بعث التراجع المسجل في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” بولاية سطيف منذ بضعة أيام، أملا كبيرا لدى سكان هذه المنطقة من شرق البلد.
وقد ساهم هذا التراجع في تخفيف حدة القلق عن سكان الولاية ؛ على اعتبار أن ولاية سطيف تحتل المرتبة الثانية على المستوى الوطني (بعد الجزائر العاصمة)، بأزيد من 2500 حالة إصابة مؤكدة في مطلع شهر أوت الجاري مع مستشفيات متشبعة وأطقم معالجة على وشك الإنهاك.
وبالموازاة مع ذلك أضحت أيضا الهياكل الاستشفائية “أكثر ارتياحا من حيث الضغط” منذ حوالي أسبوع.
تواصل الالتزام بتدابير الوقاية
وعلى عكس ما كان يخشاه الجميع، لم يؤد هذا التراجع إلى انخفاض درجة الالتزام بعاصمة الهضاب العليا؛ حيث يلاحظ جليا أن المواطنين يحترمون بمسؤولية أكبر، التدابير الوقائية التي تمت التوصية بها من طرف الهيئات الطبية من أجل الحد من انتشار هذا الفيروس؛ فقد أصبح ارتداء القناع الواقي والتقيد بقواعد التباعد الجسدي جزءا من عادات سكان سطيف عبر مختلف مناطق المدينة، فبعض المخالفات التي سجلت هنا أو هناك قد تم “كبحها” سواء عبر الشوارع أو الطرقات؛ حيث يتجاهل بعض الشباب التدابير الاحترازية، الذين دعاهم المواطنون إلى ضرورة احترامها ومنع أي شخص لا يلتزم بذلك من دخول المحلات.
الإنخفاض لا يعني كسب المعركة
وقال عبد النور بوروبة، وهو مسير محل كبير لبيع المواد الغذائية العامة بوسط المدينة، “ليس هذا بالتأكيد الوقت المناسب للتراخي والقول بأنه تم كسب المعركة ضد فيروس كورونا”؛ فبالنسبة لذات المتحدث “يتعين أن يحث انخفاض عدد حالات الإصابة، كل واحد منا على مضاعفة درجة اليقظة” على أمل التغلب على هذه الجائحة. وأضاف عبد النور أن الأمر “يرجع إلينا جميعا من الآن فصاعدا لتطويق الفيروس وليس العكس”، مشيرا بيده إلى العديد من قارورات الهلام الكحولي الموجودة على طاولة بمدخل المحل والموضوعة تحت تصرف الزبائن.
وأفاد، من جهته، الدكتور زين الدين جربوعة، وهو طبيب مختص في الطب الوقائي، بأن تراجع عدد حالات الإصابة بسطيف “ساهم بشكل أو بآخر في تخفيف الضغط عن السكان”، وهو ما يشكل بالنسبة له “أمرا ممتازا” على اعتبار أن الضغط يقلل من الاستجابة المناعية للأمراض المعدية.
ويبدو أن ولاية سطيف التي عانت بشدة خلال شهري جوان وجويلية المنصرمين بسبب كوفيد-19، أصبحت في الوقت الراهن تتنفس بشكل أفضل غير أنها تواصل حذرها. وقد تأكد ذلك خلال عيد الأضحى الذي جرت فيه شعيرة نحر الأضحية بطريقة مسؤولة عموما وبدون فسح المجال للتجمعات المعتادة.
ويبدو أن مواطني ولاية سطيف أضحوا واعين بأن القضاء على جائحة كوفيد19 يعد مسؤولية جماعية، لا تتحمل في أي حال من الأحوال أدنى قدر من التراخي. وسيساهم هذا الوعي بالتحديد في نهاية المطاف، في التغلب على هذا الفيروس التاجي الجديد، حسب ما ذكّر بذلك وبقوة، عدة أطباء ينشطون في هذه الولاية.
ق.م