يتزايد الإقبال عليها خلال فصل الربيع

المشتلة.. قبلة عشاق النباتات 

المشتلة.. قبلة عشاق النباتات 

تعرف المشاتل عند حلول فصل الربيع وفي الأشهر الصيفية التي تليه إقبالا معتبرا من طرف المواطنين المهتمين بعالم النبات، والراغبين في اقتناء البذور أو “الشتلات” لتزيين بيوتهم ومنحها منظرا طبيعيا.

قال “محمد” صاحب مشتلة بشرق العاصمة، إن فصلي الربيع والصيف هما الفصلان الأكثر حركة بالمشتلة، حيث يقصدها المهتمون بالنباتات خاصة ربات البيوت اللواتي تستهويهن الزهور والورود الجميلة، ففي حديث لـ “الموعد اليومي” مع بعض السيدات اللواتي صادفنهن في بعض المشاتل، قلن بأنهن يعشقن عالم النبات ويقمن من وقت لآخر بشراء أصناف مختلفة ومتنوعة من النباتات قصد غرسها في حديقة منازلهن أو في الأوعية المخصصة لذلك وأضفن أنهن تسعدن كثيرا عند حلول فصل الربيع الذي تزهر فيه الورود، حيث يقصدن كل أسبوع عددا من المشاتل لاقتناء أنواع جديدة من النباتات والاستفادة من خبرة أصحابها.

 

فصل انتعاش المشاتل

تعتبر المشتلة القبلة المفضلة لدى المهتمين بالنباتات بمختلف أنواعها، حيث يتوافد عليها هؤلاء من أجل شراء بعض أصناف النباتات وكذا أخذ النصائح من صاحب المشتلة كونه الأدرى بهذه الأمور، لكن ما يلاحظ أن المشاتل تشهد نقصا كبيرا في العاصمة، حيث تنتشر بشكل محدود جدا نتيجة انعدام المساحات الخضراء والأرضية المناسبة، الأمر الذي يهدد النبات، خاصة وأن المشتلة هي المكان الذي تجتمع فيه كل أصناف النباتات من بينها الزهور المفضلة لدى زبونات المشتلة.

 

أسعار معقولة وتجارة ممتعة

أردنا في جولتنا عبر بعض المشاتل التقصي عن أسعار النباتات، فكانت إجابات الزبائن متضاربة، حيث قال البعض إن أسعار النباتات معقولة وفي متناول الجميع، فيما قال آخرون إن الأسعار ملتهبة خاصة عند حلول فصل الربيع، لكن الجميع اتفق على أن هذه الأسعار مناسبة لأصحاب المشاتل كونهم لا يعملون طيلة السنة، حيث يبدأ مكسبهم في فصل الربيع، كما أن الاعتناء بالنباتات أمر صعب للغاية، فكل صنف من النبات يتطلب عناية خاصة ومختلفة عن صنف آخر، الأمر الذي يجعل أصحاب المحلات يتعبون من أجل المحافظة على نباتاتهم

وإظهارها بحلّة جميلة تسر الناظرين، كما قال هؤلاء إن تجارة النباتات تجارة ممتعة ولا تعتمد فقط على كسب النقود، حيث أن المحب لعالم النباتات يجد راحته في الاعتناء بها حتى وإن لم يحقق ربحا وفيرا من بيعها.

 

نقص المشاتل يهدد النبات

اشتكى الزبائن الذين التقيناهم في بعض المشاتل من النقص الكبير الذي تعرفه هذه الأخيرة، حيث قالوا إن المشاتل غير منتشرة بشكل وفير، وأضاف آخرون أنهم يضطرون إلى الانتقال لمسافات بعيدة من أجل العثور على مشتلة، ولمعرفة أسباب هذا النقص، سألنا أصحاب المشاتل الذين أكدوا أن قلة المساحات الخضراء المناسبة للمشاتل هي السبب خاصة مع اكتساح المباني كل الأراضي الشاغرة وحتى الزراعية، مما جعل أمر إنشاء مشتلة يقف عند صعوبة الحصول على قطعة أرضية مناسبة.

من جهة أخرى، قال أصحاب المشاتل إن هناك أسبابا أخرى تتمثل في عزوف الكثيرين عن هذه التجارة كونها لا تحقق الربح الكبير لأنها لا تنتعش سوى في بعض الأشهر من السنة، كما أنها تتطلب جهدا بدنيا وتركيزا كبيرا من أجل الاعتناء بالنباتات، إضافة إلى الخبرة التي لا يمتلكها الجميع، فصاحب المشتلة عليه أن يكون ملمّا بكل ما يتعلق بالنباتات وكيفية الاعتناء بها، ومن جهة ثانية، قال أصحاب المشاتل إن الشباب الدارسين في معاهد الفلاحة غير مهتمين بالمشاتل لنقص مناصب العمل، مما جعل هذه التجارة تنقص بشكل كبير، وهي مهددة بالزوال لعدم وجود المهتمين والعارفين بهذا المجال.

ل. ب