الجزائر -تحدث الدكتور، محمد لعقاب، المدير الإعلامي للحملة الانتخابية للمترشح الحر للرئاسيات، عبد المجيد تبون، في حوار خاص مع الموعد اليومي، عن حملات تكسير وتشويه تطال مترشحه منذ إبداءه نية الترشح للانتخابات، ولم يستبعد أن أفراد العصابة وأصحاب المال الفاسد مصدرها، كما تحدث عن الحملة الانتخابية التي تدخل يومها الخامس بدءا بإقالة مدير الحملة عبد الله باعلي وأسباب ذلك والتجاوزات السلبية التي تم تسجيلها سواء من قبل باقي المترشحين أو من المؤسسات الإعلامية، فضلا عن مواضيع أخرى.
كيف تجري عندكم تحضيرات الحملة الانتخابية التي تدخل يومها الخامس؟
حملة المترشح للرئاسيات عبد المجيد تبون، تم تأجيلها بيوم واحد، لأنه في اليوم الذي أودع تبون ملف ترشحه قال أنه سيبدأ حملته من أدرار، قبل أن نتفاجأ مع انطلاق الحملة أن مترشحين اثنين اختار الانطلاق من أدرار أيضا، ومن غير المعقول أن يبدأ ثلاثة مترشحين حملتهم من ولاية واحدة، لكن على العموم الحملة الانتخابية حتى الآن كانت ناجحة بكل المقاييس، بحيث نقيسها بحفاوة الاستقبال الشعبي وبقوة الكلمة التي ألقاها المترشح والتغطية الإعلامية الكبيرة.
بداية حملة تبون بدأت باستقالة مدير الحملة باعلي ورغم مرور 4 أيام إلا أنه ما زال هناك حديث عن إقالة وليست استقالة؟
صحيح، عبد الله باعلي لم يستقيل، بل أنهيت مهامه وذلك بسبب تسييره للحملة الانتخابية طيلة شهر بطريقة إدارية كونه شخصية دبلوماسية بينما الحملات الانتخابية ينبغي أن تسيّر بطريقة سياسية، وبالمناسبة، لم يصدر عنا أي بيان رسمي يتحدث عن استقالة عبد الله باعلي كما روجه البعض وتداولته وسائل الإعلام.
هناك حديث أن سبب الإقالة هو قناة فرانس 24؟
هذا الكلام أيضا ليس صحيحا تماما وعار عن الصحة، كوني المدير الإعلامي للمترشح تبون فكل طلبات إجراء مقابلات صحفية معه تمر عن طريقي ولم تتصل بي قناة فرانس 24 إطلاقا لإجراء مقابلة صحفية.
شاهدنا أحد المترشحين الخمسة وهو يتهجم على الذين بدأوا حملتهم من ولايات الجنوب والأضرحة.. كيف تعلق على ذلك؟
أنا لا أعلق على أحد، أمضينا مؤخرا على ميثاق أخلاقيات الممارسات الانتخابية الذي أعدته السلطة وسنبقى ملتزمين به، أما المترشحين الآخرين فكل شخص يتحمل مسؤولية تصريحاته وتعليقاته وإذا كانت هناك أي إشارة أو إساءة من مترشح على مترشح آخر فما على الأخير إلا أن يرفع شكواه إلى السلطة المستقلة للانتخابات.
تنشيط المترشحين للحملة يشهد بعض المضايقات من بعض المواطنين الذين يرفضون إجراء الانتخابات، ألا تخشون من تجاوزات أكبر في الأيام المتبقية من الحملة؟
ندعو المواطنين إلى تطبيق المادة 7 و8 من الدستور التي رفعها الحراك والتي هي نفسها تنص على الذهاب إلى الانتخابات، اليوم فئة كبيرة من المواطنين تريد التوجه إلى الانتخابات وتقابلها فئة صغيرة ترفض هذا الخيار، لهذا أدعو هذه الفئة الأخيرة لأن يكونوا ديموقراطيين ويحترموا رأي الآخر دون أي تضييق.
