضى عن أعماله يكون قد وصل إلى محطته الأخيرة، فالقلق مادة الإبداع ووقوده، ولذلك فإن قدر الكاتب الأصيل أن يعاني القلق المزمن وإلا فإنه سوف يموت قبل الأوان.
لا تخلو تجربة كاتب من تأثر ما من خلال المطالعة، ليخطف اهتمامه كاتب معين، من ترى أن لهم بصمات على كتاباتك؟
في الطفولة الأولى كانت كتابات المنفلوطي ثم الرافعي ولما بلغت مداركي درجة الشباب، شد اهتمامي كل من الأستاذين جيلالي خلاص في الرواية ومصطفى نطور في القصة القصيرة ثم الأساتذة بوجادي علاوة ومرزاق بقطاش دون أن أنسى تأثير المشرق العربي من خلال نجيب محفوظ وغادة السمان.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟

كما ذكرت في البداية فأنا مهتم إلى جانب الرواية بالفكر والفلسفة وأنا أجتهد للجمع بين الحسنيين في سياق واحد، فمشروعي الحالي هو إنهاء رواية بمضمون فلسفي أو تقديم فلسفتي في قالب روائي يجمع بين عمق الفكر وجماليات الفن.
حاوره: حركاتي لعمامرة