* مشروعان جديدان.. المكتبة الرقمية الناطقة والكتاب الرقمي التفاعلي لمادة الإنجليزية
أفاد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أن النتائج التي تحصل عليها تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاث خلال الفصل الأول من الموسم الدراسي الجاري “جد مرضية” بفضل “الهدوء والاستقرار” اللذان سادا أجواء الدراسة، مشيرا أن قطاع التربية سيعتمد “أكثر فأكثر” على الرقمنة في التسيير، والمتابعة التي سيخضع لها مدراء التربية حول مدى تنفيذ العمليات المدرجة في البرنامج القطاعي بـ”أكثر فعالية”.
وأبرز الوزير في كلمة له لدى افتتاح أشغال الندوة الوطنية لمدراء التربية بولاية تيبازة، أن النتائج المحققة خلال الفصل الأول، مشيرا أنه في مرحلة التعليم الابتدائي، نسبة التلاميذ الذين تحصلوا على المعدل بنسبة مئوية تقدر بـ93 بالمائة، حيث سُجِل استقرار في النتائج مقارنة بالنسبة المحصل عليها خلال الفصل الأول من السنة الماضية وقد سُجِلت أعلى نسبة للتلاميذ الحاصلين على المعدل لدى مستوى السنة الخامسة ابتدائي بـ96.41بالمائة، وما يدفع على الارتياح هو تحصل 95.33 بالمائة من تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي على المعدل في مادة اللغة الانجليزية فيما تحصل 90.20 بالمائة من تلاميذ السنة الرابعة على المعدل في ذات المادةK كما تحصل 98.87 بالمائة من تلاميذ مرحلة التعليم الابتدائي على المعدل في مادة التربية البدنية والرياضية التي يؤطرها أساتذة مختصّين لأول مرة. وفي مرحلة التعليم المتوسط، التلاميذ تحصّلوا على المعدل بلغ نسبة 71.95 بالمائة، حيث سُجل تحسن في النتائج يقدر بـ6.22 نقطة مئوية مقارنة بنتائج الفصل الأول للسنة الماضية والتي كانت نسبتها 65.73 بالمائة. وقد سُجِلت أكبر نسبة للتلاميذ المتحصِلين على المعدل لدى مستوى السنة الرابعة متوسط، حيث بلغت 79.65 بالمائة..
إشادة بدور المعالجة البيداغوجية في رفع نتائج تلاميذ السنة أولى متوسط
وقال بلعابد “أن الملفت للانتباه هو تسجيل تحسن ملحوظ في نتائج السنة الأولى متوسط، حيث بلغت 70.96 بالمائة بتقدم بلغ 5.24 نقطة مئوية مقارنة بنتائج الفصل الأول للسنة الماضية والتي قدرت 65.72 بالمائة، وهذا يعود أساسا إلى المعالجة البيداغوجية التي استفاد منها تلاميذ السنة الأولى متوسط والتي سمحت بمعالجة النقائص التي شخّصها امتحان تقييم المكتسبات الدراسية لنهاية مرحلة التعليم الابتدائي الذي اجتازه هؤلاء التلاميذ خلال السنة الدراسية الماضية. وفي مرحلة التعليم الثانوي، قال بلعابد، أنه تحصّل ما يقارب ثلثيْ (2/3) التلاميذ على المعدل بنسبة مئوية تقدّر بـ64.32 بالمائة في النتائج العامة للفصل الأول للسنة الدراسية 2023/2024، حيث سجل تحسن يفوق أربع (4) نقاط مئوية في النتائج مقارنة بنتائج الفصل الأول للسنة الدراسية الماضية التي قُدّرت نسبتها بـ60.05بالمائة. وقد سُجِّلت أكبر نسبة للتلاميذ المتحصِلين على المعدل في مستوى السنة الثانية ثانوي حيث بلغت 76.57 بالمائة بتحسن يقدّر بـ6.59 نقطة مئوية مقارنة بنتائج الفصل الأول للسنة الماضية. ووصف المسؤول الأول لقطاع التربية، أن هذه النتائج جدّ مرضية ما كانت لتتحقّق دون الدرجة العالية من المسؤولية التي أبان عنها كافة الشركاء الاجتماعيين، من نقابات معتمدة في القطاع ومنظمات أولياء التلاميذ، فضلا عن التجنّد والتفاني والالتزام الذي تحلّى به موظَفو وزارة التربية الوطنية على المستوييْن المركزي والمحلي وكل الأطقم الإدارية والتربوية وكافة منتسبي القطاع. وحث الوزير بالمناسبة الجميع على الاستزادة في العمل والمتابعة الميدانية بالدقة والصرامة لتنفيذ ما تبقى من العمليات المبرمجة في عطلة الشتاء، ومنها استكمال حصّص الدعم والمراجعة المبرمجة على مستوى مؤسسات التربية والتعليم لفائدة التلاميذ لا سيما تلاميذ أقسام الامتحانات، خاصة وأن إقبال التلاميذ كان معتبرا، ولاقت العملية استحسان التلاميذ وأوليائهم”.
