المحلل السياسي الدكتور سليمان أعراج في منتدى “الموعد اليومي”: التجند لإنجاح الرئاسيات أكثر من ضرورة… لا بد من نقل الحراك من الشارع إلى حماية الصندوق والمشاركة في الانتخابات

المحلل السياسي الدكتور سليمان أعراج في منتدى “الموعد اليومي”: التجند لإنجاح الرئاسيات أكثر من ضرورة… لا بد من نقل الحراك من الشارع إلى حماية الصندوق والمشاركة في الانتخابات

 

” ولا دولة تجرأت وتدخلت في الشؤون الداخلية للجزائر “

أعطى المحلل السياسي والدكتور سليمان أعراج، خلال نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي، تصورا واضحا ونظرة استشرافية متفائلة للمشهد السياسي في الجزائر خلال الأشهر المقبلة، وذلك بعد الاستدعاء المرتقب للهيئة الناخبة والتحضير للموعد الانتخابي وانتخاب رئيس جديد للبلاد، كما اعتبر أن بقاء أو رحيل حكومة بدوي لن يؤثر على مجرى الانتخابات، كون الهيئة العليا ستتمتع بكامل الصلاحيات التي تغنيها عن تدخل الإدارة والحكومة.

أبدى المحلل السياسي سليمان أعراج تفاؤله بمستقبل المشهد السياسي في الجزائر، بعد تنظيم الرئاسيات والإعلان عن رئيس الجمهورية الجديد الذي سيختاره الشعب الجزائري بكل ديمقراطية، معتبرا هذا الموعد الانتخابي ضروريا لأنه لا يوجد أي حل غيره شريطة تجند الجميع لإنجاحه.

وقال أعراج في هذا الموضوع: متفائل لأني مؤمن بأنه يوجد في هذه البلاد أشخاص ورجال ووطنيون مخلصون همهم الوحيد المصلحة الوطنية لهذا البلد، وبالتالي أهمية التجند لإنجاح هذا الموعد الانتخابي أكثر من ضرورة، والمضي نحو الانتخابات هو حتمية لأننا لا نملك حلا آخرا يمكن اللجوء إليه لإنهاء الأزمة.

وأضاف: مطلوب من الجميع التجند لإنجاح الانتخابات وإثراء ورشات الإصلاح التي سيتم فتحها بعد انتخاب رئيس جمهورية جديد، من أجل حماية التغيير المنشود الذي سيؤسس لعهد جديد في الجزائر.

 

ضمانات غير مسبوقة لإنجاح الرئاسيات

وفيما يخص الضمانات التي تُقَدَّم للشعب من أجل إنجاح هذا العرس الانتخابي، عدد ضيف الموعد اليومي جملة من الضمانات أبرزها إنشاء الهيئة المستقلة، وقال: نحن أمام ضمانات غير مسبوقة لا بد من استغلالها والاستثمار فيها، ولا بد من توظيفها حتى يتم تجسيد الإرادة الشعبية على أرض الواقع بالشكل والطريقة المناسبة.

وعاد الدكتور ليحذر من استمرار الوضع على ما هو عليه دون تبني أي حلول أو رفض الذهاب إلى الانتخابات، وقال: يجب أخذ الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وحتى الدبلوماسية للجزائر بعين الاعتبار، لهذا يجب الابتعاد عن كل مظاهر الانفعال والخطاب الذي لا يبني على العقل والمنهجية، خاصة في هذه المرحلة الحساسة.

 

شروط للترشح للرئاسيات.. والشعب سيصنع الاستثناء

وفي رده عن سؤال بخصوص نسبة مشاركة الشعب في هذا الموعد الانتخابي في هذا الوقت بالذات مقارنة مع الاستحقاقات السابقة، وإمكانية تقدم شخصيات ذات وزن ثقيل وترشحها لهذا الموعد الانتخابي، اعتبر المحلل السياسي أن هذه مسائل تقنية تخضع لعدة اعتبارات: بالنسبة للشخصيات فيجب أن تكون ذات وزن سياسي وتملك القدرة على الخطابة وعلى إيصال الرسالة، ووجود برنامج ثقيل، أما بالنسبة للمشاركة فإذا تم تسجيل عزوف فإن مستقبل الجزائر سيبقى رهينة، لكن أظن أن الشعب كعادته سيصنع الاستثناء خاصة أن عهد الأوامر بالهاتف وصنع الرؤساء قد ولى.

 

ضيق الوقت لن يكون عائقا أمام السلطة العليا لتنظيم الانتخابات

وعن المأمورية الصعبة التي تنتظر الهيئة العليا لإنجاح العملية الانتخابية في الوقت المحدد، خاصة فيما يتعلق بظروف تشكيلها وتعيين أعضائها والاتفاق على برنامج عملها في مدة لا تزيد عن 3 أشهر فقط، اعتبر أعراج أن الوقت يكيفها كون الجزائر دولة لها مؤسساتها ولها كفاءات ووطنيون، وبالتالي تتوفر على كل العناصر لإنجاح العملية الانتخابية في الوقت المحدد.

