كشف النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر، لطفي بوجمعة، الخميس، عن فتح تحقيق ابتدائي معمق في قضية شراء توقيعات منتخبين من طرف بعض الراغبين في الترشح للرئاسيات المقبلة.
وخلال ندوة صحفية نشطها بمقر المجلس، أوضح النائب العام أنه بناء على معطيات ومعلومات، مؤكدة مفادها لجوء بعض الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة إلى شراء توقيعات منتخبين مقابل الحصول على التزكية من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية، وأضاف أنه انطلاقا من هذه المعطيات الأولية وفي إطار ممارسة صلاحيات العدالة، ممثلة في النيابة العامة، وطالما أن القطب الجزائي الاقتصادي والمالي له اختصاص وطني في قضايا الفساد، أمرت النيابة مصالح الضبطية القضائية، بفتح تحقيق ابتدائي معمق حول هذه القضية. وفي هذا الإطار، فقد باشرت مصالح التحقيق القضائي التابعة للمديرية العامة للأمن الداخلي إجراء تحقيق ابتدائي معمق، أسفر عن وجود ثلاثة مستويات، كل مستوى يخص فئة معينة، مشيرا إلى أنه تم الاستماع إلى أكثر من 50 شخصا من المنتخبين اعترفوا بتلقيهم مبالغ مالية تتراوح ما بين 20 و30 ألف دج مقابل تزكيتهم لهؤلاء الراغبين في الترشح. كما تم التحقيق مع 10 أشخاص تكفلوا بالوساطة في جمع وتسليم المبالغ المالية بين هؤلاء المنتخبين والراغبين في الترشح، بالإضافة إلى وجود ثلاثة أشخاص كانوا قد عبروا عن نيتهم في الترشح متورطين في هذه التجاوزات والممارسات يمكن أن تطالهم الإجراءات المنصوص عليها قانونا. وأكد النائب العام، أن التحقيقات الأمنية والإدارية والتأهيلية أثبتت صدور أحكام قضائية نهائية بالحبس والغرامة المالية لتصرفات غير أخلاقية ومعاملات غير مشروعة في حق هؤلاء الراغبين في الترشح. ولفت في ذات الشأن، إلى أنه بالرغم من الترسانة القانونية الهامة والمتطورة التي أقرها المشرع الجزائري لضمان نزاهة الانتخابات، فقد تم تسجيل هذه التجاوزات والتصرفات واستعمال المال الفاسد والفساد للمساس بنزاهة ومصداقية الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الـ7 سبتمبر، والتي تعتبر محطة هامة بالنسبة للجزائريات والجزائريين، وأكد أن شراء الأصوات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم دون متابعة وأن سيف القانون سيكون صارما وحادا ضد كل من يسمح لنفسه بتعكير صفو الانتخابات والمساس بمصداقيتها ونزاهتها. وأضاف النائب العام، أن مصالح الضبطية القضائية تتابع وتوسع التحقيق الابتدائي المفتوح لتوقيف ومتابعة كل من تورط من قريب أو من بعيد في هذه الوقائع تحت إشراف نيابة القطب الجزائي المتخصص في قضايا مكافحة الفساد، لا سيما وأن قانون الانتخابات يجرم التلاعب بالأصوات وتقديم الهدايا والمزايا والأموال المختلفة والخدمات والوعود.
محمد.د