يشتكي سكان قرية عين النوق التابعة إقليميا لبلدية بن داود في الجهة الغربية لولاية برج بوعريريج، التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 12 كلم، من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يطبعها النقص والحرمان، ولعل الأمر الذي زاد الأمر سوءا هو غياب الالتفاتة من طرف السلطات المحلية، جراء سياسة التهميش والإقصاء المسلطة على منطقتهم والتي يجسدها بحسب السكان عدم استفادة القرية من المشاريع المرصودة لمناطق “الظل” التي توليها الدولة اهتماما كبيرا، وذلك بالرغم من استفادة بلدية بن داود كغيرها من بلديات الولاية من مبلغ 20 مليار في إطار صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية Fccl، بالإضافة إلى الميزانية البلدية لسنتي 2020 و2021.
أول مشكل عبر عنه السكان هو مشكل نقص وتذبذب التزود بالمياه الصالحة للشرب بالرغم من توفر السبل وبالأخص خلال فصل الصيف، أين يزداد الطلب على هذه المادة الحيوية التي يؤدي غيابها إلى اختلال في متطلبات الحياة الأساسية، مؤكدين بأن الوضع أدى بهم إلى الاستنجاد بصهاريج المياه بأسعار خيالية زادت من معاناتهم، كما دفع الوضع ببعضهم الآخر إلى الاستنجاد بالينابيع الطبيعية باستعمال وسائلهم الخاصة مما زاد من معاناتهم، حيث عبر السكان في هذا الصدد عن استغرابهم الكبير من التماطل المسجل في القضاء على معاناة التزود كون أشغال الربط بشبكة المياه انتهت منذ مدة، كما عبروا عن استغرابهم من عدم توزيع ماء الشماس “سد تلسديت” لأسباب مجهولة خاصة ونحن في فصل الصيف، واشتكى السكان من النقص الفادح المسجل في الإنارة العمومية، حيث تغرق القرية في ظلام دامس خلال الفترة الليلية وتتحول إلى مقبرة للأحياء، الأمر الذي صعب من عملية التواصل فيما بينهم خوفا من الكلاب المشردة والحيوانات المفترسة. كما عبروا عن خوفهم الكبير من انتشار عصابات السطو والسرقة المختصة في سرقة المواشي في ظل توفر سبل السطو التي يتقدمها عامل الظلام الدامس. السكان عبروا عن استيائهم وتذمرهم الشديدين في هذا الصدد كون أغلب قرى البلدية استفادت من مشاريع التوسعة والتدعيم بالإنارة العمومية ماعدا قرية عين النوق التي تبقى في منأى عن هذه المشاريع التنموية الهامة لأسباب مجهولة. مطالب السكان لم تتوقف عند هذا الحد، حيث ناشدوا في السياق ذاته المصالح المحلية ومصالح مديرية الغابات بضرورة شق المسالك الجبلية وتهيئتها بهدف تشجيع السياحة الجبلية كون القرية تعتبر منطقة سياحية بامتياز، وطالب سكان القرية النائية بالتهيئة العمرانية المنعدمة تماما بمقرهم السكني وذلك رغم الموقع الإستراتيجي وكذا الكثافة السكانية والنمط العمراني الجيد الذي تتميز به المنطقة.
سكان قرية عين النوق أكدوا في معرض حديثهم أن القرية لم تأخذ حقها فيما يخص المشاريع التنموية بالرغم من أنها تعادل بلدية من بلديات الولاية من حيث المساحة وعدد السكان، مما دفع بهم إلى مناشدة المصالح الوصية على اختلاف أطيافها من خلال نداء الاستغاثة هذا إلى ضرورة الالتفاتة العاجلة من أجل الدفع بعجلة التنمية والقضاء على معاناة السكان.
جندي توفيق