الجزائر -أكد المحلل السياسي، عبد القادر سوفي، أن طرفي النزاع الليبي، الذي يضم فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المتعرف به دوليا، والمشير خليفة حفتر، قائد قوات الجيش الوطني الليبي، الذي يسيطر على شرق البلاد، على قناعة تامة أن الحل للأزمة يكون بالجزائر، من خلال عقد لقاء جامع، خلال الأيام المقبلة، باعتبار بلادنا ليست لها أي مصلحة في ليبيا ماعدا تحقيق استقرارها، عكس الدول الكبرى التي تطمح لبسط نفوذها على المنطقة والاستحواذ على خيراتها.
أوضح عبد القادر سوفي، في تصريح لـ”الموعد اليومي”، أمس، أن الطرفين الليبيين المتنازعين منذ عدة أشهر، يدركان جيدا أن الوصول لحل النزاع الداخلي الليبي، يكون في الجزائر، وليس في دولة أجنبية أخرى، وذلك من خلال عقد لقاء جامع بينهم في الأيام المقبلة برعاية جزائرية، وكلا الطرفان لديهما ثقة كاملة في دولتنا، باعتبار الجزائر ليست لها أي مصلحة في ليبيا ماعدا تحقيق الاستقرار في المنطقة، ما يعزز طرح عقد اللقاء ونجاحه، مشيرا أنه لو جاء الحل من دولة أجنبية فستجد الحكومة صعوبة في اتخاذ قراراتها مستقبلا، وتتحكم فيها الدول الكبرى وبالتالي تصبح شبه مستقلة، قائلا “من خلال تضارب المصالح هناك نوايا لتغير مراكز الإرهاب من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا وكذا منطقة الساحل، ومن شأن الحكومة التوافقية، ردع هذا التهديد والتقليل من الخطر، من خلال استرجاع الأسلحة ومكافحة الإرهاب”.
كما أضاف المحلل السياسي، أن الكثير من المتتبعين لمؤتمر برلين، الذي عقد أول أمس، برعاية المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، كانوا متشائمين وحكم على مخرجاته بالفشل منذ الوهلة الأولى، ولكن هناك أشياء ايجابية فيه، كمطالبة المتنازعين بالوقف الفوري لإطلاق النار وتفضيلهم الحل السياسي، وهي خطوة جد مهمة لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء الأعداء.
مشيرا في السياق ذاته، أنه لقد سبق الوصول إلى حلول سياسية، عبر اتفاق بين القوى الكبرى المتضاربة في المصالح، والانغماس في الطرح الجزائري بمنع تدفق السلاح، والتدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، حيث منذ بداية عهدة، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، فالجزائر تعرب عن رغبتها في حل الملف الليبي ووضعته من أولوياتها.
نادية حدار










