دعا باحثون من مختلف جامعات الوطن على (ضرورة توحيد جهود الباحثين من أجل البحث عن وسائل منهجية جديدة ومقاربات بديلة تتماشى مع مميزات المجتمعات الافتراضية، سيما في ظل التسارع المستمر في هذه التجمعات بسبب التطور الهائل في تكنولوجيات الإعلام والاتصال).
وشكل موضوع (الفضاءات الرقمية: الإشكاليات البحثية وتكييف المقاربات)، محور ملتقى وطني نظمته كلية علوم الإعلام والاتصال ويهدف هذا اللقاء، الذي نظم عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، إلى دراسة البيئة الاتصالية الافتراضية، وسبل إيجاد بدائل منهجية لتجاوز الإشكاليات المطروحة في هذا المجال. وفي هذا الشأن، ناقش المشاركون مميزات البيئة الاتصالية الافتراضية، لا سيما المجتمع الافتراضي الذي يحمل العديد من السمات التي تختلف عن المجتمع الواقعي، وهو ما يشكل -حسبهم- (محور الصعوبات المنهجية التي تعيق الباحثين). ودرس المتدخلون على تحديد مميزات المجتمعات الافتراضية، التي بدأت تظهر في أواخر الستينات من القرن الماضي لدواعي علمية، ومع التطور السريع لتكنولوجيا الاتصال، أضحت هذه المجتمعات (بيئة جديدة تحتاج إلى الدراسة والتمعن والاستكشاف والوصف والتحليل، وذلك من خلال تكييف مقاربات متعددة والاعتماد على بدائل منهجية)، حسب ما أوضحته، حياة قزادري، رئيسة فرقة البحث التكويني الجامعي (ناتنوغرافيا الوسائط الجديدة). واعتبرت قزادري، أن المقاربات المنهجية والوسائل البحثية التي تستعمل في دراسة البيئة الاتصالية الواقعية، أصبحت (غير ملائمة لدراسة البيئة الاتصالية الافتراضية)، وهو ما يستدعي -حسبها- (البحث عن بدائل بحثية جديدة). واستشهدت في هذا الصدد، بـ(صعوبة استخدام أداة الاستمارة للبحث سيما في ظل تنوع المجتمع الافتراضي من جهة، وصعوبة التأكد من هوية أفراده من جهة أخرى). وفي هذا الصدد، أوضحت الأستاذة، فاطمة الزهراء بوضياف، من جامعة مليانة، أن (تشتت المجتمع الافتراضي وغياب سلطة تتحكم في العملية الاتصالية، تعد من أبرز سمات هذه المجتمعات، حيث لا يمكن للباحث أن يضبط أفراد هذا المجتمع، وهو ما يشكل صعوبة منهجية في دراسته، إلى جانب انتهاج مبدأ الاختيارية في التعامل ضمن هذا المجتمع الذي يتميز باللامركزية في التواصل). بدورها، قدمت الباحثة، أسماء سعودي، من الأكاديمية العسكرية بشرشال، أبرز الإشكاليات الابستمولوجية والنظرية والمنهجية التي تواجه الباحثين عند دراستهم للمجتمعات الافتراضية، سيما ما تعلق بـ(طبيعة الفاعلين ضمن هذه المجتمعات وكذا صعوبة تحديد مميزاته، إلى جانب خصائص المتلقي الذي لا يمكن تمييزه وبتالي يصعب دراسته).
سامي سعد









