النجمةُ القُطبيةُ

النجمةُ القُطبيةُ

أحبَّتْ أرخبيلاً… ثمَّ فاجأها الغُروبُ

فغادرتْ حيثُ اللابدايةُ تنتهي

غَرَستْ وجهها في الريحِ

وقابلَتْ محبُوبها إعصارًا

“الحبُّ بوُعورةِ الانعدامِ أو أكثرَ ”

هكذا قال المجنونُ الذي يمشي كلَّ المدينة

لم يُعِرْهُ العاقلونَ بالاً

لم يفهمْهُ الذين يملكونَ العقلَ …

وما زالتْ تُحِبُهُ … تشْرَئِبُ إلى عينيهِ بينما ينزِلُ هو إلى كدرِ الأُمنياتْ

تشيخُ عيناها فتبكِي كالصغارْ

وتعودُ إلى برزَخِها… إلى السماءِ السابعة

هنالكَ حيثُ وجهي وأمطارُ الغِيابِ

ولونُ القدرِ المُشوَّهْ …

هنالكَ حيثُ المُدنُ المُستديرةُ

والوجوهُ الكبيرةُ والانكسارْ

ثم يأتي النَّهارُ …

ويكتبُ كلَّ شيءٍ أمامِي

لكنني أتعَامَى …

وأُصدِرُ أحكامِي بتسرُّعٍ

يقولُ الصمتُ إنَّ الكلماتِ تفقِدُ الآنَ روحَها

وقرابينُ الشِفاهِ العبوسةِ لم تَعُدْ تكْفِيهِ

إلهِي أيُّها المَخْفِيُّ عنِ العُيونِ

سأذبحُ عندَ المِحْرَابِ قمرًا كبيرًا، أزرقاً

وسأدعو أن يَصيرَ الأرخبيلُ نجماً

… ويُجاورنِي في السماءْ

تُتَمْتِمُ نجمةُ القطبِ هذا الدُعاءْ !

 

بقلم: رحمة بن مدربل – البليدة