رفت دائرة رأس الوادي الواقعة جنوب شرق ولاية برج بوعريريج، التي تبعد عن مقر الولاية بحوالي 38 كلم ويحدها شمالا دائرة بئر قاصد علي، وجنوبا ولاية سطيف، وغربا دائرة برج الغدير، وشرقا دائرة عين تاغروت وولاية سطيف، وتعلو على سطح البحر بـ 920 متر وتتربع على مساحة 332.77 كلم مربع وتشمل ثلاث بلديات وهي رأس الوادي وعين تسرة وأولاد ابراهم بمجموع سكان يقدر بـ 89000 نسمة.
العديد من البرامج التنموية المهمة وفي جميع المجالات، ساهمت في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين من خلال توفير متطلبات الحياة الأساسية، حيث استفادت في قطاع السكن منذ سنة 2008 إلى غاية اليوم من 2640 وحدة ضمن صيغة السكن، و905 سكن ترقوي مدعم، بالإضافة إلى 800 سكن قيد الانجاز بصيغة عدل وكذلك 2080 استفادة من إعانة السكن الريفي. وفي مجال الطاقة حققت بلديات الدائرة نسبة معتبرة في التغطية بالكهرباء والغاز الطبيعي، وبلغت حدود 98 بالمائة وهو العامل الذي انعكس ايجابيا في تحسين الإطار المعيشي والتنموي للمواطن سيما عبر المناطق الريفية، كما عرف قطاع الري تدعيما ملحوظا بمياه الشرب وذلك بتسخير المياه الجوفية عبر التنقيب وانجاز الخزانات، حيث بلغ عدد الأنقاب المنجزة 14 نقبا بمتوسط سرعة تدفق 108 ل/ثا وحجم مياه يومي 8582 م مكعب، بالإضافة إلى 32 خزانا مائيا، لكن وبالرغم من الانجازات المبذولة من طرف الدولة قصد توفير هذه المادة الحيوية المهمة للسكان والقضاء على نقص التزود بها، إلا أن بلديات الدائرة ما زالت تعاني من نقص في التموين بالمياه وهذا راجع للجفاف بالأخص خلال فصل الصيف، حيث تسعى السلطات قصد إيجاد الحل المناسب لهذه الوضعية إلى الاستعانة بمخزون سد عين زادة لتغطية النقص الحاصل، أما بخصوص قطاع الاستثمارات الذي أولت السلطات العليا بالبلاد له أهمية بالغة خاصة الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، ما حتّم على السلطات الوصية البحث عن مصادر دخل أخرى، فقد تم استحداث مناطق صناعية وخلق مناطق نشاط جديدة تساهم في الدفع بعجلة التنمية، حيث استفادت دائرة رأس الوادي في هذا الخصوص من منطقة صناعية بالرمايل تتربع على مساحة 134 هكتار، كما تم انشاء 31 مشروعا استثماريا صناعيا بها في مجال الصناعات الغذائية، منها 8 مشاريع انطلقت بها الأشغال. وتتوفر دائرة رأس الوادي في قطاع التربية والتكوين المهني على 66 مؤسسة تربوية موزعة على 46 ابتدائية، و 14 متوسطة، و 6 ثانويات، بالإضافة إلى معهدين متخصصين في التكوين المهني وقد اختزلت هذه المؤسسات المسافة التي كان يقطعها التلاميذ وصولا إلى المؤسسات التربوية.
أما بخصوص مساعي وزارة الداخلية والجماعات المحلية المتعلقة بتقريب الإدارة من المواطن وتحسين المرفق العام، فقد اتجهت المصالح المعنية بالدائرة إلى توفير المرافق والوسائل، ما مكن من زيادة كفاءة عمل المصالح الإدارية، وساهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
أما بخصوص المجال الفلاحي وتربية الحيوانات، فتنفرد دائرة رأس الوادي بالريادة ولائيا وهي التي تتربع على مساحة مزروعة تقدر بـ 12805 هكتار بطاقة إنتاج تصل إلى حدود 150 ألف قنطار من الحبوب، كما تتوفر على 5320 بقرة حلوب منتجة لـ 27 مليون لتر من الحليب الطازج سنويا. وفي مجال الصحة تتوفر الدائرة على مؤسسة عمومية استشفائية بطاقة 120 سرير، وثلاث عيادات متعددة الخدمات وعديد المرافق الصحية الجوارية المنتشرة عبر تراب الدائرة. كما تحتضن الدائرة العديد من المرافق الرياضية والشبانية المهمة التي تعد الملاذ الوحيد لشباب المنطقة، كما توفر للعديد منهم مناصب عمل كملعب جواري، مسبح نصف أولمبي وآخر جواري وكذا ملعب بطاقة 3400 مقعد وملعب بلدي وثلاث قاعات متعددة النشاطات.