عبر سكان التجمع السكاني “ذراع سليمان” التابع إقليميا لقرية بوعروس ببلدية الحمادية في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، عن استيائهم وتذمرهم الشديدين من سياسة التهميش والإهمال المنتهجة في حقهم من طرف السلطات المحلية المتعاقبة على بلدية الحمادية طيلة السنوات الفارطة وإلى غاية اليوم. وقد أكد هؤلاء أن تجمعهم السكني لا يعرفه المسؤولون إلا وقت الحملات الانتخابية طمعا في أصواتهم، وذلك من خلال قطع الوعود التي بقيت وستظل مجرد كلام لن يجد طريقه إلى التحقيق على أرض الواقع ولا حتى في أحلامهم، وهو ما يعكسه الوضع المعيشي الكارثي الذي يميز هذا التجمع السكني في ظل غياب المشاريع التنموية، وذلك بالرغم من طرق جميع الأبواب وانتهاج جل السبل، بغية إيصال انشغالاتهم إلى السلطات الوصية التي بقيت مهمتها إطلاق الوعود الكاذبة التي لم تجد طريقها إلى أرض الواقع، معلنة بذلك تواصل معاناة سكان هذا التجمع السكني الذين تتعالى أهاتهم وتزداد يوما بعد يوم.
سكان التجمع السكني عبروا عن معاناتهم المتواصلة مع الطريق الرئيسي الذي يربط التجمع السكني بالعالم الخارجي، بالنظر للحالة الكارثية التي آل إليها في ظل غياب عمليات التهيئة، مؤكدين أنه ما يزال إلى غاية كتابة هذه الأسطر مسلك ترابي يتحول بمجرد سقوط زخات من الأمطار إلى سيول جارية ومستنقعات من الأوحال يصعب الخوض فيها، الأمر الذي انعكس سلبا عليهم وعلى مركباتهم التي تتعرض لأعطاب كثيرة، في حين أصبح أصحاب سيارات “الفرود” وشاحنات نقل البضائع يتحاشون الخوض في هذا الطريق إلا بشرط مضاعفة السعر مما زاد من معاناة السكان. كما اشتكى السكان من مشكل ثانٍ لا يقل أهمية عن المشكل الأول والمتمثل في نقص شدة التيار الكهربائي الذي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى تعطيل الأجهزة الكهربائية وإتلافها، بالنظر إلى النقص المسجل في شدة التيار كون المصالح المختصة عندما باشرت عملية ربط هذا التجمع بالتيار الكهربائي سنة 1983 قامت بتوصيل سكناتهم بخيطين كهربائيين فقط لا يلبيان متطلباتهم. مشاكل سكان التجمع السكني “ذراع سليمان” لم تتوقف عند هذا الحد، حيث دقوا ناقوس الخطر خوفا من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم وأوساط فلذات أكبادهم، بالنظر لانتشار القمامة والأوساخ بمقر سكنهم، خاصة وأنهم ما زالوا إلى غاية اليوم يعتمدون على الطرق التقليدية في التخلص من فضلاتهم المنزلية والبيولوجية وما ينجر عن هذه الطريقة من روائح كريهة جعلت تجمعهم السكني مناخا خصبا لتكاثر الحشرات الضارة ومرتعا للكلاب المفترسة والحيوانات المتوحشة التي تعد الناقل رقم واحد للأمراض والأوبئة.
سكان التجمع السكني “ذراع سليمان” ناشدوا السلطات الوصية من خلال نداء الاستغاثة هذا وفي مقدمتها والي الولاية، ضرورة الالتفاتة العاجلة إليهم، أملا في انتشالهم من بحر المعاناة الذي أغرقوا فيه عنوة ودون رجعة، بالنظر للتوقف التام للمشاريع التنموية، بالرغم من اتصالاتهم العديدة والمتكررة التي لم يجنوا منها سوى تواصل معاناتهم التي تزداد من يوم لآخر كون المصالح المختصة أخذت دور المتفرج.
جندي توفيق