الجزائر- أكد الخبراء الذين حللوا في فرنسا عينات من جماجم سبعة رهبان فرنسيين الذين اغتيلوا بأعالي ولاية المديّة بالجزائر سنة 1996، أن عملية القتل تمت قبل فترة طويلة من إعلان تبني العملية.
وبحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، الخميس، فإن التقرير الذي تم تسليمه في 23 فيفري إلى قضاة مكافحة الإرهاب، يؤكد فيه الخبراء فرضيات عدة تم التقدم بها في 2015 بينها أن قطع رؤوس الرهبان تم بعد الوفاة وأن هذه الأخيرة حصلت قبل فترة طويلة عن إعلانها في بيان للجماعة الإسلامية المسلحة في 23 ماي 1996، إلا أن الخبراء لم يعثروا على أي عنصر “جديد” حول “السبب المباشر” للوفاة.
وتناولت الصحف الفرنسية الصادرة، الخميس، منها صحيفة “لوباريزيان”، الخبر ونشرت أن “تحليل أجزاء العظام المأخوذة من الجماجم السبع عن طريق الأشعة المدققة (ميكرو سكانير) لم يظهر أي عناصر جديدة، وهذا ما يقصي فرضية الاغتيال عن طريق الرصاص ومن ثمة يضعف فرضية أن يكون الجيش الجزائري قد قتل الرهبان خطأ أثناء هجوم على الإرهابيين الذي كانوا يحتجزون الرهبان السبعة”.
وكشفت النتائج بعد أكثر من 20 سنة من الحادثة عن إمكانية وفاة الرهبان قبل شهر من تاريخ الإعلان الرسمي لوفاتهم.
من جهتها كتبت صحيفة “فرانس آنفو”، بأن “النتائج الأخيرة للخبرة العلمية تؤكد أن الرهبان السبعة قتلوا شهرا قبل الإعلان الرسمي عن وفاتهم وأن رؤوسهم قطعت بعد مقتلهم”.
وخلص خبراء التشريح إلى أن جماجم الرهبان التي عثر عليها تكون قد دفنت قبل اكتشافها. ولم يتوصل الخبراء لتحديد تاريخ الوفاة بالضبط، معتبرين تاريخ 25 أو 27 أفريل “تاريخا محتملا بالنظر إلى درجة التعفن التي بلغتها حالة الجماجم عند العثور عليها”.
كما لم تعثر الخبرة على آثار تعرض الحيوانات الوحشية للجماجم، ما يعني أنها لم تبق مكشوفة في الهواء الطلق في الفترة الفاصلة بين تاريخ الوفاة وتاريخ العثور عليها (30 ماي 1996).
وتوصل الخبراء إلى أن “كل الآثار الموجودة على الفقرات الأمامية للعنق تفيد بأن الضحايا تعرضوا للذبح” وأن “كل التشوهات الملاحظة على الجماجم تفيد بأنه تم فصلها عن الجثث بعد الوفاة”.