تشهد تجارة المكيفات الهوائية انتعاشا كبيرا خلال فصل الصيف، حيث يتهافت المواطنون على اقتناء المكيفات التي تعدى حدود استعمالها المنزل، حيث أصبحت تستخدم في كل الأماكن في السيارات، المراكز التجارية، دور العبادة والمحلات.
بحلول فصل الصيف واشتداد موجة الحرَ، يُقبل معظم الجزائريين على اقتناء المكيفات الهوائية، ويكفي التجول في منطقة الحميز المشهورة بمحلات بيع الأجهزة الكهرو منزلية لملاحظة العرض الكبير للمكيفات في هذه الفترة بمختلف (ماركاتها) والتي يتباين سعرها حسب نوعيتها وطاقتها التبريدية، هذا، ويعمد معظم الباعة إلى تشغيل مكيفات في محلهم قصد تأكيد جودة المكيف وتقنياته المتعددة.
حركية بمحلات البيع

قال “حميد” وهو صاحب محل للأجهزة الكهرو منزلية في الحميز، إنه قام بوضع بعض المكيفات أمام محله، وذلك لجلب الزبائن واغتناما لفرصة فصل الصيف الذي تزدهر فيه تجارة المكيفات، منبها إلى ضرورة توخي الحذر من اقتناء الأجهزة المقلدة التي تجذب المواطن بانخفاض سعرها وضرورة معرفة العلامة.
“إلياس” أيضا صاحب محل أجهزة كهرو منزلية في الحميز قال إن مبيعات هذا الجهاز تحتل الصدارة في فصل الصيف، مضيفا أن معظم المواطنين يدخلون إلى المحل للسؤال عن سعر المكيفات، مشيرا إلى أن المواطن أصبح واعيا يعرف معظم الماركات العالمية والمحلية، كما قال أيضا إن طلبات الزبائن تتنوع بتنوع الرغبة والميزانية، فمنهم من يأتي باحثا عن المكيفات الألمانية ومنهم من يطلب المحلية ومنهم من يشتري بالتقسيط.
المكيف “اختراع لا يمكن الاستغناء عنه”

أجمع أغلب المواطنين، الذين تحدثت إليهم “الموعد اليومي” على أن المكيف لم يعد من الكماليات بل أضحى من الضروريات، خاصة وأن فصل الصيف بات يعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة.
“محمد” شاب في الثلاثينيات من العمر قال لنا “لا يمكنني تجاوز الفترة الصيفية دون مكيف، فهو بمثابة الغرض الأساسي الذي يجب أن يكون حاضرا في كل مكان أقصده”.
أما “كريم”، شاب في الثامنة عشر من عمره قال (الله يرحم الذي اخترع المكيف)، واصفا موجات الحر في فصل الصيف بجهنم التي يصعب تحملها.
“نجيبة” أيضا قالت إنها لا تطيق ارتفاع درجات الحرارة لأنها تعاني من التهاب في المعدة، ما يجعل المكيف أمرا يصعب الاستغناء عنه في هذا الفصل، مضيفة أنه بمثابة طوق النجاة لها.
أما “حسام الدين” فله نفس رأي من سبقوه، حيث قال لا يمكن أبدا تحمل لفحات الحر دون استعمال المروحية أو المكيف، مضيفا أنه اقتنى مكيفا متنقلا صغيرا لوالدته التي ترقد في إحدى المستشفيات والتي تعاني من أمراض متعددة، موضحا أن ارتفاع درجات الحرارة زاد من تأزم حالتها الصحية ما دفعه لاقتناء واحد خاص بها.
سكان الأحياء الفوضوية… الفئة الأكثر اقتناءً
يعتبر سكان الأحياء الفوضوية المنتشرة في عدة مناطق في الجزائر العاصمة الأكثر اقتناء لهذا المكيف، وذلك لطبيعة المنازل التي يقطنونها والمصنوعة أسقفها من (الترنيت) الذي يعكس أشعة الشمس بدرجة كبيرة، ما يجعل المكوث في تلك البيوت في هذا الفصل من المستحيلات، وهو ما دفع سكان هذه الأحياء لاقتناء هذا الجهاز بغية التقليل من درجة الحرارة ومساعدة أنفسهم وعائلاتهم على تحملها، وعلى رغم استنكار البعض من وجود مكيفات في هذه الأحياء على اعتبارها من الكماليات التي لا يحق لسكان القصدير اقتناءها، إلا أن الواحد منا لا يمكنه الصمود في هذه المنازل لمدة بسيطة دون البحث عن مخرج للبرودة والهواء المنعش.
كما قال لنا “زهير”، الذي يقطن في أحد هذه الأحياء إن ظروف العيش في هذه النوعية من المنازل صعبة ويزداد الأمر تعقيدا في فصل الصيف، حيث يستحيل البقاء فيه دون البحث عن وسيلة تلطف الجو، ما دفعه للاشتراك مع والده لشراء مكيف للمنزل قصد التخفيف من معاناة الحر، السيدة “سمية” أم لخمسة أطفال تقطن أيضا في حي فوضوي قالت إن الحرارة لا تطاق في المنزل خصوصا عند الظهيرة، وأن المنزل يصبح كالحمام الذي تنعدم فيه سبل التهوية، مضيفة أن المروحية لا تفي بالغرض لأن طبيعة المنزل وارتفاع درجة الحرارة يجعلها تصدر هواء ساخنا، قائلة إنه لا سبيل للتخلص من هذه المعاناة سوى بالمكيف. وعن سؤالنا حول استغراب البعض من وجود هذا الجهاز في الأحياء القصديرية، أجابت من يستغرب يأتي ويجرب العيش هنا ثم يتحدث.
ل. ب