أنجز، مؤخرا، الكاتب والسيناريست يسين بوغازي مؤلفا جديدا يحمل عنوان “كلام في السينما والدراما”…
فعن هذا المؤلف الجديد وأمور أخرى تتعلق بمساره في مجال الكتابة وواقع السينما والدراما، تحدث الكاتب والسيناريست يسين بوغازي لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.
كلمنا عن محتوى مؤلفك الجديد “كلام في السينما والدراما”؟
كتابي “كلام عن السينما والدراما”، هو عبارة عن سلسلة مقالات حول عالم السينما وتعقيدات الدراما من حيث كونهما كيانين من عالم الفنون لهما اعتبارات وخصوصيات، فقد صار لهما أثارا بالغة في حياة الشعوب واختياراتهم على اعتبار أنهما يؤثران في دواليب دقيقة لبلدان العالم، هو كتاب يحاول الاقتراب من هذين المصطلحين ويجعلهما في متناول القراء البسطاء وطلبة المعاهد الفنية والهواة.
ما الذي دفعك لإنجاز مؤلف عن السينما والدراما؟
ما دفعني للكتابة عن السينما والدراما هي الرغبة في المساهمة في تقريب مفاهيمهما والحديث عنهما لمن يهمه الموضوع، إذ نعيش في بلد يعاني من أزمة خانقة للكتاب الذي يكاد يختفي، بل أن ناشرين كبارا قد اختفوا، فما بالك بكتابات متخصصة ككتابي هذا، خاصة وأنني لست خريج معاهد الفنون، وكتابي جاء أيضا بتضامن من الأصدقاء وتفهم من مدير دار فهرنهايت الذي اكتفى بالحد الأدنى من التكاليف والبقية تقاسمتها مع صديقين والمقربين مني يعرفون ذلك، وانتهز الفرصة لأهيب بوزارة الثقافة الاعتناء بدعم الكتّاب مباشرة وفق انفتاح وليس بالطريقة الآلية التي تعمل بها الوزارة عن طريق إعلانات.
ما تقييمك لواقع السينما والدراما الجزائرية مقارنة بما ينجز في المجالين من باقي الدول خاصة العربية؟
السينما عندنا في أزمة خانقة ما لم يسارع إلى بعثها من جديد في أوساط الموجات الجديدة من السينمائيين الجزائريين وليس مع زبائن السينما بوزارة الثقافة، والحال ربما نفسه في الدراما التي غدت في الجزائر مجموعة من الدرامات وفق رؤى وجماعات على مستوى التقنية والتكنولوجيات، قد استفادت كثيرا وحتى على مستوى الكتابة، لكنها ضعيفة من حيث المحتوى. وما يجدر التنبيه إليه هنا أن الدراما الجزائرية يهددها أمر خطير وهو اللجوء إلى كوادر غير جزائرية في الإخراج والتقنية.
واعتقد أن خلق نقابة لمهنيي السينما والدراما ضرورية في الجزائر للإسهام في إحياء وبعث القطاع، تلبية لتوجيهات الرئيس على اعتباره البند الخامس من حملته.
ماذا تقول عن أبرز مؤلفاتك؟
طبعا، لدي إصدارات سابقة وكتب، فممارستي للكتابة تعود إلى أكثر من عشرين عاما، وكتاب “كلام في السينما والدراما” يعد السادس لي، إلى جانب رواية مترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية، وكتابين ثقافيين، وكلها كتب منشورة بدعم ناشرين أو أدخر من راتبي لأنشر ولم أتحصل يوما على دعم من القطاع الثقافي الرسمي، ولا أظن أنهم يعرفونني، وأكتب في شؤون السينما والدراما منذ سنوات، وقصة طبع كتابي الأخير جاءت بدعم من صديقين وتفهم من دار فهرنهايت التي أعطتني أدنى تكلفة ممكنة جدا للورق، ربما هذا يقودنا إلى صعوبة أن تكون مثقفا في الجزائر وسط واقع ثقافي رسمي ومجتمعي كاره للمثقف.
باعتبارك كاتب سيناريو أيضا، هل تم تحويل سيناريوهاتك إلى أعمال فنية؟
سؤالكم على بساطته، فهو يخفي الحقيقة المرة التي يعاني منها كتاب السيناريو والروائيون في الجزائر، المشكلة تبدأ من غياب إستراتيجية للإنتاج، والسينما غدت تنتج بدعم من وزارة الثقافة في حدود وتشترط أعمالا سابقة، لذا سيظل الحال على نفس الوتيرة. التلفزيون العمومي الوحيد الذي يقبل أعمال مسلسلات الكتّاب، لكنه أيضا أمامه مشكلة التموين، فلا ينجح إلا القليل. في الجزائر من المستحيلات أن تنتج عملا فنيا سينمائيا أو الدراما خارج أطر الدعم لأنك ستخسر حتما، فالأفلام لا تعرض لعدم وجود القاعات والقنوات العارضة لا تدفع ثمن الأعمال، كما يقول المنتجون، ولا أدري إلى متى سيستمر الوضع على هذا الحال.
حاورته: حاء/ ع