تمكنت مصالح ولاية الجزائر، مؤخرا، من تهديم عدد من البيوت الفوضوية التي شيدت على ضفتي وادي الحميز بكل من بلديتي برج الكيفان وبرج البحري، في إطار محاربة كل ما يشوه عاصمة البلد التي تعول السلطات على ارتقائها إلى مصاف دول العالم المتطورة آفاق 2030 وفقا للمخطط الاستراتيجي لعصرنتها، في وقت دعت المواطنين للتبليغ عن مثل هذه التصرفات غير الحضارية.
وحسب ما أوضحته المصالح الولائية، عبر صفحتها الرسمية في “الفايسبوك” من خلال بيان لها، فإنها قامت بتهديم عدد من البيوت القصديرية الجديدة التي شيدت في مكان البيوت القصديرية بمحاذاة وادي الحميز ببلديتي برج الكيفان وبرج البحري، التي رحلت مؤخرا في إطار عملية الترحيل الاستعجالية التي باشرتها ذات المصالح قبل حلول فصل الشتاء، من أجل حماية العائلات التي كانت تقطن فيها من خطر الفيضانات التي كانت تهددها لسنوات عديدة، حيث أشارت إلى أنها رصدت تحركات لبعض سماسرة المتاجرة في البيوت القصديرية على مستوى ضفتي وادي الحميز ببلديتي برج الكيفان وبرج البحري وشروعهم تحت جنح الليل في تشييد بيوت قصديرية وتوسعات غير شرعية وإقدامهم على بيعها لأشخاص مجهولين من خارج العاصمة و لمهاجرين غير شرعيين من جنسيات إفريقية، وهو ما أدى إلى تدخلها من أجل إعادة تهديم تلك البيوت مع تحويل المهاجرين غير الشرعيين إلى مركز الإيواء المخصص لهم.
في سياق متصل، رفعت نفس المصالح شكوى رسمية لدى الجهة القضائية المختصة من أجل تحديد هوية المتورطين من السماسرة والمنتفعين ومتابعتهم قضائيا مع فتح تحقيق إداري رسمي لتحديد المسؤولين الإداريين وراء التواطؤ أو التهاون في التبليغ عن مثل هذه الانتهاكات على مستوى بلديتي برج الكيفان وبرج البحري، في وقت طالبت ذات المصالح المواطنين بضرورة التبليغ عن مثل هذه التصرفات غير الحضارية، من خلال رقم مجاني 00 11، الذي وضع تحت تصرف المواطنين، مبرزة دور المواطن وحسه الراقي في التبليغ عن مثل هذه الانتهاكات التي تشوه الوجه العمراني للعاصمة وتضر بالجهود المبذولة في سبيل تخليصها من الأحياء القصديرية في إطار العمليات الكبرى للترحيل وإعادة الإسكان التي انطلقت منذ جوان 2014 وهي تشارف اليوم على بلوغ العملية الــــ 25.
تجدر الإشارة، إلى أن مصالح ولاية الجزائر سبق لها، خلال سنة 2018، القيام بعملية ترحيل وإعادة إسكان للعائلات القاطنة في بيوت قصديرية بمحاذاة ضفتي وادي الحميز كإجراء إستعجالي من أجل حمايتهم من خطر الفيضانات، وقامت بعد ذلك بتنظيف الوعاء العقاري بغرض السماح بمواصلة الأشغال المبرمجة من طرف مديرية الموارد المائية والمتمثلة في أشغال تهيئة مجرى ومصب وادي الحميز، كما سمحت لمديرية الأشغال العمومية من مواصلة أشغال تهيئة وحماية الواجهة البحرية التي تمتد من وادي مزفران إلى وادي الرغاية مرورا بخليج الجزائر على امتداد 75 كيلومترا.
إسراء.أ