في سهرة رفع الستار على فعاليات الدورة الـ 18 للمسرح المحترف

بداية عهد جديد للفن الرابع الجزائري

بداية عهد جديد للفن الرابع الجزائري

رُفع الستار، مساء الاثنين، بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي بالعاصمة، على فعاليات الدورة الثامنة عشرة لمهرجان المسرح المحترف، الذي تم في افتتاحه الاعلان من طرف مليكة بن دودة وزيرة الثقافة والفنون عن وجود مشروع لإصلاح جذري لقطاع المسرح.

وأوضحت الوزيرة، في كلمتها الافتتاحية، أن قطاع المسرح يمر بمرحلة صعبة تتطلب تدخلا فعليا وجادا، مؤكدة عزمها على العمل، بالتنسيق مع الفاعلين في المجال، من أجل النهوض به وإعادة بعث دوره الفني والثقافي، مشددة على أن الإصلاح المنشود ينبغي أن يكون عميقا ويترجم إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع. ودعت بن دودة الفنانين والمهنيين إلى الانخراط الفعلي في مسار الإصلاح المرتقب، والمساهمة بأفكارهم وتجاربهم في إنجاح المشروع الجاري تحضيره، بما يسمح بالارتقاء بالمسرح الجزائري وتثبيت مكانته ضمن المشهد الثقافي الوطني. وأشارت في السياق ذاته إلى شعورها بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه هذا الفن، مؤكدة أن المسرح، رغم ما عرفه من محطات إشعاع، يعاني اليوم من اختلالات تتطلب تضافر الجهود لإيجاد حلول عملية تضمن استعادة حيويته ونشاطه الإبداعي. واستحضرت وزيرة الثقافة والفنون، في كلمتها، رمزية المكان الذي احتضن مراسم الافتتاح، مبرزة ما يمثله المسرح الوطني من قيمة تاريخية في الذاكرة الثقافية الجزائرية، باعتباره فضاء ارتبط بأسماء بارزة في تاريخ المسرح الجزائري، على غرار مصطفى كاتب، محمد بودية، عبد القادر علولة، سيد أحمد بن عيسى، صونيا، محمد بن قطاف، الشهيد عز الدين مجوبي، وشريف زياني عياد، إلى جانب أصوات الجيل الجديد من المسرحيين. كما توقفت الوزيرة عند تسمية الدورة الثامنة عشرة لمهرجان المسرح المحترف باسم عبد الله حملاوي، معتبرة أن هذا الاختيار يندرج ضمن الاعتراف بمسار أحد أعمدة مسرح الهواة في الجزائر، وتكريم جيل أسهم في الحفاظ على استمرارية الممارسة المسرحية في فترات صعبة، مؤكدة أن هذا التوجه يعكس حرص القطاع على وصل الأجيال وعدم القطيعة مع الذاكرة المسرحية. في هذا الشأن، وعند تقديم درع التكريم للفنان المسرحي عبد الله حملاوي (84 سنة)، عبر عن سعادته بهذا التكريم بعد أكثر من ستة عقود من العمل المسرحي، وشاطر تشخيص الوزيرة أن المسرح مريض، لكنه أضاف أن له رجال سيقومون بالواجب من أجل نهضته. من جهته، أكد محافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، محمد يحياوي، أن الدورة الثامنة عشرة من التظاهرة تراهن على إعادة الاعتبار لدور المسرح كفضاء إنساني جامع، قادر على تقليص المسافات بين الناس في زمن تتسع فيه الفجوات، مشيرا إلى أن شعار الدورة “حين يهتف المسرح تختزل المسافات” يعكس رؤية فنية وثقافية تعتبر الخشبة مجالا للحوار والتقارب والإنصات. وأوضح يحياوي أن هذه الدورة تحمل بعدا وفائيا من خلال تكريم الفنان عبد الله حملاوي، الذي وصفه بأحد الأسماء التي صنعت ذاكرة المسرح الجزائري بهدوء وصدق، مؤكدا أن الاحتفاء به هو اعتراف بجيل كامل جعل من المسرح رسالة إنسانية تتجاوز العرض إلى الأثر المستدام. كما شدد على أن دعم الاحترافية المسرحية يظل خيارا أساسيا لمواجهة التحديات التي يعرفها الفعل الثقافي، وضمان استمرارية المسرح ودوره كمرآة للواقع وجسر نحو الطموحات المستقبلية.

وجرى عرض فني عنوانه “ورثة” للمخرجة تونس آيت علي، هي ثمرة ورشة انطلقت في الدورة السابقة للمهرجان، قدمت فيه بعضا من أهم العروض المسرحية الجزائرية، بما في ذلك أعمالا للرجل المسرحي المُكرم عبد الله حملاوي.

ب\ص