عقّدت شدة الحرارة التي شهدتها العاصمة في اليومين الأخيرين من مشكلة النفايات المكدسة بسوق الخضر ببومعطي بالحراش بعدما عاثت بها الأمطار فسادا كبيرا، خاصة مع وديان المياه القذرة المتقاطعة معها في وضع
كثيرا ما أزعج الزبائن وأخرجهم عن صمتهم خاصة مع اختلاط السلع مع القاذورات في كثير من الأحيان.
ما يزال سوق بومعطي الذي تطبعه القاذورات يعاني نفس المشكل بانتشار النفايات في كل ركن وزاوية بعدما تكفلت الأمطار فيما مضى بنثرها لتضخم الحرارة من المشكلة، حيث ما يزال الباعة يبيعون سلعهم التي يعرضونها فوق المزابل التي تجري بها المياه القذرة دون أن تتدخل السلطات المحلية لوضع حد لهذه الكارثة التي يتقاسم تداعيتها كل من التاجر والزبون على حد سواء.
واستاء التجار الذين يبيعون الخضر على مستوى ساحة بومعطي التي كانت إلى وقت قريب سوقا مفتوحة على كل السلع قبل أن تصنف على أنها تجارة موازية وجب القضاء عليها، وعبروا عن امتعاضهم إزاء الوضع الذي يتواجدون عليه بعدما أضحوا يبيعون سلعهم أمام أكوام المزابل التي تتخللها المياه القذرة التي كانت قد انتشرت أكثر بفعل الأمطار الغزيرة التي امتزجت مع النفايات المنتشرة محولة الساحة إلى فضاء واسع للمفارغ العمومية بمختلف أشكالها التي تنفر الزبائن منها دون الحديث عن الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف بزخم مختلط من روائح القاذورات خاصة التي غطتها النفايات الجديدة وأخرجتها إلى السطح.
وحسب التجار، فإنهم يحاولون التخلص من مخلفات البيع عبر الطرق الصحيحة والسليمة والمعتمدة أساسا على توقيت تنقل عمال النظافة بغية نقل النفايات، غير أن الكم الهائل من هذه النفايات التي تترجم الكثافة السكانية بالمنطقة، ضف إليها استمرار اقبال العائلات على هذا السوق بالرغم من افراغه من كل مكوناته ومجالات التجارة فيه باستثناء الخضر، ما حال دون امكانية السيطرة على الوضع والتحكم في كمية النفايات الملقاة، خاصة وأن العائلات ما تزال تلجأ إليه في ظل عدم تقديم بدائل ممثلة في أسواق تجارية نظيفة ومرتبة، والأهم مغطاة تقيهم من الأمطار وأشعة الشمس الحارقة، معربين عن سخطهم الشديد إزاء الخلل الذي طال بالوعات المياه والتي جعلت أنهارا من المياه القذرة تعرف طريقها إلى السوق الذي أضحى السير عليه معاناة خاصة في أيام تساقط الأمطار، مطالبين السلطات بالتحرك المستعجل واستغلال تحسن الأحوال الجوية لإصلاح البالوعات والتخلص من النفايات.