حكاية شعب ينتظر النصر

اللاجئون الصحراويون.. أطول قصة لجوء عرفها العالم

اللاجئون الصحراويون.. أطول قصة لجوء عرفها العالم

أحيا العالم، نهاية الأسبوع الماضي، اليوم العالمي للاجئين، وهو يوم مُخصص لاستعراض قضايا اللاجئين الذين غادروا أوطانهم قصرا، وتسليط الضوء على معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم، وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وتعتبر مخيمات اللاجئين الصحراويين في مدينة تندوف حالة اللجوء الأطول في العالم. وأُنجزت هذه المخيمات منذ هروب الصحراويين من ديارهم بعد هجوم الجيش المغربي على مدنهم عام 1976 من القرن الماضي.

 

بيئة صعبة وظروف قاسية

اضطرت الفرص المحدودة للاعتماد على الذات في تلك البيئة الصحراوية القاسية اللاجئين للاعتماد على المساعدات الإنسانية، للبقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، فمخيمات تندوف تختلف عن معظم مخيمات اللاجئين من حيث مستوى التنظيم الذاتي، ومعروف أن معظم شؤون وتنظيم الحياة في المخيم يديرها اللاجئون أنفسهم، مع قليل من التدخل الخارجي.

 

مخيمات بتسميات الوطن

تنقسم المخيمات إلى أربع ولايات سميت كل منها على اسم بلدات في الصحراء الغربية؛ العيون، أوسرد، سمرة والداخلة. بالإضافة إلى المخيم الأصغر التابع، مخيم «27 فبراير»، هناك مدرسة داخلية للبنات، ومخيم ربوني الإداري.

وتنتشر المخيمات على مساحة كبيرة من المنطقة. بينما تبعد مخيمات العيون، سمرة، أوسرد، 27 فبراير وربوني جميعها ساعة واحدة بالسيارة من مدينة تندوف الجزائرية، إلا أن مخيم الداخلة، يقع على بعد 170 كم إلى الجنوب الشرقي. كما أن مخيمات الصحراويين هي المقرات الرئيسية للمنطقة السادسة العسكرية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

 

الأسرة.. مركز الحياة

تعتبر الأسرة مركز حياة اللاجئين وجعلوا من الطفل رأس مال ثابت، وركيزتهم نحو المستقبل، وتولي العائلة الصحراوية تعليم أبنائها اهتماما خاصا، وتشرف الأم على ذلك في ظل غياب الأب المتغرّب في جبهات القتال، ويعيش في هذه المخيمات ثلاثة أجيال من الصحراويين، ومنهم من لم يعرف سوى المخيم ولم ير أرض أجداده.

ويواجه هؤلاء قساوة الصحراء والظروف الجوية، إضافة إلى محدودية فرص كسب العيش والإدماج الاقتصادي، كما أن صدمات أزمة الغذاء العالمية والتضخم والأوبئة قد أثّرت على المخيمات.

 

أفضل المخيمات تنظيما

تعتبر مخيمات اللاجئين الصحراويين فريدة من نوعها في العالم ومن بين أفضل المخيمات تنظيما، ولكن جميع الخدمات تعتمد على دعم المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة، لذا فإن تدهور الوضع الإنساني له تأثير سلبي على نظرة السكان للمجتمع الدولي، الملتزم بضمان الحماية والمساعدة للاجئين الصحراويين.

 

الجزائر.. تضامن متواصل مع اللاجئين الصحراويين

وأكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في عديد المناسبات على موقف الجزائر الثابت وغير القابل للتغيير، وشدد على “حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقاً لقرارات الشرعية الدولية”.

واعتبر الرئيس تبون أن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب هي “فكرة فرنسية الأصل”، موضحاً أنها لم تُصمم في الرباط أو مراكش، بل وُلدت في باريس.

وتأتي هذه التصريحات في إطار رؤية الجزائر للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار، وهي مدرجة على أجندة لجان الأمم المتحدة المختصة بهذا الشأن.

من جهتها ثمنت هيئة الأمم المتحدة في الجزائر دور الجزائر وتضامنها المتواصل مع اللاجئين الصحراويين، من خلال توفير الدعم الإنساني على مدى أربعة عقود واصفة إياه بدعم ذي أهمية حيوية يجب الإقرار به، داعية إلى مواصلة دعم وتضامن المجتمع الدولي وتقديم المساعدات الغذائية للاجئين الصحراويين المعرضين للخطر المتزايد لانعدام الأمن الغذائي.

لمياء. ب