اهتراء الطرقات، غياب الماء والغاز… كابوس يغير نمط معيشة سكان قرية “المرايل”

elmaouid

يعاني قاطنو قرية “المرايل” بتيجلابين شرق بومرداس من مشاكل عويصة حولت يومياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، بسبب غياب أدنى مظاهر التنمية دون أن تتمكن السلطات المعنية من تحسين أوضاعهم التي تزداد يوما بعد يوما تعقيدا، حيث أن العائلات القاطنة بهذه القرية ذات الكثافة السكانية الكبيرة أبدوا امتعاضهم جراء اهتراء شبكة الطرقات، غياب الغاز والماء، إلى جانب قدم قنوات الصرف الصحي وانعدام المرافق الرياضية والترفيهية.

“الموعد اليومي” تنقلت إلى القرية قصد نقل معاناة القاطنين الذين ولدى معرفتهم أننا صحفيون، تجمع العديد منهم خاصة فئة الشباب الذين بدت عليهم المعاناة من غياب فرص العمل والبطالة التي نخرت أجسادهم، إلى جانب غياب أدنى المرافق الرياضية والترفيهية، إلى جانب سردهم لنا معاناتهم مع غياب ضروريات الحياة.

 الطرقات في وضعية متدهورة.. والقاطنون يعانون شتاء وصيفا

يشتكي قاطنو قرية “المرايل” من اهتراء الطرقات المؤدية إليها، الأمر الذي أدى إلى شلل كبير في حركة المرور بسبب الاهتراء الكبير الذي تعرفه الطريق، فانعكست هاته الحالة سلبا على الحياة العامة، مخلفة مع مرور الوقت ردود أفعال غاضبة في أوساط المواطنين الذين أعربوا لنا في لقاء جمعنا بهم عن استيائهم من الوضعية الكارثية التي آلت إليها الطرقات سواء في فصل الشتاء أو الصيف.

وخلال حديثنا مع السكان في لقاء جمعنا بهم، أبدى هؤلاء تذمرهم واستياءهم الشديدين من هذا الوضع المأساوي الذي يتخبطون فيه، كما استغربوا من سياسة التهميش واللامبالاة المنتهجة في حق قريتهم، فهم يعانون من انعدام تهيئة الطرقات التي تعرف انتشارا كبيرا للحفر والمطبات، ما يصعب على أصحاب السيارات المرور إلى بيوتهم خلال هطول الأمطار، أما خلال فصل الصيف يصبح الغبار المادة الأساسية التي ترافق السكان في كل تنقلاتهم وفي كل زاوية من بيوتهم، هذه المسالك التي لم تشهد أي عملية تزفيت حسب السكان جعلت القرية في عزلة تامة عن القرى المجاورة لها، فوضعية الطرق المتدهورة خلفت مشاكل عديدة للعائلات المقيمة بها، حيث أصبح أصحاب السيارات يرفضون ركن سياراتهم تفاديا للطريق التي تحدث بمركباتهم أعطابا تكبدهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها، فرغم المراسلات العديدة للسلطات المحلية قصد إعادة تهيئتها، إلا أن هذه الأخيرة لم تحرك ساكنا وبقيت أوضاع القاطنين متواصلة مع تدهور شبكة الطرقات، آملين أن تبرمج السلطات قبل حلول فصل الشتاء مشروع صيانتها.

 جري يومي وراء قارورات البوتان في غياب شبكة الغاز

ثم يواصل القاطنون سرد معاناتهم مع مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها وهي غياب شبكة الغاز الطبيعي، أين أعرب القاطنون عن استيائهم الشديد بسبب انعدام هذه الطاقة الحيوية الضرورية في الحياة، مبدين استغرابهم من إقصاء السلطات لمشروع ربطهم بهذه الشبكة، بالمقابل استفادت قرى مجاورة لهم من المشروع.

حيث أكد القاطنون أن معاناتهم فاقت قدرتهم اليومية، خاصة خلال فصل الشتاء أين تشتد البرودة، حيث يضطر هؤلاء إلى الجري اليومي وراء قارورات غاز البوتان بتنقلهم حتى إلى البلديات المجاورة من أجل جلبها، كما أن أسعارها، يضيف هؤلاء، تخضع للمضاربة من طرف التجار الجشعين الذين يغتنمون فرصة الحاجة الماسة لهذه المادة الحيوية الضرورية للرفع من سعرها، أين يصل سعر القارورة الواحدة في فصل الشتاء إلى 500 دج، الأمر الذي أثقل كاهل العائلات خاصة ذوي الدخل المتوسط الذين يدفعون فاتورة غالية باعتبار أن سعرها لا يتناسب مع القدرة الشرائية، ما يضطرهم إلى إتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب من الغابات المجاورة لقريتهم لاستعماله للطبخ والتدفئة في الأيام الباردة.

الماء يغيب أكثر مما يحضر… وفي فصل الصيف جفاف تام

يناشد سكان القرية السلطات المحلية التدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنين طوال، في ظل معاناتهم مع مشكلة نقص التزود بالماء الشروب.

