بعد أن قرر إعادة النظر في كيفية التعاون الثنائي مع “دولة المستعمر”… هل يستطيع بلعابد وضع حد لسنوات من التباعية لبرامج فرنسا؟

بعد أن قرر إعادة النظر في كيفية التعاون الثنائي مع “دولة المستعمر”… هل يستطيع بلعابد وضع حد لسنوات من التباعية لبرامج فرنسا؟

الجزائر -أعلن وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، على إعادة النظر في كيفية التعاون الثنائي مع دولة فرنسا فيما يتعلق بقطاع التربية الوطنية، وهذا دون كشف أو تقديم أية توضيحات حول التعديلات الجديدة في هذا الملف “الحساس” والذي كان من أبرز الأسباب وراء الإطاحة بالوزيرة السابقة نورية بن غبريط التي ثار ضدها الجزائريون بعد اتهامها من قبل تربويون ومختصون ونقابيون بالعمل على محاربة ثوابت الأمة ومحاولة تغريب المدرسة الجزائرية انطلاقا من مفتشين فرنسيين.

وفي هذا الإطار أوضحت وزارة التربية الوطنية في بيان لها، أنه في إطار سلسلة اللقاءات مع سفراء وممثلي الهيئات الديبلوماسية والأممية الدولية المعتمدة بالجزائر، استقبل صبيحة، أول أمس، الخميس، وزير التربية الوطنية سفير الجمهورية الفرنسية بطلب من هذا الأخير.

ونقل بيان وزارة التربية أنه تناول الطرفان جوانب التعاون الثنائي في مجال التربية أين أكد الوزير على وجوب إعادة النظر في مجالات ومحاور وكيفيات التعاون الثنائي، كما تطرق كذلك بلعابد إلى ملف تدريس اللغتين العربية والأمازيغية والثقافة الأصلية لأبناء الجالية الجزائرية بفرنسا وكذا بعض النقاط المتعلقة بالمدرسة الدولية الجزائرية بفرنسا.

هذا ولم يقدم بيان وزارة التربية الوطنية أية توضحيات في شأن تصريحات الوزير بخصوص إعادة النظر في مجالات ومحاور وكيفية التعاون الثنائي مع فرنسا، ما يفتح المجال للعديد من الاحتمالات التي تصب في أن الوزير قد يغير طريقة الوزيرة السابقة نورية بن غبريط، التي عرفت بتكثيف عملها مع دولة فرنسا، بدليل استنجادها بالمفتشين التربويين الأجانب الذين استقدمتهم في فترة توليها منصب وزيرة التربية لمساعدتها في التمكين لـ”إصلاحاتها التربوية” كونهم جميعا من فرنسا، وبالضبط من مقاطعة مرسيليا.

وما يعزز فكرة مشروع الوزير الحالي لعدم التركيز على فرنسا في إصلاح المنظومة التربوية هو طرحه منذ أسابيع لمشروع إدخال اللغة الانجليزية في الطور الابتدائي وقيامه بعدة لقاءات مع مسؤولين من بريطانيا إما بالجزائر أو خارج الجزائر من أجل تعزيز التعاون الثنائي، خاصة وأنه استغل تواجده بفرنسا منذ أيام وفي إطار مشاركته على هامش أشغال الدورة الأربعين للمؤتمر العام لليونسكو أين التقى بماتيو لودج، رئيس الوفد البريطاني، وزير ممثل دائم للمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى أين أبدى الطرفان أثناء اللقاء عن ارتياحهما للمستوى المتميز الذي وصلته علاقات التعاون الثاني في مجال التربية، كما استعرض سبل ووسائل ترقية وتعزيز تنويع عمليات التعاون في محاور التكوين وتنمية الكفاءات المهنية.

هذا ولم يقف وزير التربية عند هذا الحد بل يعمل على شجيع تعليم أكبر عدد من اللغات للتلاميذ الجزائريين، بعد أن أعلن في ذات الفترة وخلال تواجده بفرنسا على عدة مشاريع تعاونية مع دول أجنبية لإدخال اللغات الصينية والروسية، وهذا لوضع حد لهيمنة اللغة الفرنسية باعتبارها ليست لغة العلم والتطور.

عثماني.ع