ألقى العجز المسجل على مستوى الفضاءات التجارية، سيما منها أسواق الخضر والفواكه بالعاصمة بظلاله على نشاط الإنتاج الفلاحي وترقيته، بحيث استعصى على الفلاحين المغامرة بمضاعفة الانتاج في ظل غياب استثمارات في المستوى في مجال الصناعات الغذائية من شأنها امتصاص الفائض دون تكبيد الفلاحين خسائر تعقب الوفرة، أو إجبارهم على تقليص مساحاتهم المزروعة حماية لمنتوجاتهم، وهو ما يكرس دائما ثقافة المضاربة التي تستغلها مافيا القطاع وترتفع على أساسها الأسعار دون مبررات مقنعة، حيث تحرك عدد من العمال التابعين لجمعية التجار وكذا فدرالية الصناعات الغذائية للمطالبة بتنظيم المجال التسويقي على مستوى جميع حلقاته، بالتركيز على أسواق الجملة الكفيلة بإعادة ترتيب بيت قطاعات الفلاحة، التجارة وكذا الصناعة بالعاصمة سيما مع وجود مساع للاستثمار في هذا المجال، والتحكم في استقرار الأسعار حماية لجميع الأطراف بمن فيهم المستهلكين.
أماط تجار وعمال في فدرالية الصناعات الغذائية اللثام عن اللبس المسجل على مستوى تسويق المنتوجات الفلاحية التي تكون دائما تحت رحمة التذبذبات التي يصنعها المضاربون، موضحين أن المشكل الحقيقي يكمن في غياب فضاءات كافية لأسواق الجملة في الخضر والفواكه تستوعب الكم الهائل من المنتوجات الفلاحية التي لا يجد الفلاح أي صعوبة في مضاعفتها، مستفيدا من طبيعة التربة المتيجية بالعاصمة وكذا عوامل أخرى متعلقة بالمناخ البيئي، وهي معطيات كفيلة بتخفيض الأسعار والإبقاء على استقرارها النسبي مهما واجهت من مشاكل، سيما عند تفعيل حركية ونشاط منظومة التسويق التي تعد حلقة الوصل بين نشاط الإنتاج وصولا إلى الأسواق والفضاءات التجارية المختلفة، من خلال التوافق والتوازن بين سلسلة الإنتاج الفلاحي والتصنيع والتحويل، للوصول إلى المنتوج الغذائي القابل التسويق.
ومن جملة المطالب التي رفعها هؤلاء للمسؤولين، مراجعة وتصحيح معادلة التوفيق بين قطاعي الصناعات الغذائية والمجال الفلاحي والزراعي، عبر اعتماد مخطّط عمل ميداني يضمن التوازن بين هذين المجالين الهامين في تنويع الاقتصاد ودفع عجلة التنمية، خاصة على المستويات المحلية، وبالتالي تحقيق القيمة المضافة واستحداث مناصب شغل للبطالين، حيث أنّ تجسيد هذه الحتمية سيضمن التحكّم أكثر في سلسلة نشاط الإنتاج والتحويل الصناعي للمنتجات الفلاحية، ومن ثمّ التسويق المحلي أوّلا، قبل التحوّل إلى التسويق على المستوى الوطني، وبعد ذلك التفكير في التصدير نحو الخارج.
إسراء. أ