توجت، مؤخرا، الإذاعية علياء عبد الله في أول تجربة لها في عالم الكتابة، بالمرتبة الثانية في مسابقة جائزة عبد الحميد شومان في دورتها الـ 18 لهذا العام عن نصها الموسوم بـ “قمر في قبو الكتب”.
فعن هذا التتويج وأيضا تجربتها في مجال الإعلام الإذاعي وأبرز برامجها وأمور ذات صلة، تحدثت صاحبة الصوت الجهوري والبرامج المميزة علياء عبد الله لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.
مبروك التتويج بالمرتبة الثانية في مسابقة “جائزة عبد الحميد شومان 18 لأدب الطفل”، كلمينا عن مشاركتك في هذه المسابقة إلى حين تتويجك بالجائزة؟

المشاركة في جائزة عبد الحميد شومان العريقة لأدب الطفل مثّلت فرصة ثمينة لي وللأدباء والمؤلفين في مجال أدب اليافعين، لعرض أعمالهم أمام لجنة متخصصة عالية الكفاءة والتنافس على مستوى عالٍ. وأكيد الفوز بالجائزة، من ناحية أخرى، يعزز مكانة أي كاتب ويساهم في نشر أعماله بشكل أوسع، وبالنسبة لي الفوز بجائزة عبد الحميد شومان لأدب الطفل خاصة وهو عملي الروائي الأول أعدّه إنجازا وشرفا كبيرا، ولكون جائزة عبد الحميد شومان واحدة من أبرز الجوائز الأدبية المخصصة للأطفال في العالم العربي. صدقا أشعر بسعادة كبيرة وفخر لا يوصف لهذا التتويج، فهذه الجائزة ليست مجرد اعتراف بجودة النص الذي شاركت به، بل هي أيضا دافع قوي للاستمرار في الكتابة لليافعين والكتابة بشكل عام.
لماذا اخترت الكتابة للطفل في أول تجربة لك في هذا المجال (الكتابة الأدبية)؟
مع أن الكتابة للطفل مرهقة وصعبة إلا أنها في نفس الوقت مثيرة وشيقة وتسرقك في لحظات الكتابة من عالم الكبار المضني إلى طفولتنا الأولى إلى الأحلام المجنحة، إلى براءة نفتقدها، إلى الضحكات والحكايا والأشياء الممكنة، فأكيد سأواصل الكتابة في أدب اليافعين خاصة الروايات، فأدب اليافعين يكاد يكون منسيا مهملا في عالمنا العربي، وهنا أثمن جدا الجهد الكبير الذي تبذله مؤسسة عبد الحميد شومان التي تحافظ على معايير عالية للتميز والتي تناضل لسنوات عديدة من أجل ترقية أدب الطفل في العالم العربي.
ما محتوى العمل المتوج بالجائزة؟
الرواية تحكي قصة فتى توفيت والدته، ولإخراجه من حزنه يقرر والده أخذه لقضاء عطلة الصيف مع عماته الثلاث في بيت قديم معتم تحيط به حديقة واسعة في بلدة ريفية هادئة، كل شيء يبدو عاديا في بيت العمات الثلاث اللائي يعشن بمفردهن مع قطة، لكن الطفل الذي يقرر الصيام عن الكلام والذي يتمتع بخيال جامح ويقضي وقته في قراءة الكتب، يبدأ شيئا فشيئا في اكتشاف أسرار البيت الكبير وسر واحد مظلم سيغير حياته، رواية مليئة بالمغامرات والأحداث عن قوة القراءة كعلاج من الصدمات، عن التعاطف والتضحية والحب وعن الأخطار المحدقة بالإنسان والبيئة وعن أولئك الذين يختبئون من أشعة الشمس الحارقة وينتظرون ضوء القمر، وهو سر الحكاية كلها.
هل ستتخصصين مستقبلا في الكتابة للطفل أم تتجهين لأنواع أدبية أخرى؟
كلما أردت أن أكتب قرأت أكثر، عادة يصعب عليّ التخلص منها، لكنها فعلا أول تجربة روائية لي في أدب اليافعين، اخترت أدب اليافعين للعودة مجددا للكتابة، أولًا إرضاء للطفلة داخلي، تلك الطفلة التي كانت القصص والحكايات أصدقاءها، ولأن لدي إيمان عميق بضرورة الاهتمام بأدب الطفل في العالم العربي، على كتابنا ودور النشر إعطاءه الاهتمام الذي يستحق، يجب أن نكتب قصصا لنا، قصصا تشبهنا، فيها قيمنا السامية والنبيلة النابعة من ثقافتنا وتراثنا التي يجب أن نزرعها في أطفالنا، هناك سيل مرعب من المحتوى القادم إلينا من الغرب ومن الشرق لا يناسب بالضرورة ما نؤمن به، بل بات حتى يتنافى مع الفطرة الانسانية السليمة، الأدب ضروري لإذكاء الخيال الخصب لأطفالنا لتزويدهم بالمعرفة، لترقية ذائقتهم، لدي قناعة دامغة مفادها أعطني أطفالا قارئين، أعطيك شعبا واعيا مثقفًا قادرا على بناء حضارة عظيمة.
وماذا عن تجربتك الإذاعية؟
حين تسأليني عن تجربتي الإذاعية، فأنت تسألين عن رحلة عمر، عن حياة، أدين بالكثير لهذا الصرح الاعلامي الكبير، تعلمت الكثير فيه وفيه نضجت ونضجت أفكاري وتشكل جزء كبير من صورتي عن ذاتي.
عرفك الجمهور وأحبك من خلال صوتك الجهوري وبرامجك المتميزة خاصة برنامج “عرب فن”، كيف تقيمين هذه التجربة؟
ذكّرتني عزيزتي بماضٍ بعيد وببرنامج كنت أحبه ككل برامجي طبعا، لكن ربما العلامة الفارقة على الأقل من وجهة نظري والتي ميزت مسيرتي الإذاعية هي برنامج “100 دقيقة” وهو مجلة إذاعية استمرت لعشر سنوات كاملة، حاورت فيها أدباء كبار ومفكرين وصناع سينما وعلماء ومبتكرين وأصحاب مبادرات خلاقة من الجزائر وخارجها، هناك أيضا سلسلة من البرامج الإذاعية الوثائقية التي أعددتها على مدار مواسم عدة مثل “حدث غدا” و “نحن والآخر”، “خالدون” و”أنسنة” ووثائقيات كثيرة أخرى.
ما هي البرامج التي ستطلين من خلالها على مستمعيك في الموسم الجديد (2024-2025)؟

مستمرون ببرنامج “تفاصيل”، وهو برنامج ثقافي انطلق العام الماضي يبث كل يوم أحد بدء من الثانية ظهرا و”نقاط وفواصل” وهو برنامج فكري نقاشي نصف شهري يبث يوم الأربعاء على العاشرة ليلا.
حاورتها: حاء/ ع