نظم المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، الإثنين، بالجزائر العاصمة، ملتقى اقتصاديا إفريقيا للاستثمار والتجارة، تحت شعار “الإنتاج الإفريقي” والذي يستمر على مدار يومين.
وفي كلمة له خلال المنتدى الذي تم تنظيمه بفندق الشيراتون غرب العاصمة، أكد رئيس المركز العربي الإفريقي للتطوير والاستثمار، أمين بوطالبي، أن “قارة إفريقيا اليوم تعد الموطن الأساسي لكل اقتصادات العالم وموردا أساسيا لكل الموارد في العالم”.
وتوقع بوطالبي “نهضة اقتصادية كبيرة وإنتاجا كبيرا ستشهدهما القارة الإفريقية خلال 10 سنوات المقبلة”، مؤكدا أن تحقيق ذلك على الواقع يعد “تحديا كبيرا ينبغي رفعه”.
وأشار رئيس المركز العربي الإفريقي للتطوير والاستثمار إلى أن كل دول إفريقيا “استطاعت اليوم أن تحدث ديناميكية اقتصادية”، على رأسها الجزائر التي تعد – كما قال – “في طليعة الدول الإفريقية اقتصاديا وتجاريا”.
وفي هذا الصدد، ذكّر المتحدث بالتحدي الذي رفعه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون “برفع صادرات البلاد إلى 5 مليار دولار خارج المحروقات وتأكيده في كل فرصة على التصدير نحو كل دول إفريقيا”.
تطوير التبادل التجاري الإفريقي
وتدخل فعاليات هذا الملتقى الإفريقي للاستثمار والتجارة في إطار تشجيع الترابط الإفريقي وتحقيق التكامل الاقتصادي ودعم التوجه لتحقيق النمو الاقتصادي، وضرورة البحث عن آليات جديدة للعمل وتطوير الاستثمار الإفريقي، والتبادل التجاري.
كما يهدف الملتقى، الذي يعد فرصة للدول الإفريقية لعرض الفرص الاستثمارية في قطاع الصناعة والاستثمار والتجارة، إلى تحقيق العديد من الأهداف، أهمها توفير المناخ الشامل لدعم وتعزيز الاستثمار والصناعة والتجارة، لضمان نجاح العلاقات التجارية والاستثمارية في إفريقيا وفتح أسواق جديدة للمنتجات الإفريقية والتعريف بالفرص الاستثمارية في القارة، وكذا تبادل الخبرات والتجارب في مجال التجارة والصناعة والاستثمار في مناخ استثماري ناجح، بالإضافة إلى تبادل المعلومات التجارية واللوجستية والاستثمارية بين الوفود، من خلال رجال الأعمال والمستثمرين لتحقيق أهداف التنمية.
وينعقد هذا الملتقى في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وتذبذب أسواق التجارة، في هذا التوقيت الذي كثر فيه الحديث عن إنتاج الدول الإفريقية وتوجهاتها الاقتصادية الجديدة، خاصة التصدير نحو إفريقيا نفسها مثلما تراهن عليه الجزائر.
وشارك في هذا الملتقى، الذي يعد فرصة للقاءات ثنائية مهمة بالنسبة لرجال الأعمال الأفارقة، سواء حضوريا أو افتراضيا، شخصيات فعالة، على رأسها مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالاقتصاد وعدد من سفراء دول عربية وإفريقية، فضلا عن خبراء دوليين ورجال أعمال، بالإضافة إلى شركات دولية ومستثمرين شباب ومعاهد بحث وجامعات وهيئات وزارية وحكومية.
فرصة إفريقيا
وتعد الزراعة من بين أكثر القطاعات نموا بالبلدان الإفريقية، ويساهم هذا القطاع بأكثر من خمس عشرة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للقارة، يليه قطاع التصنيع إذ تتمتع القارة بوفرة المواد الخام التي يمكن تحويلها بسهولة إلى منتجات مصنعة. ومن شأن ازدهار التصنيع أن يدفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية بشكل كبير عبر القارة.
وحسب محللون اقتصاديون فإن القارة تواجه العديد من الصعوبات الاقتصادية التي قد تقلل من جاذبيتها للمستثمرين الباحثين عن الربح السريع، غير أن الفرص الاستثمارية على المدى البعيد قد تبدو واعدة للغاية.
ومن شأن اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية التي تعد أكبر اتفاقية للتجارة الحرة في العالم من حيث الدول المشاركة تشجيع الاستثمارات الدولية بالقارة باعتبارها سوقًا إفريقية واحدة للسلع والخدمات، حيث تحفز، بشكل فعال، الإنتاج والتجارة والصناعة، ما يزيد من فرص الاستثمار الواعدة.
تكريم رئيس الجمهورية
وخلال الملتقى تم تكريم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من قبل رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، أمين بوطالبي، واستلمه نيابة عنه، مستشار الرئيس المكلف بالاقتصاد، بن خلاف.
م/ع