تقييم أداء كل واحد من مديري التربية ومدى تحكّمه في التسيير
وبخصوص الندوة، قال بلعابد أنه من شأنها الوقوف على مدى تنفيذ العمليات المتعلقة بمجريات الدخول المدرسي 2023-2024 وتقييمها، وتقييم أداء كل واحد من مديري التربية، ومدى تحكّمه في تسيير شؤون التربية على مستوى الولاية التي يباشر مهامه بها، مستطردا: “سنعمل، بالموازاة، على مرافقتهم وتوجيهم بما يكفل لكم أفضل سبل النجاح في تحقيق الأهداف المسطَّرة”، مشددا على أهمية مراعاة مبدأ إلزامية النتائج ولذلك، كانت وستكون متابعة دائمة ومستمرة ودقيقة لمدى اضطلاع كل واحد بمهامه ومدى سهره وحرصه على حسن تنفيذ البرنامج المسطّر لهذا الموسم الدراسي 2023-2024 والعمليات المبرمجة لإنجاحه، وسيتم على أساس هذه المتابعة تقييم أداء كل واحد منهمم، وفق معايير مضبوطة. كما شدد، على السهر على الاحترام الصارم للتعليمات الرسمية، حيث يتعيّن على الجميع الالتزام بتنفيذ النصوص التنظيمية التي تسيّر السنة الدراسية إلى جانب، أحكام المنشورالإطار وكافة المناشير التي تم موافاتهم بها، قائلا: “أن إنجاز المهام الموكلَة لمدير التربية، طبقا للنصوص التنظيمية الساري بها العمل، مرهون بضمان التنسيق الدائم والمستمر بين جميع مصالح مديرية التربية، بالإشراف المباشر للأمين العام، وفقا لتوجيهاتهم وتحت مسؤوليتهم الكاملة، مشيرا أنه في كل الأحوال، سيكون، في المستقبل القريب، تنظيم جديد لمصالح مديرية التربية، وهي مسألة مدرجة للدراسة في الندوة. كما كشف بلعابد، عن وضع آليات لمتابعة سير مجمل العمليات في الميدان، على غرار ملف التدفئة بالمؤسسات التعليمية حيث تم تنصيب جهاز دائم للتتبع الآني لتوفير التدفئة على مستوى جميع المؤسسات التربوية، والسهر على معالجة النقائص إن وجدت بالسرعة المطلوبة، فلن يسمح بوجود مؤسسات تعليمية دون تدفئة، مذكرا بضرورة تنظيم حملات إعلامية تحسيسية على مستوى المدارس بالتنسيق مع الحماية المدنية للوقاية من أخطار الغاز أحادي الكربون وسوء استعمال الأجهزة. وشدد الوزير، على ضرورة اتخاذ جميع التدابير وتكثيف الاتصال مع جميع المتدخلين وتفعيل دورهم من أجل ضمان تقديم الوجبات الساخنة للتلاميذ وديمومة النقل المدرسي، خاصة في المناطق النائية. كما قال الوزير، أنه من هنا فصاعدا، “سنعتمد، أكثر فأكثر، على تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التسيير، وتتبع مدى تنفيذ العمليات المدرجة في برنامجنا القطاعي، ميدانيا وفعليا، فلا يخفى على أحد الأشواط الكبيرة التي قطعتها وزارة التربية الوطنية في مجال الرقمنة، من خلال تجسيد العديد من العمليات، منها على وجه الخصوص رقمنة كل قرارات تمدرس التلاميذ، النظام الرقمي لتقييم مكتسبات مرحلة التعليم الابتدائي، رقمنة عملية إعادة إدماج التلاميذ، وبلغت 88بالمائة..”.