وأضاف: المسألة ليست مسألة وقت بغض ما هي توحيد جهود وتوحيد الرؤى والابتعاد عن البلبلة وما يزرع الشك والريبة والتخوين واستهداف مؤسسات الدولة، حتى نمضي إلى تنظيم انتخابات تجسد الإرادة الشعبية وطموحات الجزائريين، خاصة الشباب لأنهم المعني الأول بهذه المحطة.

 

استقالة حكومة بدوي مجرد كلام وسائل الإعلام

وفيما يخص استقالة حكومة بدوي قبيل استدعاء الهيئة الناخبة من أجل إعطاء ضمانات أكثر للشعب الجزائري، اعتبر المتحدث أن استقالة بدوي مجرد تكهنات لوسائل إعلام، قائلا: إلى غاية الآن المعلومات غير مؤكدة، فقبل الحديث عن أي مسألة يجب التأكد من صحة المعلومة ومدى صدقيتها حتى يمكن بناء فرضية أو تحليل استنادا إليها. وأضاف: بقاء حكومة بدوي لن يؤثر على مجرى الانتخابات لأن الصلاحيات الممنوحة للهيئة ستجعلها في غنى عن تدخلها أو تدخل الإدارة.

 

قوة الحراك تكون يوم الاقتراع

وتحدث المحلل السياسي أيضا عن الحراك وتراجعه في الآونة الأخيرة وإمكانية عودته بقوة بعد الدخول الاجتماعي، وقال: الحراك الشعبي في سلميته والمؤسسة العسكرية في إيجابية موقفها صنعا الاستثناء وأعطيا صورة إيجابية عن الجزائر في العالم، لهذا فليس هناك ما يخيف من استمرارية الحراك.

وأضاف: المطالبة بالتغيير والإصلاح ضرورة تفرضها التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. لكن ما يشوش هو بعض الأصوات الناعقة لأنها لا تملك أي خطة أو استراتيجية سوى التموقع في المشهد وخدمة مصالحها الخاصة على حساب الإرادة الشعبية.

وشدد المتحدد أن الوقت الحالي يحتاج من الجميع التحلي بالهدوء والتعقل والتبصر وتوحيد الجهود لضمان تحقيق مكاسب إضافية، وقال: استمرارية الحراك يجب أن تكون وفق وعي يتم الحفاظ من خلاله على ما تم تحقيقه والدفاع على الثوابت ومؤسسات الدولة، وذلك يكون عبر نقله من الشارع إلى مستوى آخر، وهو نشر الوعي وبحث سبل المشاركة في الانتخابات وحماية الصندوق.

مصطفى عمران

 

 

 “تشكيك البعض في ضمانات تنظيم انتخابات نزيهة أمر غير مبرر”

أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية سليمان أعراج أن وجود الشك لدى بعض الأطراف في عدم قدرة الجزائر على تنظيم انتخابات شفافة، رغم وجود ضمانات غير مسبوقة بنزاهتها، أمر غير مبرر، وعلى الجميع أن يكون واثقا من نفسه لصناعة مستقبل أفضل، ولا يمكن البناء على جماعة ترفض الانتخابات، ورد على رفض بعض الدول منح التأشيرة للسياح الجزائريين بأن التعامل بالمثل قاعدة ثابتة في السياسة الخارجية الجزائرية، والأمر لا يقلق باعتبار هذه الدول ستخسر عددا كبيرا من السياح، كما أن موقع الجزائر وإمكانيتها جعلاها حليفا استراتيجيا لأغلب القوى الإقليمية التي تؤثر على صناعة القرار الدولي.

أوضح المحلل السياسي سليمان أعراج، الذي نزل ضيفا على منتدى الموعد اليومي الأربعاء، أنه رغم وجود ضمانات غير مسبوقة لتنظيم انتخابات شفافة إلا أن هناك من يشكك في نزاهتها، وهو أمر غير مبرر، وبالتالي على الجميع أن يكون واثقا من نفسه وقدراته في صناعة مستقبل أفضل، كما أنه لا يمكن البناء على جماعة معينة لا تريد الانتخابات ولها تصور ورأي آخر، لأنه لما يتعلق الأمر بالخيارات المصيرية فهناك خط أحمر لا ينبغي لأحد أن يتعداه، واستنادا لبعض التجارب السلبية السابقة فهناك تغيير لم يحقق النتائج المرجوة، إذن فلا بد من توحيد الجهود للقضاء على الشكوك التي لا تخدم مصلحة الوطن، ونستغل هذه الضمانة الكافية لتنظيم انتخابات شفافة لنصنع مستقبل أفضل.

كما أضاف ضيف المنتدى أن الأحزاب المقاطِعة لجلسات المجلس الشعبي الوطني ليس لها امتداد شعبي، وهي مطالَبة اليوم بتحمل مسؤوليتها ومراجعة خطابها وعلاقتها مع المجتمع لتضمن مستقبلها، لذا بشكل عام حتى إن كنا في مرحلة استثنائية فسيجمعون على ميلاد السلطة الوطنية لتنظيم الانتخابات، وتطورات المشهد السياسي في الأيام المقبلة ستزيل هاجس الخوف لدى هذه الفئة.

