وخلال كلمته الافتتاحية، أمام المؤتمر الذي حضره وسيط الجمهورية، إبراهيم مراد، وعدد من الوزراء، وأصحاب مشاريع مبتكرة ومؤسسات ناشئة وممثلو مؤسسات عمومية ومالية وباحثون، قال السيد بن عبد الرحمن، أن ما تحقق فعلا في الميدان وما سيتحقق بإذن الله لهو نتيجة الرغبة بل الإرادة القوية في التغيير والاهتمام بالشركات الناشئة، كما تعد الإنجازات المحققة في هذا المجال، يضيف الوزير الأول، ترجمة وتجسيدا ميدانيا للالتزامات التي قطعها السيد رئيس الجمهورية على نفسه بالمضي قدما في هذا المسعى الرامي إلى بناء النموذج الاقتصادي الجديد وذكر في هذا السياق بالايمان العميق للرئيس تبون بالمؤسسات الناشئة والذكاء الاصطناعي، إذ أسس، ولأول مرة في تاريخ الجزائر، وزارة مخصصة لهذه المؤسسات ومدرسة عليا للذكاء الاصطناعي لخلق بيئة تساعد على الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد متنوع المداخيل والمساهمة في القضاء على روح الاتكال على النفط وتقلبات أسعاره في الأسواق الدولية. ومن هذا المنطلق، أولى رئيس الجمهورية، يتابع الوزير الأول، بالغ الأهمية للانتقال بالاقتصاد الجزائري من نظام كلاسيكي ريعي إلى نموذج يعتمد على قطاعات منتجة أخرى وعلى اقتصاد للمعرفة تكون فيه المؤسسات الناشئة القاطرة التي تقود هذا الانتقال وأكد أن كل ما تحقق لصالح المؤسسات الناشئة من شأنه أن يساهم في التعجيل بوتيرة الانتقال إلى الاقتصاد الرقمي ومضاعفة المنتجات والمعاملات الرقمية، وبالتالي يساعد على ظهور مؤسسات أكثر إبداعا وابتكارا تقترح أسهل الحلول وتتيح الفرص لأكبر عدد من المؤسسات الناشئة. وبالرغم من الظروف المالية والاقتصادية الصعبة، يضيف السيد بن عبد الرحمن، إلا أنه تم إنشاء صندوق وطني لدعم المؤسسات الناشئة إيمانا من رئيس الجمهورية بجعل المؤسسات الناشئة رافدا من روافد الاقتصاد الجديد. وكشف عن أن هذا الصندوق، الذي أعلن الرئيس تبون عن إنشائه في أكتوبر 2020 بمناسبة الطبعة الأولى لـ”ألجيريا ديسروبت”، برأسمال قدره 2،1 مليار دج، قدم، لحد الآن، تمويلات لفائدة 390 حامل مشروع مبتكر، مؤكدا على أن هذا الصندوق لم يبق حبرا على ورق بل تم تجسيده ميدانيا. ومن بين التدابير الأخرى المتخذة لدعم الشباب المبتكر وتشجيعه على إنشاء مؤسسات ناشئة، في إطار مخطط عمل الحكومة من أجل تطبيق برنامج السيد رئيس الجمهورية، ذكر الوزير الأول، بوضع الإطار التنظيمي للابتكار وتدعيمه وكذا وسائط الدفع الإلكتروني ومراجعة الإطار التشريعي للتجارة الإلكترونية، حيث يتم حاليا استكمال مراجعة القانون التجاري بما يجعله أكثر مرونة مع المؤسسات الناشئة وهو حاليا قيد الدراسة على مستوى البرلمان كما ذكر السيد عبد الرحمان بما تجسد في مجال تبسيط وتسهيل إجراءات إنشاء المؤسسات الناشئة وغيرها من نشاطات المستثمرين المبتدئين، حيث تم إصدار العديد من النصوص التنظيمية والتطبيقية مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد المؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة التي تحصلت على علامة label وتحفيزات ضريبية بلغت أكثر من 750 مؤسسة ناشئة خلال سنة ونصف الأخيرة ونحن نتطلع إلى مضاعفة هذا العدد. وتطمح الحكومة، خلال السنة الجارية، لمضاعفة عدد الحاضنات الذي يبلغ حاليا أكثر من 38 حاضنة تحصلت على علامة label والعديد منها قيد الدراسة خاصة بعد التقدم في وضع النظام البيئي الملائم والمشجع على إنشائها، لا سيما في الوسط الجامعي الذي يعد البيئة الأكثر ملائمة والذي يحصي، يضيف الوزير الأول، أزيد من 1.600 مخبر بحث و40.000 أستاذ جامعي باحث و2.200 باحثا دائما. –تسريع وتيرة الرقمنة الشاملة للمعاملات الإدارية– كما تعمل الحكومة، حسب السيد بن عبد الرحمن، على مواصلة العمل على تحسين مناخ الأعمال وتبسيط إجراءات الفعل الاستثماري من خلال تسريع وتيرة الرقمنة الشاملة للمعاملات الإدارية، خاصة تلك التي لها علاقة مباشرة بتحسين نوعية الخدمات العمومية المقدمة، بالإضافة إلى تعزيز خدمات التصديق والتوقيع الإلكتروني. وجدد إدراك الحكومة، بأن إنجاح التحول الرقمي مرهون بمدى القدرة على تقليص الهوة الرقمية، مؤكدا قدرة الشباب الجزائري على رفع هذا التحدي بالنظر إلى ما تزخر به البلاد من ثروة الأمة من ملايين الشباب والجامعيين الذين يفوق عددهم مليون و600 ألف طالب جامعي أغلبهم في اتصال مباشر مع التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة. كما شدد الوزير الأول، على عزم الدولة في جعل الجزائر نموذجا في دعم المؤسسات الناشئة تستلهم منه الدول تجاربها، مؤكدا أن لنا من المقومات ومن الإمكانيات ما يسمح لنا بأن نكون في مستوى هذا الرهان وكلنا أيضا ثقة في همة شبابنا وإرادتهم. وجدد في الأخير، استعداد الحكومة على تعبئة كل الطاقات الحية من شبابنا ومن فاعلين اقتصاديين واجتماعيين من أجل إنجاح هذا البرنامج الذي لن يتحقق، يضيف، إلا بتضافر جهود الجميع في سبيل نهضة وطننا المفدى بفضل توفير كل الإمكانيات والشروط التي تدعم هذا المسار الذي يوليه السيد رئيس الجمهورية بالغ الاهتمام استجابة لتطلعات شبابنا.
جمال.ع



















