برج بوعريريج.. حياة بدائية يعيشها سكان قرية أم الديسة ببلدية الرابطة أمام أعين المسؤولين

elmaouid

يشتكي سكان قرية أم الديسة التابعة إقليميا لبلدية الرابطة في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، والتي تبعد عن مقر عاصمة البيبان بحوالي 30 كلم، من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها والتي يقابلها

غياب التفاتة السلطات المحلية المعنية بالرغم من الاتصالات العديدة والمتكررة بحسب السكان والتي لم يجنوا منها على حد تعبيرهم غير الوعود التي بقيت مجرد حبر على ورق والحلم الصعب، حيث لا يزال سكان هذه القرية النائية يعيشون إلى حد كتابة هذه الأسطر حياة بدائية بأتم ما تحمله الكلمة من معان، حيث ناشدوا من خلال نداء الاستغاثة هذا السلطات الولائية المعنية وفي مقدمتها والي ولاية برج بوعريريج “بكوش بن عمر” ضرورة الوقوف الشخصي على معاناتهم والعمل على انتشالهم من المعاناة الكبيرة التي تميز يومياتهم الصعبة، خاصة وأن القرية معزولة وتقع بأحد أعالي جبال الولاية.

السكان طالبوا السلطات الوصية، ولائية ومحلية بضرورة الالتفاتة العاجلة والدفع بعجلة التنمية المحلية بالقرية ورفع الغبن عنهم والحد من آهاتهم التي تزداد وتتعالى يوما بعد يوم، حيث طالب أرباب حوالي 20 منزلا السلطات بضرورة استكمال مشروع الغاز الطبيعي الذي استفادت منه القرية في الوقت الذي تم تهميش منازلهم ليبقوا في صراع كبير مع قارورات غاز البوتان التي أرقت كواهلهم وأفرغت جيوبهم الفارغة وبالأخص خلال فصل الشتاء، أين يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية والذي يقابله نقص وتذبذب في التزود بها، أين يجد السكان أنفسهم مضطرين إلى الخوض في رحلات شتوية إجبارية باستعمال الأحمرة قاطعين وراءهم عشرات الكيلومترات من أجل الفوز بقارورة غاز بوتان تقيهم برد الشتاء القارس وتوفر لهم ولأبنائهم لقمة عيش ساخنة، وذلك كون القرية تعرف تساقطا كثيفا للثلوج مما يؤدي إلى قطع الطريق، و طالب أرباب حوالي 100 مسكن في ذات السياق السلطات بضرورة ربط منازلهم بالكهرباء الريفية والقضاء على معاناتهم مع الربط العشوائي من عند الجيران، وما يشكله من خطر على حياتهم بالأخص خلال التقلبات الجوية، كما عبر السكان عن الحالة الكارثية التي تعرفها الطرق الداخلية للقرية والاهتراء الكبير الذي لحق بها والتي تتحول بمجرد سقوط زخات من المطر إلى مستنقعات من الأوحال ووديان جارية يصعب الخوض فيها، الأمر الذي أثر سلبا على عملية التواصل فيما بينهم وعلى مركباتهم التي تتعرض لأعطاب كثيرة، حيث طالبوا السلطات بضرورة تسجيل مشروع تهيئة لهذه الطرق والقضاء على معاناة التنقل فيما بينهم، كما اشتكى السكان من مشكل غياب قنوات الصرف الصحي بكامل القرية، الأمر الذي جعل منها تغرق في القمامة والأوساخ والروائح الكريهة والنتنة التي سمحت بتوفر المناخ الخصب لتكاثر الحشرات الضارة خلال فصل الصيف، كما جعلت المنطقة مرتعا للكلاب المشردة والحيوانات المفترسة، حيث دق السكان ناقوس الخطر خوفا من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساطهم وفي أوساط فلذات أكبادهم، مطالبين بضرورة التدخل العاجل من طرف السلطات المعنية من أجل تسجيل مشروع ربط القرية بقنوات الصرف الصحي لدحر مخاوفهم والقضاء على الأوساخ.

مشاكل سكان القرية النائية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أكدوا بأنها تتحول خلال الفترة الليلية إلى مقبرة للأحياء بالنظر لقلة مصابيح الإنارة العمومية والتي أغلبها قام بشرائها المواطنون، حيث طالبوا السلطات بضرورة العمل على إصلاح المصابيح المعطلة وتعميم الإنارة على كامل أرجاء القرية للقضاء على الظلام، وكذا دحر مخاوف السكان من انتشار عصابات اللصوص المختصة في السطو على قطعان المواشي والتي انتشرت في الآونة الأخيرة كثيرا، كما اشتكى السكان من مشكل آخر أكثر أهمية من المشاكل المذكورة آنفا وهو مشكلة السكن التي يعاني منها جل السكان، وذلك بالنظر لدخلهم الضعيف وكذا حصة البناء الريفي القليلة التي يتم منحها للقرية، والتي يتم بحسب السكان توزيعها بطرق ملتوية، حيث ناشدوا السلطات الوصية ضرورة الرفع من حصص البناء الريفي بالقرية والسهر على توزيعه بالعدل وعلى مستحقيه حسب الشروط. شباب القرية من جهتهم عبروا عن استيائهم وامتعاضهم الشديدين من غياب المرافق الرياضية والشبابية والثقافية، التي تعد متنفسا لهم أثناء أوقات فراغهم والحائل بينهم وبين الخوض في الآفات لاجتماعية، كما توفر لهم مناصب شغل وتقلص من نسبة البطالة بالقرية، حيث ناشدوا السلطات الوصية وفي مقدمتها مديرية الشباب والرياضة ضرورة الالتفات إليهم وتسجيل مشاريع في هذا الصدد ورفع الغبن عنهم.