لا يزال سكان قرية “مشتى علال” ببغلية شرق بومرداس يعانون من مشاكل عديدة جراء غياب أدنى المرافق الضرورية التي يحتاجون إليها في حياتهم اليومية، ناهيك عن غياب التهيئة العمرانية، ما جعلهم يشتكون العزلة والتهميش مناشدين السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من المعاناة التي يتكبدونها منذ سنوات ورفع الغبن عنهم، من خلال إنجاز مشاريع تنموية من شأنها تفعيل الحركة التنموية بهذه القرية المهمشة منذ أمد طويل.
وقد أبدت العديد من العائلات القاطنة بالقرية استياءها من السلطات التي تنتهج إزاءهم سياسة التماطل والتهميش، وعدم التعاطي إيجابيا مع الانشغالات التي يرفعونها كل مرة، خاصة فيما يتعلق بالمشاريع التي هم بحاجة ماسة إليها.
وأول ما تطرق له السكان في سلسلة شكاويهم مشكل غياب المياه الصالحة للشرب، مؤكدين أن هذه المادة لم تزر قريتهم على الإطلاق منذ نشأتها، الأمر الذي اضطرهم إلى جلبه من القرى المجاورة طيلة إقامتهم بالقرية، ومنهم من يعتمد على شراء صهاريج مائية التي غالبا ما تفتقد إلى النظافة، معرضين أنفسهم إلى العديد من الأمراض المتنقلة التي أضحت بمثابة هاجس يؤرق السكان، هذا، وقد أضاف السكان مشكلا آخرا زاد حجم معاناتهم وهو مشكل غياب الغاز الطبيعي، حيث لا يزالون ولحد الساعة يستعينون بقارورات غاز البوتان التي تكلفهم أموالا باهظة نتيجة نقصها بالمنطقة، باعتبار أن معظم القرى المتواجدة على مستوى البلدية لا تتوفر على خدمة الغاز الطبيعي، ما يضطرهم للالتحاق بالبلديات المجاورة من أجل جلب قارورات الغاز، فضلا عن اهتراء الطرق المؤدية إلى القرية التي تتحول وبمجرد سقوط الأمطار إلى أوحال وبرك مائية يصعب على المار اجتيازها خاصة في ظل غياب المجاري المائية ما يؤدي إلى تجمع المياه المتساقطة أمام سكناتهم وحسب هؤلاء لا تجف إلا بعد أسابيع، ناهيك عن اهتراء قنوات الصرف الصحي التي تتسبب هي الأخرى في تسرب المياه القذرة بالسطح، الأمر الذي أثر سلبا على صحة السكان نظرا لانتشار الروائح الكريهة، معربين في ذات السياق عن مخاوفهم من إصابة أبنائهم بالأمراض المزمنة والجلدية، مؤكدين أن هذه الوضعية التي يتخبطون فيها سببها الرئيسي تماطل السلطات في تهيئة القرية التي لم تشهد ومنذ نشأتها أي عملية للتهيئة، خاصة المتعلقة بشبكة الصرف الصحي وحتى الطرقات التي لم تزفت إلى يومنا هذا.
كما أن الإنارة العمومية تنعدم كليا بالقرية، الأمر الذي يلزمهم الالتحاق بمنازلهم في أول الفترات الليلية، خوفا مما قد يصيبهم من اعتداءات، أو حتى ما يصيبهم من انزلاقات بسبب الأرضية المهترئة.
هذا إلى جانب غياب النقل ما جعلهم يعيشون في عزلة تامة لاسيما وأنها قرية بعيدة عن وسط المدينة بعدة كيلومترات، وحسب هؤلاء فهم يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بالمحطة المركزية بالبلدية والانتظار لساعات عسى يظفرون بمكان بالحافلات التي هي الأخرى تشهد نقصا، ما يسجل لهم تأخرات يومية ومشاكل.
وأمام هذه الوضعية التي يتخبطون فيها منذ سنوات، جدد هؤلاء مطلبهم إلى السلطات المحلية من أجل انتشالهم من الظروف المزرية من خلال برمجة جملة من المشاريع التي من شأنها دفع الحركة التنموية بالمنطقة.











