بعد أن لفظها الشارع تحاول لعب آخر أوراقها… المعارضة تكثف اجتماعاتها  قصد العودة وركوب الحراك الشعبي

بعد أن لفظها الشارع تحاول لعب آخر أوراقها… المعارضة تكثف اجتماعاتها  قصد العودة وركوب الحراك الشعبي

الجزائر- تعقد أحزاب المعارضة  ندواتها عقب كل مسيرة، للتباحث فيما بينها حول خارطة طريق لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي دخلتها منذ 22 فيفري الفارط،  وتأتي هذه الاجتماعات الدورية بعد أن لفظها الحراك الشعبي منذ انطلاقه، وطالبها بالانسحاب نتيجة فشلها الذريع في مهامها، واتهامها بالتراجع عن دورها كمعارضة واكتفائها بدور المتفرج على ما يحدث.

لفظ الحراك الشعبي، الذي انطلق في 22  من شهر  فيفري الفارط، جميع أحزاب المعارضة بمختلف تشكيلاتها، حيث منعها من الاحتكاك به، ومشاركتها في المسيرات السلمية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن، والتي كانت بالملايين في كل جمعة عقب صلاة الظهر، للمطالبة برحيل النظام  والتغيير الجذري في الوجوه القديمة التي فشلت في مهمتها على مدى عشرين سنة، عن طريق إنشاء حكومة تكنوقراطية، تلقى الإجماع من طرف كل مكونات المجتمع المدني، وهو ما يعمل عليه الوزير الأول، نورالدين بدوي، الذي لم يتوصل إلى حد اللحظة إلى تشكيلها، نظرا لرفض المعارضة والنقابات المشاركة فيها، ورغم ذلك شاركت بعض أحزاب المعارضة، خلال حراك الجمعة الأخير،  بالظهور في المسيرة، وهو الأمر الذي لقي استهجان الجميع، كرد فعل على عدم  تبنيه من أي جهة،  وحصره في أيادي الشعب الذين لا ينتمون إلى أي لون سياسي.

وتعمل أحزاب المعارضة، التي تجتمع عقب كل مسيرة، كمحاولة أخيرة في الوقت بدل الضائع، على إيجاد خارطة طريق للأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر، حيث دعت في أخر اجتماعها الذي عقدته ببيت جاب الله،  إلى ضرورة  إقرار مرحلة انتقالية  بقيادة هيئة رئاسية، وتدخل مؤسسة الجيش  للاستجابة لمطالب الشعب، وهو الأمر الذي رفضه الحراك، وترجيح كافة المسيرات السلمية إلى غاية تحقيق الهدف المنشود وتغيير النظام، لتجنب إدخال البلاد في انزلاقات خطيرة، وبذلك يضاف هذا الاقتراح إلى قائمة الإخفاقات التي سجلتها طيلة السنين الماضية.

وقد اتهم المحتجون المعارضة في عدة مرات بالانضمام لفلك الموالاة،  وتلاشي دورها واكتفت بدور المندد والمتفرج على ما يحدث من اختراقات، عوض التدخل والعمل على إيجاد حلول للمشاكل التي يتخبط فيها المواطنون، خاصة فئة الشباب التي تمثل الأغلبية الساحقة .

نادية حدار