لكن الذي يرفض الانتخابات لا يرفضها كآلية وإنما يرفض الظروف غير المهيأة لها؟
قضية الظروف فيها قراءات وقراءتنا نحن هي أنها ظروف ممتازة كونها المرة الأولى التي يتم تنظيمها بعيدا عن الحكومة وهذا كان مطلب شعبي منذ بداية الحراك، فماذا نريد أكثر من ذلك، أما القضية الأخرى وهي سياسية هي أن الوضع لم يعد يحتمل دولة من دون رئيس لأن الجزائر دون رئيس هي دولة سارية نحو الانهيار وهذا لا نتمناه.
لماذا يتم التشكيك في نزاهة الانتخابات رغم سحب تنظيمها من الإدارة وإنشاء سلطة مستقلة؟
لأن الأفكار التي طرحت مع بداية الحراك مثل مرحلة انتقالية ومجلس تأسيسي وحكم فديرالي كلها محاولات أسقطها الشعب وباءت بالفشل، والعصابة لما فشلت وأسقطت أطروحاتها يريدون التشويش من خلال عرقلة الانتخابات والتشكيك في نزاهتها ونزاهة السلطة، وهنا دعني أضيف شيئا آخر، الكثير من الأعضاء المكوّنين للسلطة مشهود لهم معارضتهم العهدة الرابعة وحتى الثالثة على غرار علي ذراع وحفناوي غول، وإذا تم التشكيك في مثل هؤلاء فهذه حالة مرضية.

كيف يمكنكم إقناع الشعب بعكس ما يعتقد، أي انتخابات حرة ونزيهة وشفافة؟
أظن أن الشعب الجزائري مقتنع بضرورة الذهاب إلى الانتخابات لأن الجميع أصبح يعي أن عدم الذهاب إلى الانتخابات هو انهيار للدولة والتي سيدفع ثمنها أولا هو الشعب وسنسعى إلى إقناعه بالبرنامج الانتخابي للمرشح تبون.
هل ستجرى الانتخابات في موعدها برأيك؟
شيء مؤكد، كل هذه التحضيرات من لجنة مستقلة تتكون من أعضاء ولائيين، ووجود 5 مرشحين، ناهيك عن مساندة الجيش لمسعى تنظيم الانتخابات في كل ربوع الوطن وانطلاق رسمي للحملة الانتخابية، كل هذا دليل على أن الموعد الانتخابي سيجرى في آجاله ومن غير المعقول إلغائه.
في حال انتخاب عبد المجيد تبون وفوزه بالرئاسيات هل سيواصل في محاربة الفساد تلبيتا لمطالب الحراك؟
أعتقد أن الشعب الجزائري شاهد على أن عبد المجيد تبون، وهو وزير أول شرع في محاربة الفساد واتخذ قرارات في عدة قضايا فساد مثل ميناء الحمدانية باعتباره جزء من طريق الحرير الصيني، وقبلها عندما كان وزيرا للتجارة بالنيابة وإطلاعه على كيفية تهريب العملة ونهب المال العام عن طريق الاستيراد والتصدير فقام بنزع كل الامتيازات من أصحاب العصابة وشنّ حربا عليهم إذن لا نشكك في نية المترشح ولا عن قدرته في التغيير.
تبون وعد أيضا باسترجاع الأموال المهربة، في وقت يقول الخبراء أن ذلك مستحيل وغير ممكن واستشهدوا بتونس التي تعجز حتى الآن عن استرجاع 10 بالمائة من أموال نظام بن علي المهربة؟
أنا أعترف أن هذه العملية شاقة جدا، لكن هناك آليات لاسترجاع المال العام المنهوب، ودعني أؤكد لك أنه إذا استطعنا بناء دولة جديدة ذات سيادة ولها مكانتها بين الأمم فبمقدورها أن تتفاوض مع كل دول العالم ندا للند وتطالب باسترجاع الأموال المنهوبة.
أين هي مكانة الدبلوماسية الجزائرية في برنامجكم الانتخابي، وهل أنتم راضون على أداء الدبلوماسية الحالية؟
تحدث تبون في هذا الشأن على غرار حديثه الأخير بخصوص العلاقات مع فرنسا والتي أكد أنها ستكون علاقات ند للند ودولة لدولة ندافع عن مصالحنا ومصالح جاليتنا فيها، أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فنحن لسنا راضين على أداء الدبلوماسية الحالية ونملك أفكارا لتقويتها أكثر في المجال الاقتصادي والسياسي وغير ذلك.