حيث تشهد القرية نقصا فادحا في التزود بالماء الشروب خاصة في فصل الحر، أين يكثر استعمال هذه المادة الحيوية، الأمر الذي خلّف استياء كبيرا لدى سكانها.

وفي هذا الصدد، صرح أحد القاطنين أن انقطاع الماء غالبا ما يستمر إلى أسابيع، الأمر الذي جعل جلب الماء الشروب أو شراء قارورات المياه المعدنية ضروريا ولا بديل عنه رغم تكلفته، مضيفا أن هذا الواقع المزري أصبح لا يطاق وأرهق السكان الذين يعيشون حياة أقل ما يقال عنها بدائية في ظل انعدام الماء الشروب بصفة كلية خاصة في فصل الصيف، أين تجف الحنفيات، الأمر الذي يؤدي بالقاطنين بمن فيهم الأطفال جلبها من المناطق المجاورة مشيا على الأقدام إلا أنها لا تكفي لتلبية حاجياتهم اليومية، في حين يلجأ البعض الآخر منهم لشراء صهاريج مائية بأثمان تصل إلى 600 دينار للصهريج الواحد، ما كبد العائلات ذات الدخل المحدود مصاريف أثقلت جيوبهم .. 

و… انعدام قنوات الصرف الصحي يزيد الوضع سوءً

كما أكد القاطنون أن مشاكلهم لم تنته عند هذا الحد لتتفاقم عند انعدام شبكة صرف المياه القذرة التي تعتبر من أبرز وأهم المشاكل التي يعانون منها بالنظر إلى أهميتها في التخلص من المياه الملوثة، الأمر الذي أدى بهم إلى إنجاز مطامر واستعمال طرق بدائية عن طريق البالوعات التقليدية للتخلص من هذه الأخيرة التي بدورها تسببت في تسرب هذه المياه القذرة في مختلف أرجاء القرية والطرقات، ما يؤدي الى انتشار الروائح الكريهة، وبالتالي استفحال الحشرات وتعرض القاطنين لأمراض خطيرة.

 شباب تائه في غياب المرافق الرياضية…والبطالة نخرت أجسادهم

الشباب من جهتهم كان لهم نصيب من المعاناة بقرية “المرايل” في تيجلابين شرق بومرداس، حيث يشتكون من الغياب شبه الكلي والتام لمختلف الهياكل الحيوية والضرورية على غرار الترفيهية والرياضية وغيرها من النقائص التي تجعل معاناتهم مستمرة ومتواصلة لحد كتابة هذه الأسطر..

هذا، وقد طرح شباب المنطقة نقص الهياكل الترفيهية والثقافية والرياضية على غرار دار للشباب، ملاعب كرة القدم وغيرها من فضاءات اللعب، فهذا النقص يحرم هؤلاء الشباب من قضاء أوقات فراغهم ومن استثمار مواهبهم الإبداعية لاسيما في ظل تفاقم حدة البطالة التي وصفوها بالشبح الأسود الذي يلازمهم ونخر أجسادهم، فالبعض منهم يضطر للانتقال إلى مقر البلدية للالتحاق بدار الشباب وآخرون يذهبون إلى المناطق المجاورة لقضاء أوقات فراغهم.

المواطنون يستنجدون بالسلطات الولائية

تعد قرية “المرايل” من القرى الأكثر كثافة سكانية ببلدية تيجلابين، غير أن سكانها يعيشون حياة بدائية في ظل انعدام أدنى ضروريات الحياة، فهي تفتقر للمياه الصالحة للشرب، الغاز الطبيعي، تنعدم فيها قنوات الصرف الصحي والمرافق الشبانية ناهيك عن غياب فرص العمل والبطالة التي نخرت أجساد الشباب، ورغم ذلك فقاطنوها لا يطالبون سوى بالحد الأدنى من الإمكانيات، كتوفير الماء الشروب الذي أرهقهم، الغاز الطبيعي الذي يعد حلما بالنسبة إلى هؤلاء، وتوفير مرافق رياضية للحد من المخاطر التي تحاصر شباب المنطقة، آملين أن تجد مطالبهم آذانا صاغية، التي بإمكانها إنعاش وتفعيل التنمية.

من جهتنا، وفور معرفتنا لجملة المشاكل التي يتخبط فيها قاطنو القرية، توجهنا إلى رئيس بلدية تيجلابين أين استقبلنا وأكد لنا في هذا السياق أنه سيتم في القريب العاجل بعث عجلة التنمية في العديد من قرى البلدية وأن قرية “المرايل” أخذت حصة الأسد باعتبارها تتميز بكثافة سكانية كبيرة، أين ستنطلق الأشغال قريبا في تزويدها بشبكة الغاز الطبيعي وإنهاء معاناتهم من غياب الماء، إلى جانب إطلاق مشروع صيانة طرقات القرية والطرقات التي تربطها بالقرى المجاورة لها.