المياه القذرة تتدفق في أرجاء الحي الفوضوي ببوشاقور ببراقي

المياه القذرة تتدفق في أرجاء الحي الفوضوي ببوشاقور ببراقي

يشكو سكان حي بوشاقور الفوضوي ببراقي بالعاصمة من الوضع الكارثي الذي تصنعه المياه القذرة المنتشرة في كامل أرجاء الحي والتي تزداد كارثية عند تساقط الأمطار، بحيث يستحيل التجول بالمنطقة دون التعرض لها، أقلها الاضطرار إلى استنشاق روائحها الكريهة ورؤية مناظرها التي تشمئز لها الأنفس، دون الحديث عن أكوام النفايات التي تعقد من تحركات السكان الذين يعانون بالإضافة إلى قلّة النظافة، الكثير من النقائص المتعلقة بانعدام المياه الصالحة للشرب واهتراء قنوات الصرف الصحي وكذا انعدام الكهرباء والغاز، والأدهى والأمّر أن السكان يشكون انعدام الأمن أيضا في هذا الحي الذي شيده الاستعمار الفرنسي وانتقل إليه هؤلاء في أعقاب العشرية السوداء احتماء من الخطر قبل أن يقعوا فريسة لمشاكل كثيرة استغرقت أكثر من ثلاثة عقود.

ألقت قلة النظافة المكرسة على مستوى حي بوشاقور على مدار 30 سنة بظلالها على السلامة الصحية لقاطنيه، بحيث تم تسجيل عدة مصابين بأمراض على رأسها التنفسية، ضف إليها أمراض العصر كالسكري والقلب والضغط بفعل المعاناة التي أبت أجسادهم مقاومتها لكونها فوق طاقتهم النفسية والجسمية، دون الحديث عن المعاناة التي تقاسيها الحوامل اللائي أجبرن على التواجد في مثل هذه الظروف التي ترتفع فيها الرطوبة خلال الصيف من معاناتهم لتزيد النقائص الكثيرة من إضعاف قدرة التحمل لديهم، فلا وجود لأساسيات العيش الكريم.

وحسب شكاوى السكان، فغياب الكهرباء حرم الحي من الإنارة العمومية ويضطر بعضهم إلى مد أسلاك كهربائية من أعمدة الإنارة العمومية حتى أصبحت الأسلاك متشابكة فيما بينها، مما زاد من احتمال الإصابة بصعقات كهربائية، في وقت يضطرون إلى دفع فاتورة الكهرباء التي تقدر بآلاف الدنانير، رغم أن معظمهم لا يملك أكثر من مصباحين أو ثلاث وجهاز تلفزيون، كما اشتكوا من غياب الغاز الطبيعي

وغياب شبكة المياه الصالحة للشرب، مما يضطر هؤلاء السكان للدخول في رحلة البحث عن المياه الصالحة للشرب لقضاء حاجتهم في الغسيل والشرب، وذلك من خلال شرائهم لصهاريج المياه التي يفوق سعرها 700 دج أو الذهاب للأحياء المجاورة لاقتنائه.

كما انتقد السكان ظاهرة الانتشار الواسع للقمامة والنفايات المنزلية، حيث تبقى متراكمة لعدة أيام ما جعلها تشكل ديكورا رسميا يزيّن أزقة الحي، وهو ما يتسبب في إزعاج كبير للمواطنين خاصة المارة منهم، حيث باتت هذه الأخيرة تستقطب الحيوانات الضالة على غرار الكلاب والقطط والجرذان وحتى الأفاعي، فضلا عن انتشار الحشرات الضارة من ناموس وذباب.

إسراء. أ