عبر مواطنو ولاية برج بوعريريج خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، عن ارتياحهم الكبير من أسعار الخضر والفواكه التي وصفوها بالجد معقولة والرحيمة بجيوب المواطنين مقارنة بالأعوام الفارطة، أين كانت تعرف
التهابا كبيرا مع اقتراب شهر الرحمة والغفران الذي يستغله التجار من أجل الربح السريع من خلال المضاربة ورفع الأسعار بالنظر لكثرة الطلبات من طرف الصائمين الذين يشترون كل شيء مهما كان ثمنه خاصة خلال الأسبوع الأول، وأكد المواطنون أن أسعار المواد الاستهلاكية واسعة الاستعمال في متناول الجميع ولم يتم تسجيل أي زيادات في أغلب المواد الاستهلاكية ما عدا بعض الزيادات الطفيفة وغير المؤثرة، وهو الأمر نفسه الذي أكده التجار، مرجعين ذلك إلى الإشعارات الترهيبية التي قامت بها مصالح مديرية التجارة قبل حلول الشهر الفضيل من أجل الحد من ظاهرة الرفع في الأسعار التي تتزامن مع حلول شهر رمضان، وكذا تكثيف مصالح المراقبة وقمع الغش من دوريات الرقابة الخاصة بمراقبة الأسعار.
رئيس جمعية حماية المستهلك بولاية برج بوعريريج “عبد الحميد زايدي” عبر هو الآخر عن ارتياحه في هذا الشأن وأكد من جهته بأن الأسعار خلال الأسبوع الأول مناسبة وفي متناول المستهلك البرايجي، حيث تأرجح سعر البطاطا التي تعد ملكة الأطباق الجزائرية بين 28 إلى 35 دج للكيلوغرام الواحد، وسعر الخس والخيار فقد قدر بـ 30 دينارا جزائريا للكيلوغرام، في حين استقر سعر الطماطم التي عرفت خلال الأشهر القليلة الماضية ارتفاعا رهيبا في حدود 30 دج والفلفل انحصر سعره ما بين 60 و80 دج للكيلوغرام، الأمر الذي اعتبره التجار عاديا، خاصة خلال هذا الوقت بالذات، في حين قدر سعر البصل بـ 30 دج للكيلوغرام، في حين عبر المواطنون عن غلاء اللوبيا الخضراء التي وصل سعرها إلى 150 دج، وتأرجح سعر الكيلوغرام الواحد من الجزر بين 50 دج و60 دج.
وبخصوص ندرة أكياس الحليب المبستر خلال رمضان، فقد أصبحت بالنسبة للمواطنين ظاهرة مألوفة بالنظر لازدياد الطلب على هذه المادة الأساسية لدى الصائمين، ولعل الأمر الذي زاد من حدتها هو لجوء أصحاب المحلات إلى بيع حليب الأكياس إلى زبائنهم الدائمين دون غيرهم من الزبائن، ما يضطر الكثير منهم إلى اقتناء مسحوق الحليب لتعويض حليب الأكياس وتفادي البقاء في الطوابير الطويلة. أما بخصوص أسعار الفواكه، فقد حافظت هي الأخرى على نفس أسعارها خلال الشهور الماضية، ولم تعرف سوى زيادات طفيفة وغير مؤثرة مقارنة بالارتفاع المذهل الذي كان يمسها مع اقتراب شهر رمضان من كل سنة جراء زيادة الطلب عليها، حيث حافظت فاكهة التفاح على سعرها الذي انحصر بين سعر 250 دج و500 دج وذلك على حسب النوعية والجودة، والموز قدر سعره بـ 240 دج، في حين عرفت فاكهة البطيخ المعروف شعبيا باسم “الدلاع” الذي يعرف رواجا كبيرا بولاية برج بوعريريج خلال الشهر الفضيل، وبالأخص خلال السحور أين يساعد على مقاومة العطش بالنظر لاحتوائه على كميات كبيرة من الماء، فقد انحصر سعره بين 50 و 60 دج، أما البطيخ الأصفر فقد عرف سعره ارتفاعا ووصل إلى 120 دج، كما انحصر سعر المشمش ما بين 100 دج و150 دج للكيلوغرام الواحد، وفاكهة الخوخ انحصر سعرها ما بين 100 دج و200 دج وذلك على حسب جودة ونوعية المنتوج.
