يعيش قاطنو قرية “أولاد بن شعبان” ببغلية شرق بومرداس حياة بدائية نتيجة غياب أدنى مرافق الحياة الكريمة من ماء وغاز وإنارة عمومية وغيرها، كما أن التزام السلطات الصمت إزاء مشاكلهم اليومية زادت من سوء
وضعيتهم المعيشية، فهم يأملون التفاتة جدية من قبل هؤلاء في القريب العاجل من أجل تحسين حياتهم.
يشتكي سكان قرية “أولاد بن شعبان” ببغلية اهمال المسؤولين لمطالبهم المستعجلة بالنظر إلى المشاكل التي يتخبط فيها هؤلاء بالموازاة مع صمت السلطات التي لم تتدخل منذ سنوات من أجل تحسين معيشتهم عن طريق برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم.
أول مشكل تطرق إليه القاطنون في لقاء جمعنا بهم تمثل في غياب الماء الصالح للشرب عن حنفياتهم أين يتزودون به إلا مرة واحدة في الأسبوع، مما يجعل هؤلاء مضطرين للتنقل إلى الآبار المجاورة يوميا، لجلب المياه التي تعرف تلوثا ما يعرضهم لأمراض خطيرة، مؤكدين في السياق ذاته أن الماء أصبح بالنسبة لهم الهم اليومي الذي يحملونه ليلا ونهارا، خصوصا في فصل الصيف، أين تتحول حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق في معاناتهم من هذا الأخير بالنظر إلى أهمية الماء في الحياة اليومية.
كما أضاف متحدثونا أن قريتهم تفتقر للغاز الطبيعي، ما يضطرهم إلى شراء قارورات غاز البوتان التي تعرف ارتفاعا في الثمن خاصة في فصل الشتاء باعتبار أن القرية متواجدة بمنطقة جبلية تمتاز ببرودة شديدة ما يتطلب الاستعمال الكبير للغاز من أجل التدفئة، أين يصل سعر القارورة الواحدة إلى 500 دج ما أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها، في حين العائلات ذات الدخل المتوسط تلجأ إلى الطرق البدائية، وهي جلب الحطب لاستعماله للتدفئة والطبخ.
ناهيك عن معاناة القرية من مشاكل ونقائص أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها على غرار مشكل اهتراء الطرقات خاصة تلك التي تربط القرية بمقر البلدية التي هي عبارة عن حفر مملوءة بالأوحال والمسالك الترابية التي تتحول في موسم تساقط الأمطار إلى برك مائية من مختلف الأحجام، والتي كانت السبب الرئيسي في تعرض سيارات القاطنين والزوار لأعطاب، ما جعلهم يتجنبون الدخول للقرية خوفا من مصاريف أخرى هم في غنى عنها، أما صيفا، فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف، ما يجعلهم يغلقون النوافذ في عز حرارة الصيف خوفا من تعرضهم لأمراض خاصة ذوي الحساسية والربو الذين لا يستطيعون تحمّل الوضعية.
الإنارة العمومية منعدمة بالقرية ما جلب اللصوص للقرية، أين يتجولون كما يحلو لهم بالمنطقة في غياب الأمن، ما حوّل ليالي السكان إلى جحيم حقيقي لا يطاق بسبب انتشار السرقة والاعتداءات من قبل هؤلاء الذين يغتنمون فرصة غياب الانارة فيقومون بسرقة أمن وأملاك القاطنين، ما حول حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق.
في حين شباب القرية يواجهون متاعب كبيرة في غياب المرافق الرياضية والترفيهية، حيث ينتقلون حتى إلى وسط البلدية التي تبعد عنهم بعدة كيلومترات من أجل الترفيه عن أنفسهم باعتبار أن قريتهم تغيب فيها أدنى المرافق الرياضية، فلا وجود للملاعب الرياضية ولا حتى قاعة رياضية أو دار الشباب.
وأمام هذه المشاكل التي تعترض يوميات قاطني قرية “أولاد بن شعبان” ببغلية شرق بومرداس، يوجه هؤلاء عن طريق جريدتنا نداء استغاثة للمسؤول الأول عن البلدية من أجل الالتفات إلى مطالبهم الرامية لتوفير المرافق الضرورية خاصة الماء والغاز الطبيعي.