نظم المجمع الجزائري للغة العربية، ندوة حول، تراث المخطوط، أهميته وآليات خدمته، وهذا بمناسبة اليوم العالمي للمخطوط العربي، الذي يصادف الرابع أفريل من كل سنة، وذلك قصد إظهار أهمية المخطوط الجزائري والعربي بصفة عامة، وإبراز دوره في الحفاظ على الهوية وشخصية الأمة الجزائرية وثقافتها، وتحديات الصراع الحضاري الذي ما انفك يتفاقم في الظروف الراهنة، وحمايته من عبث الأيدي وعوادي الدهر وصيانتها والحيلولة دون تشويهها.
وقد شارك في الندوة التي نظمت عن بعد، عدة أساتذة من بينهم، بشير إبرير، التي كانت مداخلته حول التراث ذخيرة لغوية معرفية لتدبير شأن الأمة، حيث أوضح بأن التراث يعد ذخيرة حية أصيلة يمكن توظيفه واستثماره في تدبير شأن الأمة في مجالات عديدة، بخاصة في البحث اللغوي وما يتعلق به من مرجعيات فكرية وفلسفية ودينية روحية، وأضاف الأستاذ إلى أن العرب القدامى أعطوا للغتهم عناية كبيرة، فدرسوها من جميع نواحيها، وأسسوا مفاهيمها ومصطلحاتها وجمعوا ألفاظها، ووصفوها وصنفوها وشرحوها وحللوها وفسروها وأولوها، وحددوا أبنيتها وسياقاتها، ومقاماتها الاستعمالية؛ ذلك ما يجده القارئ الباحث الحصيف للتراث العربي بمختلف تنوعاته مثل: مصنفات النحو وأصوله، وما يمثله التراث البلاغي في جانبه الفني والأدبي والنقدي، وبالتالي فالتراث ذخيرة علمية ولغوية ومعرفية ثرية خصبة، يمكن الانطلاق منها بدراستها وتعميق البحث فيها وإخراج ما بها من أسرار وفوائد. وبدوره أوضح الدكتور أحمد جعفري، في مداخلته حول المخطوطات الجزائرية وتحديات الرقمنة، أن المخطوطات العربية هي من أقدم الآثار الفكرية والإنسانية التي وصلتنا سالمة حتى هذا العصر، وليس من المبالغة في شيء كذلك، إذا قلنا إن المخطوطات العربية، قد فاقت في عددها وتنوعها أي تراث فكري عالمي آخر، لكن مع كل هذا فقد استطاع العدد القليل من هذا الإرث أن يفلت من قبضة الزمن وظل هذا القليل ولفترة طويلة يصارع الزمن مجهولا عند عامة الباحثين لعدم وجود فهارس وتحقيقات تذكر. مشيرا في ذات السياق، إلى أنه على قدر أهمية المخطوط في حفظ المعارف الإنسانية، ونقلها إلى الأجيال تأتي الأهمية في جمع هذه المخطوطات وفهرستها وجردها ثم بعد ذلك رقمنتها، من أجل تسهيل تحقيقها وإخراجها من غياهب النسيان وعاديات الدهر، ليستفاد منها في شتى معارف الإنسانية، موضحا بأن الجزائر كغيرها من الحواضر العلمية تنام على خزان هام من المخطوطات في مختلف التخصصات، الموزعة في نسخها وأماكن حفظها على خزائن عامة، خاصة في مختلف الحواضر العلمية عبر العالم.
نادية حدار










