بلمهدي: الجزائر أصبحت مثالا يقتدى به في الوقاية من التطرف
صايج: بلادنا أضحت تصدّر الأمن والاستقرار إلى دول العال
أجمع المشاركون في الندوة الفكرية، التي نظمها المجلس الإسلامي الأعلى، بمقره، الثلاثاء، تحت عنوان “موجات التطرف والغلو، طرق المجابهة”، أن الدين الإسلامي دين رحمة ويدعو للتسامح، فيما هناك الكثير يريدون إلصاق التطرف والغلو به، من أجل تفكيك وحدة المجتمع لفرض قيم جديدة تتتاسب معهم، فكونوا جنودا وزعهم، كالفيروسات لضرب استقرار الدول، وهذا ما نلاحظه في سوريا والعراق حاليا، وأضافوا بأن بلادنا لديها حصانة دينية ومنظومة أمنية ذكية، وأصبحت مثالا يقتدى في الوقاية من التطرف، وتصدر الأمن والاستقرار للدول المجاورة والعالم. اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبدالله غلام الله، أثناء تدخله أن التطرف عادة ينسبها الكثير للدين، لكنه أمر خاطئ، فهو يحدث صراع في المجتمع والمؤسسات، ما يجعل الأمة لا تقف على خط واحد، وبالمقابل لا تزال وسائل التواصل الاجتماعي وما تنشره، قد يكون نعمة أو نقمة، خاصة وأن البعض يخرج بأفكار، تضر بوحدة المجتمع وتماسكه.
بلمهدي: الجزائر أصبحت مثالا يقتدى به في الوقاية من التطرف
ثمّن وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، الجهود التي تقوم بها مؤسسة المجلس الإسلامي الأعلى، لمحاولة الوصول إلى النقاط، التي يكثر عليها الجدل، حيث يراد إلصاق التطرف بالاسلام والقرآن، في حين بلادنا لديها حصانة دينية ومنظومة أمنية ذكية، وأصبحت مثالا يقتدى به في الوقاية من التطرف، حيث رافعت من أجل السلام، نظرا لامتلاكها آليات لمحاربة الظاهرة. وأضاف بلمهدي، أن أول حادثة جرت حول العنف، كانت بين قابيل وهابيل بسبب الحسد، وبالتالي فالعنف غير مرتبط بالدين أو الإسلام، الذي كان يحميهم من التطرف، فهناك من ولدوا التطرف باسم الدين، وكونوا لنا جنودا وزعهم وبدؤا يفرخون، كالفيروسات المتحورة.
صايج.. الجزائر أصبحت تصدر الأمن والإستقرار للدول للعالم
وأوضح مصطفى صايج، المحلل السياسي والخبير الأمني، أن الأمن الشامل في ظل حروب الجيل الخامس، يعد أهم التحديات في تفكيك الشعوب من الداخل، والجزائر بخبرتها أصبحت تصدر الأمن والاستقرار للدول المجاورة والعالم، وبالتالي نجد أن المقاربة الجيوسياسية للتطرف، عندها متغيرات أساسية، فالإرهاب في الحقيقة صناعة خارجية، من أجل إقامة الحروب وتفكيك الدول داخليا. وأكد الخبير الأمني، أن بلادنا دائما كانت مستهدفة ، نظرا لموقعها الجغرافي المتميز، وبالتالي المقاربة الحيوسياسية، تختزل قراءة في الفكر من أجل إدراك الآخر، كما أن الموارد لها دور في النزاعات، ويظهر ذلك في الصراع بين روسيا وأكرانيا والحلف الأطلسي حول الطاقة، فالقوى الكبرى تتصارع دائما على مصالحها، وهذا ما نلاحظه منذ سقوط الإتحاد السوفياتي، وأصبح التفكير يقوم حول مدى تقييد العالم بالأفكار الأمريكية، الذي يعد تطرف على المستوى العالمي، فهؤلاء يعتقدون أن انتشار الإسلام يشكل خطر على الغرب، أما التفكير الثاني، يقوم على ضرورة أن يسلم العالم بأفكار المنظومة الغربية، وبالتالي شكلوا التطرف العنيف، بخلق أفغان العرب للقتال في أفغانستان، فكان يمثل الشباب العرب على أنه الأفضل، وذلك إنطلاقا من منظومة دعائية، وأصبح بعدها تنظيم القاعدة، ليتم بعدها رسكلتهم بالجزائر في التسعينبات، كما يحدث في سوريا والعراق، حاليا. وأشار الخبير، أن تجربة المقاربة في المصالحة بالجزائر، أعطت لنا مناعة فكرية، وبالمقابل فإن صعود الصهونية بكل أشكالها، المسيحية واليهودية، التي تبنت أفكار، على أنه لا يمكن أن تكون إلا بعودة إسرائيل الكبرى، عن طريق دعم إسرائيل والتطبيع معها. وبدوره، شدد الأستاذ بجامعة العلوم الإسلامية، محمد العربي شايشي، على ضرورة محاربة التطرف الديني، الذي يكون من خلال ترسيخ المرجعية الدينية، نشر ثقافة التأخي والتراحم، وكذا التنازل والتصالح ومنع خطاب الكراهية، مع تحديد مفهوم الحرية المقترنة بالمسؤولية.
نادية حدار



























