أطلق رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جمال غول تصريحات نارية بخصوص فضائح تورط فيها الديوان الوطني للحج والعمرة بخصوص أعضاء البعثة الموجهة مع الحجاج الجزائريين إلى السعودية، كاشفا أن بعض الإطارات أنهيت مهامهم من قبل الوزير السابق، والبعض الآخر لا علاقة لهم بقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، والبعض الثالث من البطالين الذين يتقاضون الأجور من صندوق الإطارات لا من صندوق المعاشات.
وأوضح رئيس المجلس جمال غول في تصريح لنا أن تعيين أعضاء بعثة الحج لم تكن بما يخدم الحجاج الجزائريين بالسعودية ويعمل على إنجاح الموسم الحالي، باعتبار أن التعيينات تمت عن طريق الولاءات وعن طريق الجهوية، وأن هناك امتيازات كثيرة ومقابلا ماديا كبيرا، مؤكدا أنه يعمل على إظهار هذه الثغرات من الآن من أجل عدم تحميل الحجاج الجزائريين المسؤولية إذا فشل موسم الحج أو اتهامهم بالهمجية، مؤكدا أن المسؤولية الكبيرة يتحملها ديوان الحج ووزارة الشؤون الدينية، وهذا قبل أن يتساءل: من الذي كُلف بتعيين أعضاء بعثة الحج للموسم الحالي؟ خاصة أن هناك بطالين من إطارات خرجت للتقاعد ولا عمل لها الآن.
ودعا جمال غول الحكومة إلى فتح تحقيق في أعضاء البعثة، باعتبار أن هناك مجلسا وزاريا مشتركا له علاقة بتركيبة البعثة، مشددا على أهمية تكوين فريق منسجم لضمان إرسال أعضاء من قطاع الشؤون الدينية عن طريق الشفافية ونزاهة العمل وعن طريق الكفاءات، ونفس الشيء بالنسبة لقطاعات الصحة والحماية المدنية، حيث أكد أن كل قطاع ملزم بمراقبة كيفية تعيين الأعضاء لضمان موسم حج ناجح.
دعوات إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ موسم الحج قبل فوات الأوان
ووجه جمال غول تساؤلا إلى وزارة الشؤون الدينية عن من عيَّن أعضاء لجنة الحج الحالية بقطاع الشؤون الدينية، داعيا إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان.
يأتي هذا في الوقت الذي نشر رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جمال غول، على صفحته في الفيسبوك مقالا نبه فيه إلى الثغرات التي تميزت بها بعثة الحج للسنة الحالية، بعد أن قال: إن المتابع لموقع الديوان الوطني للحج والعمرة وهو ينشر أولى صور أعضاء بعثة الحج لهذا الموسم 2019/1440، يمكنه أن يتعرف على أعضاء هذه البعثة بعد أن كان ذلك ضمن ملفات سري للغاية، إذ كثيرا ما يُتكتم على أسماء أعضاء البعثة لحاجة. وقال جمال غول إنه بتصفح بسيط للفضاء الأزرق يمكن للمتابعين لهذا الشأن أن يتعرفوا على تركيبة البعثة في صورتها الأولية، ويلاحظوا أن بعض هذه الإطارات قد أُنهيت مهامهم من قبل الوزير السابق، والبعض الآخر لا علاقة لهم بقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، والبعض الآخر من البطالين الذين يتقاضون الأجور الفلانية من صندوق الإطارات لا من صندوق المعاشات.
وأوضح: إذا كان المرسوم التنفيذي 07\394 الذي أنشئ من خلاله الديوان الوطني للحج والعمرة ينص على إمكانية الاستعانة بالإطارات من خارج قطاع الشؤون الدينية بخصوص التأطير الديني، فإنه لا يعني إلا أن يكون الاختيار على أساس الكفاءة، لأن ذلك من المتعارف عليه عند ذوي العقول السليمة، والقاعدة أن المعروف عرفا كالمشروط شرطا، فمن أنهيت مهامه إما أنه فاقد للكفاءة المطلوبة، وعندئذ فمَن المستفيد من تعيينه ضمن بعثة يتقاضى إطاراتُها مبالغ بآلاف الريالات، فضلا عن إقامتهم وإعاشتهم وتنقلاتهم المتكفل بها؟ وإما أن الذي أنهى مهامهم فاقد لجهاز اكتشاف الكفاءة وتقديرها ودعمها، أو أنه كان يتعمد إقصاء وقتل الكفاءات حينما لا تحمل بين جنباتها الوفاء والولاء له شخصيا، لأن الولاء عنده مقدم على الكفاءة حفاظا على الكرسي، ولا يهمه بعد ذلك قطاعه وإن أُفرغ من جميع الكفاءات حتى يخلو له الجو مع بقايا الإطارات من الشياتين والمنافقين الذين لا يحركون ساكنا ولا يُسكِّنون متحركا.
استنكار قوي لإقصاء عشرات الأئمة الذين اقتُرحوا من مديرياتهم
وقال غول: عندما توكل مهمة ميدانية لإطار لم يشتغل يوما في عمل ميداني في كل البعثات السابقة، تجد سؤالا ملحا يفرض نفسه: على أي أساس تم تعيين مثل هذا؟ عندما تكون عضوية البعثة لإطار ولائي قامت الدنيا عليه ولم تقعد من أجل المطالبة برحيله من قبل إطارات كل تلك الولاية دون استثناء، فهذا يعني أن العضوية في البعثة صارت دعما للرداءة واستفزازا لمشاعر كل من يطالب برحيل الرداءة.
وحذر جمال غول من اختيار أعضاء في البعثة بسبب انتمائهم لجهة معينة، وأعضاء آخرين عضويتهم دائمة على مدار السنين والأعوام وكأنهم ورثوا العضوية عن آبائهم أو أجدادهم.
ليخلص إلى أنه إذا حصل هذا فاعلم أننا أمام حكم لا يختلف عن حكم العصابة التي كان مصيرها سجن الحراش.
ونقل ذات المصدر إقصاء عشرات الأئمة الذين اقتُرِحوا من قبل مديرياتهم ليكونوا ضمن البعثة، وكان المقص لهم بالمرصاد، متسائلا: فهل بعد ذلك نطمح لحج الكرامة الموعود؟ وهل يكون ذلك إن لم يكن هَمُّ البعثة هو خدمة الحجاج؟ وهل سيكون هَمُّ البعثة كذلك بهذه التعيينات التي ستضيع معها المهمات في غالب الحالات؟
سامي سعد










