أنا سيدة متزوجة وأم ثلاثة أولاد، أكبر أولادي يبلغ من العمر 17 سنة وأصغرهم 8 سنوات، أحاول في كل مرة أن أكون في المستوى وأكون أما مثالية لأولادي، والحمد لله وفقت إلى حد كبير في هذه المهمة، لكن في الآونة الأخيرة حدثت معي أمور لم اضع لها حساب، حيث أن ابني البكر الذي سيجتاز الموسم المقبل شهادة البكالوريا لم يعد مهتما بدراسته ولا يهمه النجاح فيها، وكلما تحدثت معه في امور تخصه ولها علاقة بدراسته، وأصبح يخالط شلة من رفقاء السوء يذهب معهم إلى أماكن بعيدة دون إخباري وعندما أعاتبه على أفعاله وانصحه بالابتعاد عن ذلك الطريق المشين لا يسمعني ويضرب بنصائحي عرض الحائط، وما يؤسفني أكثر في هذا الأمر أن زوجي اكثر استهتارا من ابني، متنصل من مسؤولياته تجاه أبناءه، حيث يقضي معظم وقتها بين عمله والسهر مع اصدقائه إلى وقت متأخر من الليل. حاولت معه كثيرا لأجبره على الإحساس بمسؤولياته اتجاه اسرته، لكن دون جدوى، وهذا ما جعل ابني يسير في طريق غير سوي ويتبع رفقاء السوء. إن ابني وزوجي يختلفان عن أزواج شقيقاتي وأبناءهم وهم افضل من كل النواحي، وقد أخبرت زوجي وابني بهذه الحقائق وبأن هؤلاء أفضل منهم، لكنهما لم يهتما لكلامي، ولازال ابني مستمرا في نفس الطريق وأيضا زوجي غير مباليا ومتنصلا من مسؤولياته اتجاه أسرته. أنا جدا متدمرة من هذه التصرفات لابني وتتصل زوجي من مسؤوليته اتجاه أسرته. ولذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في إيجاد حل يعيد ابني إلى رشده ويجعل زوجي مسؤولا عن أسرته.
الحائرة : أم إلياس من المدنية
الرد: يبدو من خلال ما رويته لنا في محتوى مشكلتك مع أبنك وزوجك أن أسلوب تعاملك معهما دفع إلى استمرارهما في نفس السيرة كمقارنتك لهما بالغير وتفضيل الآخرين عليهما كأزواج شقيقاتك على أساس أنهم أفضل من زوجك وأبنائهم أفضل من ابنك.
والمطلوب منك فورا التخلي عن أسلوب المقارنة بين أفراد أسرتك و حياة الاخرين، لان لكل واحد منا طريقته في تسيير حياته واكيد كل إنسان يجتهد في أن يكون مميزا في حياته عن الأخرين، واستمرارك في التعامل معهم بنفس الطريقة يدفعها إلى الاستمرار في نفس الطريق ويعملون على ما يثير غضبك، وعليك اختيار الوقت المناسب الذي يكون فيه زوجك هادئا للحديث معه في هذا الموضوع وتذكريه بواجبه اتجاه اسرته وأن إهماله وتنصله من هذه المسؤولية اي مسؤوليته اتجاه ابناءه ستعود عليهم بالسلب مثلا سيرة ابنه البكر الذي اهمل دراسته واصبح يصاحب رفقاء السوء وهذا الطريق له عواقب وخيمة على حياة الأبناء، واطلبي منه أن يهتم بأبنائه ويقوم بواجبه اتجاه اسرته قبل فوات الأوان و عليه ان يقف إلى جانب ابنه قبل فوات الأوان خاصة وانه لا يسمع لكلامك وضرب بنصائحك عرض الحائط. نتمنى أن تخبرينا في القريب العاجل بصلاح حال ابنك وزوجك بإذن الله… بالتوفيق.
