المياه القذرة تزعجهم والأمطار تهدد حياتهم.. مساكن حي كندا ببئر توتة تتحول إلى مصبّ لقنوات الصرف الصحي

elmaouid

تحالفت كثير من العوامل لتعقد حياة سكان حي كندا ببئر توتة الواقعة غرب العاصمة، واجتمعت حارمة إياهم من الاستمتاع بحياة عادية، غير أن أكثر ما يرهقهم هو تحول مجمعهم السكني الى مصب لقنوات الصرف

الصحي باعتبارهم يعيشون على ضفاف واد تحت منحدر، مهددين بذلك بمختلف أشكال الأخطار التي تزداد مع تهاطل الأمطار، وتحول لياليهم إلى كابوس حقيقي خشية أن تجرفهم المياه المتجهة إلى الواد قادمة من كل الاتجاهات أو فيضان الواد، وبينهما مشكل المياه القذرة المتخذة طريقها إليهم.

أعرب سكان حي كندا عن مخاوفهم إزاء تزايد الأخطار المحدقة بهم بسبب الموقع الذي شيدوا عليه مساكنهم وتحول مع مرور الزمن إلى مصب للمياه القذرة، بعدما كان هاجسهم يقتصر على الفيضانات التي أخذت في السنوات الأخيرة منعطفا خطيرا بأن أضحت تمتد إلى منزلهم، منوهين إلى أن احتمالات الهلاك ضمن هذه الظروف آخذة في الارتفاع سنة بعد أخرى دون أن تمتد إليهم يد الخلاص لانتشالهم من الوضع الكارثي الذي أجبروا على التعايش معه، وأشاروا إلى أن مجمعهم السكني تحول بمعية الواد المحاذي لهم إلى مصب للمياه القذرة، بسبب غياب شبكة الصرف الصحي.

وحسب السكان، فإنهم سارعوا إلى رفع انشغالهم متهمين السلطات المحلية بعدم اتخاذ أي إجراءات لإيجاد حل لمشكلتهم التي تتضاعف كلما حل فصل الشتاء، حيث عبّر سكان الحي عن قلقهم من الظاهرة التي تسبب لهم الإصابة بالأمراض والأوبئة التي تهدد حياتهم وحياة أولادهم، خصوصا أن هؤلاء الأطفال اتخذوا من حواف الوادي مكانا للعب، مما يجعلهم معرضين لخطر الأمراض بسبب مخلفات الوادي التي تنبعث منها روائح كريهة وحشرات جراء تعفن المكان، كما أنها تسببت في عدة أمراض للسكان كالربو والحساسية، ناهيك عن انتشار الحيوانات الضالة كالقطط، الكلاب، الجرذان والحشرات التي تتسلل في غالب الأحيان إلى داخل المنازل.

في سياق آخر، أعرب السكان عن امتعاضهم لشدة المعاناة التي يقاسونها ليست فقط بسبب الأمطار والمياه القذرة، ولكن بسبب النقص الفادح في شتى ضروريات العيش على رأسها تدهور طرق الحي التي أصبحت مجرد مسالك ترابية مهترئة كليا، مليئة بالحفر والمطبات المخلفة عن أشغال ربط منازلهم بشبكة الغاز الطبيعي، دون إنهاء المقاولين للمهمة التي كلفوا بها، ليدفع السكان ثمن هذا الإهمال والتماطل، مجددين في هذا السياق مطالبهم الكثيرة على غرار إيجاد تسوية لمشكل افتقارهم إلى وسائل النقل وغياب مدارس لتجنيب أطفالهم المتمدرسين مشقة التنقل إلى الأحياء المجاورة للالتحاق بمقاعد الدراسة، مشتكين من الغياب التام للمرافق الترفيهية مما حرم شبان المنطقة من فضاءات لقضاء أوقات فراغهم في نشاطات مفيدة.