مفاهيم لا تكون واضحة أحيانا

اللطف والتحرش.. كيف يُفرق الطفل بينهما؟

اللطف والتحرش.. كيف يُفرق الطفل بينهما؟

يجد الأطفال أحيانا صعوبة في التفريق بين مفهومي اللطف والتحرش، سواء عند وُجود الطفل في المدرسة أو الشارع، وحتى في المنزل، ويرى الخبراء أن المفاهيم أحيانا قد لا تكون واضحة كثيرا بالنسبة للطفل.

يصف الخبراء مفهوم اللطف أنه معاملة يأتي معها شعور بالاحترام وكل ما يدل على وجود شيء إيجابي، أما التحرش فيأتي معه شعور بالاستياء أو الخوف.

التواصل مع الأولياء

ينصح الخبراء الأولياء بتدريب الطفل على مواجهة التحرش وفق مستويات تتناسب مع عمره، وأول ما علينا فعله هو التواصل الصريح مع الأم والأب، ولكن من المهم التحدث للطفل عن جسمه، وتعريفه بأجزاء جسمه الخاصة، ومعرفة الحدود الشخصية، من المهم تعليمه عن أهمية الإبلاغ، يجب أن يعرف بأنه يستطيع إخبار والديه بما يحصل معه مهما كان، وهذا ما لا يحصل إلا بعد تدريب وتكرار متواصل.

 

المساحة الشخصية.. أول ما يتعلمه الطفل

يرى خبراء التربية أنه في مرحلة الطفولة المبكرة يكون الطفل بحاجة إلى إشباع الرغبات الانفعالية والشعور بالاهتمام والحب من قبل الآخرين، ويعتبر الاحتضان أو ضم الطفل شكلا من أشكال التقرب إليه لإظهار مشاعر الحب والود له، ومع تطور الطفل يتعلم من خلال الوالدين كيف يطور علاقاته العاطفية والجسدية مع الآخرين، وكيف يعبر عنها للآخرين بطريقة مناسبة تتوافق والمرحلة العمرية التي يمر بها.

وهنا يأتي دور الأسرة التي تقوم بتطوير طرق التعامل مع الطفل والتعبير عن محبتها له بطرق مناسبة ليس فقط للأسرة ولكن لأفراد المجتمع بشكل عام، حيث تقوم الأسرة بتعليم الطفل كيفية التعبير عن انفعالاته ومشاعره بطريقة آمنة تضمن من خلالها حمايته والمحافظة على المساحة الشخصية له أثناء التعامل مع الآخرين.

قواعد تعامل الطفل مع الآخرين

يضع المختصون بعض القواعد والشروط للتعامل مع الآخرين، وخاصة في إظهار مشاعر الود والمحبة بحيث لا يتم تكرار الالتصاق الجسدي بالآخرين، إلا لأفراد أسرته كالأم والأب والإخوة، ويتم تدريبه على طرق أخرى للتعامل بها مع الآخرين مثل السلام باليد فقط، والجلوس بجانب الآخرين مع ترك مسافة بينه وبين الآخرين، والمحافظة على المساحة الشخصية وعدم التقرب من الآخرين جسديا.

دائرة الحدود التي لا يجب تجاوزها

يقول الأطباء إن الأهل يلعبون أهمية كبيرة في توعية الأطفال حول التمييز بين اللطف والتحرش وكيفية مواجهته. وبمجرد تعليم الطفل دائرة الحدود وكيفية التعامل مع شرائح المجتمع وبعض الطرق الوقائية والتوعوية عن طريق تعريفه أماكن الجسد المسموح لمسها والأماكن غير المسموح فيها الاقتراب، وأيضا عن طريق عرض فيديو توعوي، أو من خلال اللعب.

ويرى المختصون أنه من المهم خلال الحصة المدرسية، أو حتى قاعات الرياضة للأطفال، توضيح الكلام والأفعال المسموحة والأمور التي يجب عدم الاقتراب منها والإبلاغ بها، حيث بات موضوع التحرش الجنسي من أكثر المواضيع التي تؤرق أولياء الأمور في سن الطفولة وخاصة المدارس التي يوجد فيها جميع الصفوف الدراسية، فهذا قد يعمل على الاختلاط بين الطلبة الصغار والكبار سواء بالفرصة أو عند مغادرة المدرسة، من هنا يجب على المرشد التربوي توعية الطلاب بذلك خاصة الصغار.

 

توعية الطفل بمسافة الأمان

لفتت الدراسات إلى أهمية توعية الطفل بمسافة الأمان بينه وبين الأطفال الآخرين، فبعض الطلاب المتحرشين قد يقبّل الطفل الآخر، أو يلمس بعض أعضاء جسمه، ويخبره أن هذا من باب المزاح!

وهنا نضع على عاتق الأولياء مسؤولية تعليم الطفل كيفية مواجهة هذه المشكلة وعدم الانصياع للمتحرش، وعدم الخوف من تهديده، وتوعية الطفل بأن جسده ملكه ولا يستطيع أي أحد لمسه، وأيضا تدريب الطفل حتى يتحدث عن هذه المشكلة إذا حصلت معه، سواء للمرشد التربوي، والذي بدوره يتحدث مع ولي الأمر بسرية تامة حتى لا يصبح الطفل موضوع سخرية واستهزاء من قبل باقي الأطفال، وأيضا تدريبه على مصارحة الوالدين بما يحدث معه.

كيف ننصح أطفالنا؟

يُقدم خبراء التربية بعض الخطوات التي يجب على الأولياء اتباعها عند تقديم النصائح للطفل بجرعة مخففة ودون تركيز مباشر، مثل:

-لا تمشي مع أي شخص غريب لا تعرفه لسبب لا تعرفه.

-لا تسمح لأحد بأن يلمسك في أماكن محددة، وإن حصل معك شيء من هذا أخبرني.

ويؤكد المختصون أن هذا الموضوع يحتاج الرقابة غير المباشرة على انفعالات الطفل وتصرفاته، فالأم والأب بإمكانهما معرفة إذا ما كان الطفل يتعرض لأي تحرش بقليل من الانتباه لسلوكه، ويبقى الأكثر أهمية هو كيفية التعامل مع الحالة ومعالجة أي أثر جانبي قد يترتب عليها.

ق. م