معالجة 75 بالمائة من طلبات السكنات الوظيفية “رقميا”
وتطرق الوزير، إلى إبراز نظام الدفع الإلكتروني لحقوق التسجيلات في امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، وكذا استحداث نظام رقمي لتوظيف الأساتذة (رقمنة توظيف أساتذة اللغة الإنجليزية والتربية البدنية في المدارس الابتدائية، إلى جانب توظيف الأساتذة عن طريق التعاقد للمراحل التعليمية الثلاثة)، إضافة لرقمنة الحركة التنقلية السنوية للأساتذة (وقد تم رفع عدد الرغبات المعبر عنها من قبل الأساتذة الراغبين في الحركة التنقلية من 5 إلى 10)، بنسبة تلبية الرغبات قدرها 93 بالمائة وهي نسبة غير مسبوقة، حيث لم يسبق أن تجاوزت نسبة تلبية الرغبات من قبل 32 بالمائة، إضافة إلى رقمنة الدخول والخروج من الولاية لفائدة الأساتذة، بلغت نسبة تلبية الرغبة 75 بالمائة، رقمنة تسيير السكنات الوظيفية، فضلا عن تصميم نظام رقمي لتفعيل التفتيش. وقال الوزير، أنه من بين ما تم اعتماده أيضا، وضع منصة رقمية لفائدة الأساتذة “فضاء الأساتذة”، وتعزيز الفضاء الرقمي الخاص بأولياء التلاميذ بتطبيق أندرويد يعمل على الهواتف، نظام تسيير غيابات التلاميذ؛ نظام إشعار وإخطار الأولياء (إشعار الأولياء بغياب أبنائهم؛ إشعارات حول الجدول الزمني الأسبوعي؛ إشعارات بنتائج التلاميذ الفصلية؛ استدعاء الأولياء؛ إخطار الأولياء فور تعرض الأبناء لعارض صحي)، مشيرا إلى تواصل الوزارة تنفيذ مشروع تخفيف وزن المحفظة المدرسية على مستوى مرحلة التعليم الابتدائي بتوسيع عملية تجهيز المدارس الابتدائية بالألواح الإلكترونية؛ تطوير منصة عبر شبكة الأنترنت التي تسمح للتلميذ بتحميل برنامج خاص بالكتب المدرسية في نسخته الرقمية سواء على أجهزة اللوحة الإلكترونية أو الهاتف النقال أو الكمبيوتر لصالح كل تلميذ في كل المراحل التعليمية؛ وفي ذات الصدد، أفاد الوزير، أنه تماشيا مع تطور التكنولوجيات الحديثة واستعمالها في المنظومة التربوية، تعمل وزارة التربية الوطنية على إعداد مشروعين جديدين هما: المكتبة الرقمية الناطقة والكتاب الرقمي التفاعلي لمادة اللغة الإنجليزية للسنة الثالثة ابتدائي، قائلا: “ستكون هناك عمليات أخرى في مجال الرقمنة بمشيئة الله، سيتم الإعلان عنها لاحقا، لا يمكن لأحد أن ينكر المسيرة التنموية الجميلة التي تمّ خوضها في ظل الجمهورية الجديدة، تحت القيادة الرشيدة، لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والتي تتميّز بحركية منقطعة النظير على مختلف الأصعدة، فكان للتربية فيها حيز كبير، حيث تحقّق الكثير في فترة وجيزة. وختم الوزير كلمته، بالتأكيد “إن المؤشرات الجديدة لجودة التعليم في الجزائر تترجم جدّية المقاربة التي تمّ اعتمادها في السنوات الأخيرة، إذ شهدت المدرسة الجزائرية، تحت القيادة الرشيدة، لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تغييرات وإضافات استراتيجية وعميقة سواء على المستوى البيداغوجي أو الهيكلي أو الاجتماعي، ونحن على الدرب ماضون”.
سامي سعد