أما فيما يخص اللحوم الحمراء، فقد عرفت محلات القصابات بولاية برج بوعريريج هي الأخرى تقريبا نفس الأسعار، فقد تأرجح سعر لحم الخروف بين 1200 و 1300 دج للكيلوغرام الواحد، الأمر الذي ساهم في نفور المواطنين عنه والتوجه نحو لحوم الأبقار التي تأرجح سعرها بين 750 دج و 950 دج، في حين تأرجح سعر الدجاج بين 240 و280 دج، وهو السعر المقبول مقارنة برمضان الفارط أين تعدى 300 دج، في حين حافظ السمك على مكانته وغلاءه الفاحش الذي عرفه منذ مدة، حيث تأرجح سعره بين 500 دج و600 دج حسب نوعية السمك، إذ نجد أصحاب هذه الطاولات يتوسلون المارة من أجل شراء السمك بالنظر لارتفاع درجات الحرارة التي تساهم في تلف السمك مما يفرض عليهم خلال الفترة المسائية التقليل من سعره من أجل تجنب الخسارة، حيث نجد أن بيع السمك ينتعش خلال الفترة المسائية لتعمد المواطنين ذلك بغية التقليل من سعره.
ويعرف سوق رمضان الذي افتتح مع مطلع شهر رمضان بساحة مقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بولاية برج بوعريريج، والمنظم من طرف مديرية التجارة مع عديد الشركاء على غرار الاتحاد العام للعمال الجزائريين وجمعية حماية المستهلك والاتحاد العام للتجار والحرفيين بالولاية، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، حركة كبيرة للمواطنين الذين يقصدونه من أجل اقتناء مستلزماتهم الغذائية كون الأسعار منخفضة وتراعي القدرة الشرائية للمواطنين، حيث تم نصب ثلاث خيم على مستوى ساحة الاتحاد لهذا الغرض والتعاقد مع التجار الذين لبوا نداء الجهات المنظمة وطبقوا الأسعار المناسبة للقدرة الشرائية للمواطن البسيط خلال شهر الصيام، حيث تم تخصيص إحدى الخيم لبيع مادة السميد من النوع الجيد تعود لمطاحن البيبان بسعر 1000 دج للكيس بوزن 25 كغ و400 دج للكيس بوزن 10 كغ، ناهيك عن توفير تعاونية الحبوب والخضر الجافة لمنتجاتها التي تطرح بأسعار تنافسية مقارنة ببيعها في المحلات التجارية، كما تم تخصيص الخيمة الثانية لبيع مختلف أنواع مواد التنظيف ناهيك عن تخصيص الخيمة الثالثة لبيع مختلف أنواع الخضر والفواكه، بالإضافة إلى تخصيص جناح داخل مقر الاتحاد لملبنة مجانة التي توفر حليب الأكياس والألبان وباقي مشتقات الحليب بأسعار الجملة، وكذا بعض المواد الغذائية واللحوم الحمراء والبيضاء التي يتم بيعها بأسعار ترويجية، كما أن الأمر الذي زاد من كثرة الإقبال على السوق هو توفره على كل معايير النظافة و كافة شروط الحفظ والتبريد بالنسبة للحوم بأنواعها والحليب ومشتقاته.
الجدير بالذكر أن سوق الاتحاد العام للعمال الجزائريين عرف هذا العام دخول مؤسسات جديدة لعرض وبيع منتجاتها خاصة تلك المستفيدة من دعم وتشغيل الشباب “أونساج” الأولى مختصة في بيع الرشتة، والثانية لبيع الجبن، وهي المؤسسات الوحيدة من بين الـ 09 مؤسسات كان من المفترض أن تلتحق بركب السوق الذي فتح أبوابه للعام الثاني على التوالي خلال شهر الصيام.