الجزائر -عرفت امتحانات البكالوريا، في اليوم ما قبل الأخير، أجواء مستقرة ومرت بدون مشاكل أو فضائح، على عكس ما عرفته هذه الامتحانات في السنوات الماضية، نتيجة التحكم بشدة في الوضع وسرعة الوصول إلى المشوشين على هذا الامتحان الهام والمتورطين في محاولات تسريب المواضيع على صفحات الشبكات التواصل الاجتماعي، في ظل دخول العقوبات الجديدة حيز التطبيق والتي أدت إلى حبس العديد من المعتدين على مصداقية هذا الامتحان الهام.
وأنهى الأربعاء تلاميذ شعبة الآداب والفلسلفة امتحاناتهم، مع مادتي التاريخ والجغرافيا والأمازيغية، وينتظر أن تنتهي اليوم امتحانات شهادة البكالوريا بالنسبة لشعب الآداب واللغات والعلوم والرياضيات والتقني رياضي وفق الرزنامة التي حددها الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، حيث سيمتحنون في اللغات الأجنبية بالنسبة للأدبيين، الفيزياء بالنسبة للعلميين والاقتصاد والمناجمنت لتلاميذ التسيير والاقتصاد، إضافة إلى الفلسفة.
“الكنابست” يشيد بالتنظيم المحكم والالتزام بإجراءات البرتوكول الوقائي الصحي
قال المكلف بالإعلام في المجلس الوطني لمستخدمي التدريس لقطاع ثلاثي الأطوار التربوية، مسعود بوديبة، إن التقارير التي وردت من ممثلي النقابة في الولايات تؤكد أن امتحانات باكالوريا 2020 مرت في ظروف عادية ومقبول سواء التنظيم أو الالتزام بإجراءات البروتوكول الوقائي.
وبخصوص تأثيرات وباء كورونا على ظروف إجراء امتحان البكالوريا، ذكر المكلف بالإعلام في نقابة كنابست أن المؤطرين نجحوا، من خلال حملات التوعية، في تجسيد نظام التباعد على مراكز الامتحان، رغم صعوبة تطبيقه في ظل العدد الكبير للممتحنين”.
وفي سؤال حول تزايد عدد الإقصاءات للتلاميذ بسبب التأخرات، رد بوديبة بأن “الـتأخر بعد النصف ساعة الأولى يفرض على رئيس المركز تطبيق تعليمة عدم السماح بالدخول وإغلاق الأبواب بعد تقديم مواضيع الامتحانات”.
من جهته، صرح كمال نواري، الناشط التربوي، بأن الامتحانات جرت في ظروف جيدة، حيث، بصفة عامة، كانت المواضيع في متناول التلميذ المتوسط، مؤكدا على أن “الباك” مر بدون فضائح وبدون تسريبات، حيث تراجعت بشكل كبير بعد تطبيق قانون العقوبات الذي أتى بثماره بعد أن قضى على التسريبات والنشر والغش وخروج الأسئلة في المركز.
كما أكد نواري أن الملاحظ خلال هذا الامتحان، في ظل تفشي وباء الكورونا، أن عدد الاصابات في وسط الممتحنين قليلة جدا، ما عدا الحالات المعدودة، مؤكدا أن البرتوكول الصحي نجح ويعود الفضل لرؤساء المراكز في إنجاح هذا البرتوكول وتطبيقه.
أما بخصوص غيابات الأساتذة الحراس، فقال “لم نشاهد قاعات من دون الحراس، خوفا من الخصوم والعقوبات، ناهيك أن الوصاية قلصت عدد الحراس في الأقسام مع رفع عدد الأساتذة الاحتياطيين لتفادي أي نقص، ما عدا حالات الأساتذة الذين يسكنون خارج الولايات، الذين وجدوا صعوبة في التنقل، إلا أنه عموما مشكلة الغيابات لم تطرح في اليوم الاول ولا في اليوم الأخير”.
يأتي هذا في الوقت الذي وجهت وزارة التربية مراسلة إلى مديريات التربية حول الإجراءات التنظيمية، المتعلقة بامتحاني شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا دورة 2020، حيث نظرا لغياب الأساتذة عن مهمة حراسة امتحان شهادة التعليم المتوسط دورة 2020 بما فيه امتحانات الباك، أمرت الوزارة مديريات التربية عبر مدراء المؤسسات التعليمية بتوجيه استفسارات للمعنيين، وخصم أيام الامتحان بما فيها الاجتماع التحضيري.
كما أمرت بخصم 20 نقطة من مردودية شهر سبتمبر 2020، وموافاة مدراء التربية بنسخة من رد المعني وكشف الخصم قبل 25 سبتمبر 2020، و سحب العقوبات التأديبية وتبليغها للمعنيين، وتبليغ المعنيين بأثر العقوبة في تنقيط عمليات الترقية والحركة التنقلية. وحصر قائمة الأساتذة القاطنين خارج الولاية الذين تعذر عليهم الالتحاق بسبب عدم توفر النقل، وهم في اتصال دائم مع مدير المؤسسة، وموافاة مديريات التربية بها لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأمرت وزارة التربية مديريات التربية أن تتابع الأمر شخصيا من قبل مدير التربية بكل جزئياتها وسيتعرض المخالفون لإجراءات صارمة نظرا لمساس مثل هذه الممارسات بمصداقية الامتحانات.










