شدّد، محمد عالي الهاشمي، الأمين العام لرابطة الأخوّة الموريتانية-الجزائرية، على حاجة العرب والأفارقة الماسّة إلى تجربة الجزائر في الغاز عشية تنظيمها قمة منتدى مصدّري الغاز (29 فيفري – 2 مارس 2024)، مبرزا امتلاك الجزائر خبرات طويلة في ميدان الغاز، وحاجة موريتانيا كما غيرها من العرب والأفارقة لهذه الخبرة.
وأشاد الهاشمي في حوار خص به، الإذاعة الجزائرية، بمستوى التكوين العالي الذي ظلّت ولا تزال تمنحه الجزائر عبر جامعاتها ومعاهدها المتخصصة. إلى ذلك، ركّز رئيس جمعية خرّيجي الجزائر على متانة العلاقات الجزائرية-الموريتانية، معتبراً أن الشعبين فرضاها كخيار استراتيجي، ونوّه بأزلية العلاقات الثنائية الضاربة في التاريخ والجغرافيا، قائلاً: “نحن في الرابطة نعتبرها علاقات الجسد الواحد، إذا أصيب بشيء تداعى له باقي الجسد، علاقة دم وعلاقة جغرافيا وعلاقة ترابط”. وفي ظلّ العلاقات الجزائرية-الموريتانية الممتازة لبلدين شقيقين يتقاسمان حدوداً تمتدّ لنحو 450 كيلومتراً، أفاد عالي الهاشمي أنه أيام الاستعمار الفرنسي للجزائر، ساعدت موريتانيا شقيقتها، مثلما ساعدت الجزائر المجاهدين الموريتانيين بالسلاح والدواء والمؤونة في حركة التحرّر، تماماً مثل مواقف الجزائر المشرّفة التي كانت دائماً عوناً وسنداً لموريتانيا في كل المحطات البارزة من تاريخها، لتحتلّ مكانة راسخة في وجدان كل موريتاني. وأكد المتحدث، أن العلاقات تعزّزت أكثر بدعم الجزائر لموريتانيا في التنمية الاقتصادية لموريتانيا عبر بناء الميناء المستقل، انشاء البنك المركزي، سكّ العملة الوطنية سنة 1973، إلى جانب تأميم شركة “ميفرما” عام 1974، وتكوين عشرات الآلاف من الإطارات في مختلف المجالات والتخصصات، وغير ذلك. وبشـأن الديناميكية التي سينتجها البلدان لاقتحام أسواق غرب إفريقيا، حيا الهاشمي عالياً ما تشهده علاقات الدولتين في ظلّ حكم الرئيسين السيد عبد المجيد تبون، وشقيقه الموريتاني، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، من زيارات مكوكية وزخم دبلوماسي نوعي، من شأنه تتويج وتوشيح وتوثيق علاقات البلدين للأجيال القادمة، طالما أن الأجيال السابقة والحالية شاهدة على متانة هذه العلاقات التي تدعّمت مؤخراً بزيارتي وزير الخارجية والصحة، أحمد عطاف وأحمد بداني توالياً لموريتانيا، إضافة إلى زيارة فضيلة الشيخ سيدي علي بلعرابي التجاني الخليفة العام للطريقة التجانية، للمريدين في موريتانيا، وزيارة الرئيسين تبون والغزواني لولاية تندوف الخميس الأخير. وثمّن عالي الهاشمي افتتاح المعبر البري، واصفاً الخطوة بـ”الإنجاز الكبير بالنسبة للجزائر طالما أن سلعها ستدخل إلى أسواق غرب إفريقيا عبر موريتانيا”، واعتبر ذلك تفعيلاً لعلاقة تكاملية بين الجزائر كدولة صناعية وموريتانيا دولة الحبوب، كاشفاً في هذا الشأن، عن إنشاء اللجنة المشتركة العليا لمتابعة وتقييم العلاقات الموريتانية الجزائرية والتي تخص مجالات التجهيز والصيد والتعليم العالي والدبلوماسية والزراعة والتنمية المستدامة. وأكد المتحدث في الختام، على القناعة أن الجزائر وموريتانيا دولتان شقيقتان تتقاسمان العادات والتقاليد والثقافة نفسها، وعليه تخطّط رابطة الأخوّة الموريتانية الجزائرية لتعزيز المبادلات بعدما جرى تأسيس مجلس رجال الأعمال الجزائري الموريتاني المشترك باقتراح من الرابطة، فضلاً عن توجه الرابطة لتفعيل مهرجانات ثقافية في فنون المسرح والسينما والأدب والشعر ضمن خطة موسّعة ستتبلور في قادم الأيام.
سامي سعد










