تناول موقع “سيكولوجي توداي” مقالا وضّح فيه العلاقة الموجودة بين الطعام والصداع النصفي؛ وأشار إلى وجود بحوث جديدة تُشكك في فكرة أن تناول أطعمة مُعينة يُسبب الصداع النصفي، وهناك حاجة إلى المزيد من التجارب السريرية لفهم كيفية تأثير تغيير النظام الغذائي على الصداع النصفي.
وتناول المقال الفرضية التي تقول إنه وعلى الرغم من أن استهلاك الكافيين والمنبهات عموما يبدو مرتبطاً، ولو بشكل عرضي، بالصداع النصفي، فإن الأدلة على وجود أطعمة أخرى أقل وضوحاً، وتزداد هذه العلاقة تعقيداً نظراً لأن نوبات الصداع النصفي تبدأ في الدماغ قبل ساعات من الشعور بالألم.
فعلى سبيل المثال، هناك فرضية مفادها أن الاعتقاد الشائع بأن الشوكولاطة التي تُثير نوبات الصداع النصفي، قد يكون في الواقع وصفاً للرغبة الشديدة في تناول الشوكولاطة التي تظهر قبل الشعور بالصداع، كما يمكن أن يكون الصداع خلف العين ناتجاً عن أسباب مختلفة بدءاً من التوتر إلى التهابات الجيوب الأنفية وإجهاد العين.
وقال المختصون إنه في الواقع، تُشكّل البيانات الجديدة تحدياً لافتراضاتنا البديهية حول ماهية التدخلات الغذائية التي تُقلّل من تكرار الصداع النصفي.
وسلطت تلك البيانات الضوء على كيفية تأثير الصداع النصفي على تناول الطعام، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الغثيان، فمن الصعب جداً تناول الكثير من أي شيء، وكذلك الالتزام بنظام غذائي صحي مع وجبات صغيرة ومتكررة، عندما تُعاني من غثيان شديد.
كما أظهرت التجارب السريرية لمجموعة متنوعة من الأنظمة الغذائية الصحية انخفاضاً في وتيرة الصداع النصفي، أما بالنسبة للنظام الغذائي المناسب، فإن أفضل نظام غذائي صحي هو النظام الذي يُمكن الالتزام به.
لذا، يشجع المختصون الناس بشدة على عدم الشعور بأنهم مضطرون لتغيير نظامهم الغذائي بالكامل دفعة واحدة، لا بأس بإجراء تغيير صغير واحد في كل مرة، والاستمرار في القيام بذلك حتى يصبح النظام الغذائي فعالاً، ثم البحث عن شيء آخر يُمكن تغييره.
وينصح المختصون معظم الناس عموما بالبدء بزيادة كمية أو تنوع الخضروات والفواكه، أو استبدال الحبوب الكاملة بالحبوب المكررة (مثل الأرز البني بالأرز الأبيض)؛ لأن هذا غالباً ما يكون الأكثر نقصاً في أنظمتنا الغذائية، ومن الناحية المثالية، يُنصح مرضى الصداع النصفي بتجنب الصيام لفترات طويلة، والحفاظ على ترطيب الجسم.
أما بالنسبة لمرضى الصداع النصفي الذين يعانون من زيادة الوزن، فإن التركيز على نظام غذائي صحي يُساعد على إنقاص الوزن قد يُحقق فائدة أيضاً، لكن للتوضيح، تستند هذه التوصيات إلى عدد قليل نسبياً من التجارب، ولا نعتبر أيّاً منها تجربة فعالة.
وأوضح المختصون أنه وبالتطلع إلى رؤية الأدلة الجديدة التي ستُنشر عن النظام الغذائي والصداع النصفي، ولحين حدوث ذلك، يمكننا التوقف عن لوم أنفسنا على إثارة نوبات الصداع النصفي بهذا أو ذاك.
ق. م