بدا الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك المغربي محمد السادس يوم السبت الماضي يحمل معاني الأخوة والسلام بين الجارتين الجزائر والمغرب، غير أن الواقع وتصرفات نظام المخزن واستمراره في أعماله المعادية تشير الى غير ذلك.
في الوقت الذي كان الملك المغربي، محمد السادس، يدعوا في خطاب العرش الجزائر من أجل “تغليب منطق الحكمة” والعمل على “تطوير العلاقات المتوترة بين البلدين”, كان نظامه المخزني يستقبل “ارهابي” يعد قيادي لحركة ارهابية معادية للجزائر.
وأشارت وسائل اعلام مغربية الى أن القيادي في الحركة الارهابية “الماك” المدعو أكسل بلعباسي حل مؤخرا في الرباط من أجل بحث مع مسؤولين مغاربة ما يسمى بإستصدار “جواز سفر قبائلي” واعتماده رسميا من المغرب.
وقال المدعو بلعباسي أن ما يسمى ب”حكومة القبائل” تستعد لإستصدار جواز سفر، ينتظر أن يحظى بقبول المغرب والاعتراف به لكون – مثلما يدعي- “المناضلين القبائليين أصبحوا مضطهدين من طرف السلطات الحاكمة في الجزائر”.
اعتراف مصالح
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب رغبة رئيس حركة الماك الارهابي فرحات مهني في افتتاح تمثيلية لما يسميه “جمهورية القبائل” في مدينتي الرباط والعيون، إذا ما قررت المملكة المغربية الاعتراف بجواز السفر الذي تعمل “حكومة القبائل المؤقتة” لإصداره لصالح “الشعب القبائلي” في الأيام المقبلة.
وقال الارهابي مهني في حوار مع مجلة “لوبسيرفاتور” الناطقة باللغة الفرنسية “طلبت من المغرب الموافقة على فتح تمثيلية دبلوماسية لمنطقة القبائل في العاصمة الرباط والعيون, وبدوري أن مستعد للإعتراف بمغربية الصحراء في حال وافقت المملكة على ذلك”.
خطاب مزدوج
ويظهر بوضوح ازدواجية الخطاب المغربي الذي يدعوا تارة الى الصلح لتبييض صورته من جهة ودعمه الارهاب والانفصالية لصالح حركة الماك التي تم تصنيفها بشكل رسمي كحركة ارهابية.
وبين الجزائر والمغرب تجاذب زاد من حدته دعوة ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة المزعومة إلى “حق تقرير المصير” لسكان منطقة القبائل في الجزائر التي ردّت باستدعاء سفيرها لدى الرباط.
وكان الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قدم ورقة إلى حركة عدم الانحياز يدعوها لمعالجة ما وصفه بـ “تصفية الاستعمار في منطقة القبائل” في الجزائر و “تقرير المصير للشعب القبائلي”، واصفا منطقة القبائل بأنها “خاضعة للاستعمار الجزائري”.










