أنا صديقتكم منال من الرويبة، موظفة بمؤسسة خاصة منذ أزيد من عشر سنوات، كنت أعيش الهدوء في حياتي العائلية مع والدتي وأخي، حيث توفي والدي وتركني صغيرة مع أخي، وتكفلت والدتي بتربيتنا ووفرت لنا كل ما نحتاجه حتى بلغنا مرادنا أنا وأخي، لكن صدفة أصيبت والدتي بوعكة صحية مفاجئة دخلت على إثرها المستشفى، وقبل أن يعرف الأطباء مرضها الحقيقي توفيت.
وكانت وفاتها بمثابة الصدمة لي خاصة وأنني في أمس الحاجة إليها في هذه الفترة، فكانت السند لي في هذه الحياة ولم أكن أتصور حياتي بدونها،
فأهملت مهامي في البيت والعمل، ولولا تفهم المسؤولين والزملاء في العمل لوضعي ووقوفهم إلى جانبي، لفقدت عملي وطردت منه، وحتى في البيت تغيرت كثيرا وأصبحت طباعي لا تطاق خاصة مع أخي.
أريد أن أخرج من هذه القوقعة المظلمة التي أثرت سلبا على حياتي لأن الموجودين من حولي سيثورون ضدي غضبا من هذه التصرفات السلبية لي بعد وفاة والدتي رحمها الله.
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمعاناتي.
المعذبة: منال من الرويبة
الرد: ثقي عزيزتي منال أنك لست الوحيدة التي فقدت أمها ولن تكوني الأخيرة، فهذه سنة الله في خلقه، فمتى أتى أجل الإنسان يرحل إلى جوار ربه، وأمك رحمها الله أخذت نصيبها من الحياة حسب ما قدره الله عز وجل لها، لأن الموت قضاء وقدر ولا يمكن للإنسان أن يزيد أو ينقص من قدره في الحياة فوق ما قدره الله له.
أنا أقدر حجم حزنك لفقدانك والدتك، لكن لا يجب أن تستسلمي لهذا الحزن، فالحياة مستمرة حتى بعد فقداننا لعزيز علينا، ولذا فأنت مطالبة عزيزتي منال بطي هذه الصفحة ولتكن ثقتك بالله سبحانه
وتعالى قوية وعليك بالتضرع له في كل الأوقات بأن يرحم أمك ويسكنها جنة الخلد وعليك بالتصدق عليها، فهذا ما تحتاجه منك الآن وهي في دار الحق، فعودي إلى حياتك بصورة عادية وقومي بمهامك سواء المهنية أو العائلية على أكمل وجه.
وإن شاء الله ستخرجين من حالة الحزن هذه وتعودين إلى حياتك بصورة عادية.