أنا صديقتكم أميمة من العلمة، عمري 27 سنة، موظفة بمؤسسة تعليمية وأحظى باحترام الجميع. كنت أعيش حياة هادئة ومستقرة وسط عائلتي، لكن كل شيء تغير بعد وفاة والدتي، خاصة وأن والدي وقبل وفاة والدتي رحمها الله كان ينتظر موتها ليتزوج بخالتي، هذه الأخيرة كانت تهتم كثيرا بوالدتي أثناء مرضها وبنا نحن أيضا وتوفر لنا كل ما نحتاجه ولم تتركنا نشعر بغياب أمنا وتواجدها المستمر بالمستشفى، بحكم إصابتها بمرض السرطان خاصة بعدما أكد لنا الأطباء أن حالتها حرجة وشفاءها ميؤوس منه.
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أنني لم أتقبل وفاة أمي ولم أستوعب بعد إمكانية وجود امرأة أخرى في حياة أبي بديلة لأمي حتى لو كانت خالتي.
وقد تغيرت معاملتي لخالتي في الفترة الأخيرة لما علمت أنها قبلت الزواج بأبي وستزف إليه قريبا.
كما أن خالاتي وجدتي من أمي تكلمن معي في الموضوع وحاولن إقناعي لكني لم أتقبل الوضع بعد.
لذا لجأت إليك سيدتي الكريمة لمساعدتي في إيجاد حل يريحني مما أعانيه، وهل أنا مخطئة في حق خالتي التي لم تتركنا ولو للحظة أثناء مرض أمي إلى حين وفاتها.
الحائرة: أميمة من العلمة
الرد: لنبدأ من آخر سؤال طرحتيه علينا وهو: هل أنت مخطئة في حق خالتك برفضك زواجها من والدك بعد وفاة أمك رحمها الله؟
نعم، أنت مخطئة في حق خالتك ليس لأنها وقفت إلى جانب أمك أثناء مرضها ومعكم أيضا، بل هي سنّة الحياة، فوالدتك كانت مريضة وأكد لكم الأطباء أن حالتها ميؤوس من شفائها، وهذا يعني أن خالتك لم تكن السبب في وفاتها ولا أظن أنها كانت تخطط مع والدك لهذا الزواج كما تعتقدين عزيزتي أميمة، بل والدك أراد بتفكيره في الزواج بخالتك أن يحافظ على استقرار حياته الأسرية، وهذا أيضا ما أرادته خالتك.
وثقي أيضا أن والدتك رحمها الله أخذت نصيبها من الحياة حسب ما قدره الله لها، ووالدك بعد وفاتها (وفاة أمك) سيكرر زواجه من امرأة أخرى رضيت أم أبيت، والكل سيقف ضدك في هذا الموقف.
لذا لابد أن تغيري موقفك في هذه المسألة وتقبلي بزواج والدك بخالتك، وهذا أفضل لك ولعائلتك.
وهذا ما نتمنى أن تزفيه لنا في القريب العاجل.. بالتوفيق.