وبخصوص القطاع الثقافي الذي يعد من بين القطاعات الحساسة.. ما هو برنامجكم؟
البرنامج الذي قمنا بتقديمه إلى الشعب الجزائري هو كامل متكامل، لقد تم تشكيله بالتعاون مع خبراء ومختصين وجامعين وتم تشريح كل القطاعات وتم تشخيص الداء بدقة، تمت صياغة البرنامج واستخلصنا زبدته وأسمينها التزامات المترشح عبد المجيد تبون الأربعة وخمسون باعتبارها تيمنا بنوفمبر 54 كونه نوفمبري وقدم نفسه للشعب الجزائري على هذا الأساس ومن بين الالتزامات الـ54 تكلمنا فيها عن تعديل الدستور بدقة إلى جانب القضية الاقتصادية والشق الثقافي بإعادة الاعتبار للفنان الجزائري ممثلا كان أم مطربا أم مخرجا أم مصورا أم فنانا تشكيليا وغيرهم من أصحاب الفنون وتعزيز الصناعة الثقافية والشروع في نهج لدعم ومرافقة الإبداع الفني والأعمال الثقافية من خلال إتاحة مساحات مخصصة للفنانين والمبدعين والدفاع عن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة التي أضحت عرضة للانتهاك وترقية الكتاب والمطالعة وإلى كل الجوانب التي تهم الجزائريين وهي التزامات وليست وعود كلامية فقط بل ستجسد وتطبق على أرض الواقع.
تبون في حديث سابق له قال أنه وفيّ لبوتفليقة وسيبقى..وهو ما يربطه البعض بامتداد لنظام بوتفليقة؟
هذا السؤال يخص المترشح نفسه، لكن ما يمكنني قوله هو، لماذا لا نقول أن الرجل امتداد لشادلي بن جديد وتبون قال بخصوصه أن الذي أنزلني مكانتي الحقيقية هو الشادلي بن جديد، وبالتالي كل هذه الإدعات هي دعايات مغرضة وليس غريب أنها أفكار تروج لها العصابة والذين هم الآن خلف القضبان، ودعني أقول لك شيئا آخر..
تفضل
تبون صرح وقال أكثر من مرة أنه لما كان على رأس وزارة السكن منعته العصابة حتى من البناء للجزائريين، وصل بهم الأمر إلى أمر وزير المالية بعدم منحه اعتمادات مالية لتسديد حقوق شركات البناء حتى ينهار قطاع السكن وينهار تبون، لكن في النهاية كانوا يحطمون في الدولة وفي الشعب، تبون في وزارة السكن لم يشتغل بأريحية كما يعتقد الكثيرون بل وضعت أمامه الكثير من العراقيل، وفي حالة انتخابه رئيسا للجمهورية يمكنه توليد أفكار ومشاريع جديدة فيما يخص قطاع السكن.

هل هي محاولات لتكسير وتشويه سمعة وصورة تبون؟
نعم بالتأكيد، منذ اليوم الأول من ترشحه، بعض رؤساء الأحزاب قالوا أنه امتداد لبوتفليقة وللعهدة الخامسة، إذن حملة التشويه والتكسير كانت من اليوم الأول ولا نستبعد أن هذه المحاولات مدفوعة من طرف أصحاب المال الفاسد لأنهم يعلمون جيدا أنه إذا وصل تبون إلى كرسي المرادية معناه نهاية المال الفاسد وبداية فصل المال عن السياسة.
هناك من يقول أن شخصيات معروفة بفسادها ضمن طاقم حملة تبون..كيف ترد؟
لحد الآن، لا توجد أي شخصية من النظام السابق أو الأسبق ضمن طاقم الحملة الانتخابية لتبون، وإذا كانت هناك شخصية واحدة فقط فليكشفوها أمام الملأ، حتى شخصيات شاركت سابقا في أحزاب سياسية لا توجد معنا، طاقم تبون كله شباب ومعضمهم من المجتمع المدني.
حوار: مصطفى عمران _ زهير حطاب










