الجزائر- أكدت المتخصصة في الديمغرافيا ميشال تريبالا ، أن العلمانية التي كانت تشمل في وقت سابق تقريبا جميع أبناء المهاجرين المنحدرين من بلدان إسلامية سيما من الجزائر، قد عرفت تراجعا في فرنسا، مؤكدة أن
الشباب الجزائري المسلم أصبح يميل أكثر فأكثر إلى التدين.
وصرحت ميشال تريبالا أن هناك رجوعا حقيقيا نحو الإسلام وسط الشباب اليافع، مشيرة إلى أن العلمنة التي كانت تشمل في وقت سابق تقريبا جميع أبناء المهاجرين المنحدرين من بلدان إسلامية كالجزائر بشكل أساسي والمولودين هم وأوليائهم بفرنسا قد تراجعت مع مرور الأجيال لدى الفئة الأولى وتعززت لدى الفئة الثانية ولدى أبناء المهاجرين الأوروبيين.
وأوضحت مؤلفة كتاب “الإدماج: نهاية النموذج الفرنسي ” أن هذا التراجع يشمل جميع الفئات الاجتماعية سيما أولئك الأكثر هشاشة، مبرزة أن المسلمين أكثر عددا ضمن هذه الفئة وأن الضغط الاجتماعي الممارس من قبلهم وعليهم هو بلا شك الأكبر.
واعتبرت أن الأمر لا يتعلق بمسار عابر ينتهي مع التقدم في السن بل بتحول سيبقى أثره بعد سنوات الشباب، مشيرة إلى أن المجتمع لا ينظر إلى هذا التراجع عن العلمنة بالنظرة التي يستحق باعتبار أنه (المجتمع) يعتبر العلمنة تطورا ومجرى تاريخيا لا مناص عنه، كما أشارت الخبيرة ذاتها إلى أن الشباب الأصغر سنا هو الأكثر توجها نحو التدين من منطلق رفضه لمستقبل نموذج الإدماج الفرنسي، وتابعت السيدة ميشال تريبالا استنادا إلى نتائج تحقيق أن العلمنة في فرنسا شهدت وسط السكان من أصول أوروبية تقدما على مدار الحياة وكذلك من جيل لآخر، مشيرة -كمثال على ذلك- إلى الفرنسيين من أصول برتغالية الذين يعتبرون الأكثر تمسكا بالدين
أما بالنسبة للأشخاص المولودين في فرنسا من أصول جزائرية فإن عدد الذين صرحوا بأنهم بلا ديانة قد انخفض بمرتين وحتى ثلاثة مرات لدى الشابات.