خرج سكان حي وريدة مداد المعروف بحي سوسطارة التابع لبلدية القصبة بالعاصمة عن صمتهم إزاء التهديد الذي يتربص بهم، بفعل هشاشة سلالم عماراتهم العتيقة التي أصبحت أقل مقاومة للأثقال وأضعف من تحمل ظروف الزمن، بعدما مرت عليها كل أنواع العوامل المؤثرة على صلابتها على غرار الزلازل والهزات الارتدادية، مشددين على مطلبهم في إصلاحها خاصة بعد تسجيل أول حالة وفاة لشاب هوت به السلالم إلى الطابق الأول.
أكد سكان سوسطارة عدم تراجعهم عن مطلبهم هذا بعدما حمّلوا مسؤولية موت أحد شبابها إلى السلطات المحلية التي تركتهم عرضة للهلاك، رغم علمها بقدم هذه السلالم التي لا تقوى على حمل الأشخاص ويمكن أن تتهاوى دون حتى أن يصعد عليها السكان بعدما بلغت من الهشاشة ما يستدعي العمل على ترميمها في أسرع وقت ممكن، موضحين أن حيهم يشكو عدة مشاكل أرقتهم، ولكن يبقى مشكل اهتراء السلالم أكبر انشغالاتهم، حيث دقوا ناقوس الخطر وسارعوا في مبادرة تلقائية إلى اصلاح الوضع من خلال استعمال الدعائم وترميمها عدة مرات، إلا أنها لم تجد نفعا أمام تقدم حالة تدهورها، وبات سكان العمارات متخوفين في كل مرة يجتازون فيها السلالم، إذ أكد المواطنون أنها تسببت في مقتل أحد الجيران بعد سقوط أحد سلالم العمارات منذ فترة ليست بالبعيدة، وعليه شدد السكان على ضرورة التدخل العاجل من أجل إعادة تهيئة سلالم العمارات التي تهدد هشاشتها كل من يستخدمها. كما أشار مواطنو الحي كذلك إلى أن النقطة السوداء الثانية التي شوهت الحي وأرقت قاطنيه، هي التلوث الذي يعرفه هذا الأخير، وذلك بفعل انتشار النفايات، وأرجع المواطنون هذا الأمر إلى مصالح البلدية، التي أعابوا عليها وضعها للحاويات المخصصة للتخلص من النفايات بمكان غير ملائم، حيث تم تنصيبها بجوار المدرسة الابتدائية “الإخوة زرار”، وقبالة الحي السكني، وقال السكان إنهم باتوا يتجرعون مرارة التبعات المترتبة عن هذا الوضع، ففضلا عن تشويه أكوام النفايات المتجمعة للمظهر الجمالي للحي، فقد تحولت كذلك إلى مصدر ازعاج للسكان بسبب انتشار الحشرات والبعوض وانبعاث الروائح الكريهة منها. وفي سياق آخر، أشار السكان إلى خطر الكوابل الكهربائية التي تتوزع بشكل عشوائي بين عمارات الحي دون مطابقتها لمعايير السلامة والأمان، حيث تتحول مع حلول فصل الشتاء وتهاطل الأمطار إلى مصدر خطر حقيقي يهدد المواطنين القاطنين بالحي، بفعل إصدارها لشرارات كهربائية متواصلة.