 

ولا دولة تجرأت وتدخلت في الشؤون الداخلية للجزائر

أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أنه ولا دولة تجرأت وتدخلت في الشؤون الداخلية للجزائر، وما يحدث في الداخل أمور تقنية جزئية تتعلق بترتيب البيت الداخلي، أما كل ما له علاقة بحضور الجزائر في الاجتماعات الإقليمية والدولية فما يزال قائما، وذلك نابع من مكونات القوة التي تتمتع بها الجزائر، من بينها دولة مؤسسات تمتلك قدرات تجعلها قادرة على التعامل مع كل الظروف، مضيفا أنه فيما يتعلق بالحالات المعزولة ورفض بعض الدول منح التأشيرات السياحية للجزائريين خلال الظرف السياسي الحالي الذي تمر به البلاد، فهو أمر لا يقلق الجزائر باعتبار تلك الدولة هي التي ستخسر عددا كبيرا من السيح، لكن بالمقابل الجزائر تحتفظ بحقها في المعاملة بالمثل مع هذه القضايا، وهي قاعدة ثابتة في السياسة الخارجية ومسألة جوهرية، كما أن موقعها وإمكانياتها تجعلها حليفا استراتيجيا لأغلب القوى الإقليمية التي تؤثر على صناعة القرار الدولي، ولذلك لا يؤثر سلوك بعض الدويلات على موقف الجزائر في المحافل الدولية، وحتى الجزائريون عندما يذهبون إلى هذه الدول كسياح فلهم من الإمكانيات ما يؤهلهم للعيش فيها، ولما نتحدث على دولتين فإقبال الجزائريين عليهما ليس بالكثير.

نادية حدار

 

 

 “الجزائر تسير نحو بناء مؤسسة انتخاب فعلية”

أوضح الدكتور والأستاذ الجامعي بجامعة الجزائر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية سليمان أعراج، عند نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي، أن الحديث عن السلطة الوطنية لتنظيم الانتخابات الرئاسية وإعادة النظر في القانون العضوي للانتخابات عبارة عن مكسب حقيقي اليوم، وميلاد السلطة الوطنية لتنظيم ومراقبة الانتخابات إنجاز لصالح الإرادة الشعبية وتجسيد لمطالب الحراك الشعبي.

وأضاف المتحدث أن اللجنة الوطنية للواسطة والحوار استطاعت أن تخطو خطوات كبيرة بغية تجسيد عدة مطالب شعبية، من بينها العمل الجبار الذي قامت به من تنسيق بينها وبين النقابات والمنظمات والجمعيات من المجتمع المدني، وبالتالي رفع التقارير النهائية التي تحمل عدة مقترحات إلى رئيس الدولة عبد القادر بن صالح.

وأضاف المتحدث أن إيكال تنظيم الانتخابات لسلطة مستقلة عملية غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات في الجزائر، بحكم أنه منذ سنة 1962 إلى يومنا هذا لم تعرف مؤسسة الانتخاب في الجزائر ميلاد هيئة وطنية مستقلة تشرف على تنظيم ومراقبة الانتخابات، بداية من تطهير القوائم الانتخابية إلى غاية إظهار نتيجة الانتخابات الرئاسية.

وفيما يتعلق بتركيبة هذه السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم ومراقبة الانتخابات، فأكد أنها سوف تكون متوازنة بالقدر الذي يتيح لها أداء أدوارها بالفاعلية المطلوبة، ومن سيشكلونها متخصصون من قضاة ومجموعة من الشخصيات الوطنية ذات كفاءة وخبرة، وسيكون لديها تمثيل على المستوى المحلي.

 

الأحزاب السياسية سبب من أسباب الأزمة كونها لم تعمل على إنتاج البديل

وشدد ضيف الموعد اليومي أن تصنيف أحزاب السلطة والمعارضة لم يعد موجودا ولم يعد قائما، لسبب واحد هو أن حراك 22 فيفري أعاد الجميع إلى نقطة الصفر، واليوم الفواعل أو الأحزاب السياسية مطالَبة بإعادة النظر في برامجها وفي خطابتها وآليات عملها وفي علاقتها مع المجتمع، حتى يتم ضمان استمرارية قوة وجودها في المشهد السياسي المستقبلي، وكشف أيضا أن الأحزاب السياسية كانت سببا من أسباب الأزمة، كونها لم تعمل على إنتاج البديل، ودور الأحزاب السياسية هو النضال السياسي وأن تكون قادرة على إيجاد البديل للسلطة، وهذا يدخل في إطار التداول على السلطة، وأضاف الدكتور سليمان أعراج أن الأخطاء يتحملها الأشخاص ولا تتحملها المجموعات ولا الدولة.

زهير حطاب